وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القيادة الفلسطينية تقول للولايات المتحدة "لا" وتتجه لمجلس الامن

نشر بتاريخ: 18/02/2011 ( آخر تحديث: 19/02/2011 الساعة: 09:33 )
رام الله - معا- اتخذت القيادة الفلسطينية الليلة قرارا باجماع اللجنة التنفيذية لـ(م،ت،ف)، ومركزية فتح، على ضرورة عرض مشروع القرار بادانة الاستيطان ورفضه على مجلس الامن الدولي للتصويت الليلة، داعيا المجتمع الدولي بتأييد صدور هذا القرار كما طالبت الادارة الاميريكية بالامتناع عن تعطيل صدور هذا القرار الذي يعتبر مصلحة وطنية.

واكد امين سر اللجنة التنفيذية لـ(م،ت،ف)، ياسر عبد ربه، في مؤتمر صحفي مقتضب عقب الاجتماع المشترك الذي عقد في مقر الرئاسة برئاسة الرئيس محمود عباس، على ان القيادة اتخذت هذا القرار بالاجماع، مشددا على ان اتخاذ هذا القرار يعبر عن المصلحة الوطنية ودعم الحرية للشعب الفلسطيني .

وقال "حرية شعبنا ليست محل مساومة مع احد ومطالبنا هي من اجل الحرية ولن نخضع لاية ضغوط من اية جهة كانت".

وحول صدقية الانباء التي تحدثت عن تهديدات اميركية بقطع المساعدات الاميركية عن السلطة الوطنية في حال مواصلتها العمل من اجل عرض القرار على مجلس الامن، تجنب عبد ربه الحديث عن ذلك واكتفى بالحديث عن مجموعة اتصالات هاتفية اجريت بين مسؤولين اميركيين بما فيهم الرئيس الاميركي باراك اوباما ووزير خارجيته هيلاري كيلنتون، الرئيس محمود عباس، اضافة الى الاتصالات مع العديد من قادة وممثلي الدول الاوروبية والعربية، ورغم ذلك تباين المواقف فان القيادة الفلسطينية قررت بالاجماع الذهاب لمجلس الامن الدولي للتصويت على قرار ادانة الاستيطان ورفضه.

وردا على سؤال اخر حول وصف هذا القرار الفلسطيني بالمغامرة قال عبد ربه بلغة واثقة " المغامرة ان نتردد عندما تكون حرية الشعب الفلسطيني هي المطروحة على بساط البحث".

بدوره قال نا عميرة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ان القيادة ترفض بالاجماع العرض الامريكي وتصر على طرح مشروع قرار يدين الاستيطان الاسرائيلي على مجلس الامن الدولي.

واشار عميرة الى أن القيادة رفضت بالاجماع العرض الامريكي القاضي بسحب هذا المشروع واعتبرته محاولة للالتفاف على جهودها بهذا الصدد. ونوه عميره الى عزم القيادة الفلسطينية واصراراها على تحركاتها السياسية المكثفة لتحميل اسرائيل مسؤولية تعطيل عملية السلام، مشددا على استمرارها في حشد التأييد الدولي للاعتراف بدولة فلسطين ، مطالبا كافة القوى الفلسطينية والشعب الفلسطيني في الوطن والشتات بدعم ومساندة هذا الموقف وتعزيزه في مواجهة كافة الضغوط والتحديات .18-2-2011

كما اشاد احمد الطيبي العضو العربي في الكنيست بقرار القيادة الفلسطينية رفض الطلب الامريكي حول الاستيطان.

وكانت مصادر رسمية في اللجنة المركزية لحركة فتح، كشفت عن تعرض الرئيس محمود عباس واركان القيادة الفلسطينية الى ضغوط كبيرة من قبل الولايات المتحدة الامريكية من اجل اجبار القيادة الفلسطينية على سحب مشروع القرار الموجه الى مجلس الامن الدولي، بخصوص ادانة الاستيطان اليهودي الذي تمارسه حكومة الاحتلال الاسرائيلي، موضحة ان اجتماع اللجنتين التنفيذية للمنظمة ومركزية فتح المقرر عقده في ساعات مساء اليوم ياتي في اطار حرص الرئيس عباس على وضع اللجنتين في صورة المطالب الاميركية خاصة في اعقاب تلقيه مجموعة اتصالات رفيعة المستوى من قبل مسؤولين امريكيين اخرهم كان المكالفة الهاتفية من قبل الرئيس الامريكي باراك اوباما التي استمرت الى قرابة 50 دقيقة.

مسيرات لدعم موقف القيادة

هذا ودعت حركة فتح في الضفة الغربية الى تنظيم مسيرات لدعم موقف القيادة الفلسطينية في مواجهة قرارات الادارة الامريكيية، فقد نظمت حرة فتح اقليم رام الله مسيرة على دوار المنارة لدعم موقف القيادة حملت شعارات من ضمنها "واشنطن: ايادي سواد تدعم الاحتلال وعقل استعماري تحكمه المصالح الامريكية الضيقة،،، ومن الشعارات "يا ابومازن على الثوابت لا تهجر".

بدوره اكد احمد عساف الناطق باسم فتح، ان الفلسطينيين يرديون الخلاص من الاحتلال ولا ينتظرون لقمة الخبز ، وقال ان المطلوب من الادارة مساعدة الشعب وعدم الوقوف امام الحرية والاستقلال .

واكد ان هذه المسيرات سلسلة من تحركات شعبية ستنظم خلال الفترة المقبلة لدعم موقف القيادة الفلسطينية .

وانتقلت المسيرات باتجاه مقر الرئاسة برام الله لمباعية الرئيس وسط هتافات لدعم الرئيس عباس.

كما نظمت حركة فتح في قلقيلية مسيرة سيارات جابت شوارع المدنية دعما لقرار القيادة الفلسطينية يتقدمها محافظ قلقيلية وامين سر حركة فتح .

وانطلقت في مدينة جنين الليلة مسيرة جماهيرية حاشدة دعما للرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية وصمودها أمام الضغوط وتمسكها بالثوابت الوطنية مؤكدين على رفضهم للتهديدات الامريكية.

وكانت المئات من المركبات قد جابت شوارع مدينة جنين رافعين الاعلام الفلسطينية ورايات حركة فتح وصور الرئيس ابو مازن كما ردد المشاركون "بالروح بالدم نفديك ابو مازن" كما هنفوا شعارات تدعو الى تعزيز الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام لتعزيز الصمود امام التحديات.

وقال عطا ابو ارميلة امين سر حركة فتح اقليم جنين في حديث لمراسلنا في جنين ان المشاركين جابوا شوارع مدينة جنين مرددين الهتافات الداعمة للقيادة الفلسطينية معربا عن استهجانه لاستخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار ادانة الاستيطان.

واشاد ابو ارميلة بمواقف الرئيس داعيا الى الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام ومؤكدا على ضرورة رحيل الاحتلال وتوقف الاستيطان بالكامل في كل الاراضي الفلسطينية المحتلة قائلا "انه لا سلام مع الاستيطان والاحتلال" معلنا حالة الاستنفار في صفوف حركة فتح في جنين.

وانطلقت مسيرة مماثلة في مدينة الخليل جنوب الضفة دعما لموقف الرئيس رفع خلالها المشاركون الاعلام الفلسطينية ورددوا الهتافات المؤدية للقيادة.

فتح : لا مساومة على حرية وكرامة شعبنا وقرار القيادة حكيم وشجاع

وحيت حركة فتح قرار القيادة الفلسطينية الصمود بوجه ضغوط الادارة الأميركية والاصرار على تقديم مشروع قرار تجريم الاستيطان لمجلس الأمن الدولي .

واشادت الحركة في بيان صدر عن مفوضية الاعلام والثقافة مساء اليوم الجمعة بصلابة القرار والموقف الفلسطيني الذي عبر عنه الرئيس ابو مازن باعتباره تمثيلا حقيقيا وعمليا لارادة الشعب الفلسطيني وقواه الحية .

وابدت الحركة استعداد مناضليها في كافة الأطر القيادية وقواعدها التنظيمية للتضحية من اجل كرامة وعزة نفس الانسان الفلسطيني اولا ومن اجل الحرية والاستقلال .

واكد بيان الحركة بأن الشعب الفلسطيني يعتبر الحرية والاستقلال اولى من الخبز من اجل حياة حرة عزيزة كريمة , وان ضغوط الادارة ألأميركية بقطع المساعدات يدلل على جهلها بالمبادىء والقيم الأخلاقية والوطنية الناظمة لحياة شعبنا وآماله المستقبلية".

واضاف البيان:" ان الادارة الامريكية بتخييرنا بين المساعدات والحرية تكون قد تناقضت مع مبادىء الحرية التي تروج لها في العالم، فهي تقدم نفسها نصيرا لحركات الشعوب الهادفة للحرية والديمقراطية ، لكنها تقف في الجبهة المناهضة لحقوق شعبنا عندما يتعلق الامر بحريتناواستقلالنا , وعندما يكون مطلوبا منها الوقوف الى جانب قضايا الحق والعدالة ومنها قضية شعبنا وتحرره من الاحتلال".

وشددت الحركة على أنها تعتبر الفيتو ألأميركي على القرار الفلسطيني المقدم لمجلس الأمن بمثابة نصرة للظلم المتمثل بالاحتلال والاستيطان
وطالبت فتح الادارة الأميركية بانسجام منطقي ومعقول بين مبادىء الحرية التي تعلنها وبين مواقفها وقراراتها وسياستها العملية في المحافل الدولية , والوقوف الى جانب قضية شعبنا العادلة, مشددة على ضرورة تحررها من الضغوط الاسرائيلية ، ونبهت الى "مخاطر تداعيات انحياز الولايات المتحدة الأميركية لاسرائيل وتأثير ذلك على مصالحها في المنطقة التي نعتقد انها لن تكون آمنة في ظل تحولات وتغييرات جارية الآن بالمنطقة".