وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ديزنيو: الحكومة الفرنسية لجانب الفلسطينيين وما جرى بالأمم المتحدة صعب

نشر بتاريخ: 19/02/2011 ( آخر تحديث: 20/02/2011 الساعة: 08:49 )
الخليل- معا- أعلن "فريدريك ديزنيو" القنصل الفرنسي العام موقف بلاده المؤيد لحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم وعدم مشروعية الاستيطان، وقال: "رغم الموقف الصعب الذي كان في مجلس الأمن إلا أننا سنسخر جهودنا السياسية لدعم الموقف الفلسطيني ومطالباته المشروعة وسنعمل بذات الوقت للتخفيف من معاناة الفلسطينيين وتعزيز قدراتهم في توفير السبل الكفيلة في إقامة الدولية الفلسطينية مجددا التزام الوكالة الفرنسية للتنمية في تقديم الدعم والمساعدة للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وأضاف، "ديزنيو" كما قدمت فرنسا خلال الأعوام العشر الماضية ما مجموعه 180 مليون يورو، استثمرت في قطاع المياه والبنية التحتية، أتعهد الآن لرئيس بلدية الخليل أننا سنكون من الداعمين لمشروع معالجة المياه العادمة في محافظة الخليل كما اشكر مدير عام صندوق البلديات على تعاونه وعمله المشترك معنا".

جاءت تصريحات "ديزنيو" على هامش افتتاح معرض للصور أقيم في مركز إسعاد الطفولة التابع لبلدية الخليل يتحدث عن مشاريع فرنسية نفذت في الأراضي الفلسطينية خلال الأعوام العشرة الماضية، وكان قد سبق الافتتاح التوقيع على اتفاقية بين رئيس بلدية الخليل خالد العسيلي ورئيس بلدية بلفور الفرنسية في دار البلدية حول التعاون المشترك في تحقيق الدعم الكافي لقبول ملف تسجيل الخليل على قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو بحضور محافظ الخليل كامل حميد ومدير عام صندوق البلديات المهندس عبد المغني نوفل والدكتور أنور أبو عيشة رئيس جمعية التبادل الثقافي الخليل فرنسا وأعضاء المجلس البلدي والمهندس توفيق عرفه مهندس المدينة.

وقد أكد العسيلي على أهمية الاتفاقية التي تم إبرامها والتي تتمحور حول استضافة طاقم من جامعة "فيرساي" الفرنسية لدراسة تاريخ مدينة الخليل والحاقة بملف التسجيل ما يعطي زخما وقوة إضافية فنية وسياسية لقبول ملف المدينة.

وأوضح العسيلي خلال حديثه تفاصيل الشراكة القديمة المتجددة مع بلديتي بلفور وآركوي الفرنسيتين ودعمهم الكبير لحقوق الشعب الفلسطيني وتعاونهم الفعال مع مدينة الخليل وعلى حد الخصوص مشروع التسجيل الذي عملت البلديتين خلال العامين الماضيين و بعد مؤتمر فلنسيا عام 2008 الذي تم خلاله إقرار الشركة مع بلدية الخليل على تنظيم العديد من النشاطات الدولية بهدف حشد التأييد وتشكيل قوى ضاغطة لتحقيق الموافقة من قبل اليونسكو على ملف المدينة.

وقال العسيلي: إن شهر أيلول سبتمبر القادم سيشهد نشاطا دوليا تنظمه بلدية بلفور في فرنسا من اجل مشروع تسجيل المدينة سيشارك فيه عدد كبير من المؤرخين والمثقفين والسياسيين العرب والأجانب يمثلون قطاعات مختلفة ومتعددة سيكون له أثر كبير وصدى واسع نأمل أن يحقق حراكا شعبيا وسياسيا دوليا ويكون بمثابة رسالة تأييد لأحقية المدينة في أن تكون على قائمة التراث والتي هي كذلك.

كما تحدث العسيلي عن المشاريع المشتركة التي تم تنفيذها خلال الأعوام الماضية مع بلدية بلفورد وعدد من المؤسسات الفلسطينية والفرنسية والتي عكست مدى العلاقة الطيبة والتعاون الحقيقي وعلى تفعيل التقارب الثقافي بين الشعبين وتوطيد العلاقات الإنسانية والثقافية والحياتية كما تعرف الفرنسيون عن قرب على واقع الحياة للفلسطينيين والصعوبات الناجمة عن سياسات الاحتلال والمأساة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية.

وعلى الجانب السياسي شكر العسيلي الشعب والحكومة الفرنسية على موقفهما الشجاع في الأمم المتحدة ووقوفهما إلى جانب الشعب الفلسطيني وبين أن قرار مجلس الأمن اظهر علنا مواقف فرنسا ودول أوروبا الأخرى مما يجري على ارض الواقع وأعطى صورة للتضامن الدولي مع الحق الفلسطيني والعزلة التي وضعت أمريكا وإسرائيل نفسيهما فيها.

وحيا العسيلي الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية على ثباتهم أمام الضغوط الأمريكية بتقديم طلب إدانة الاستيطان وعدم مشروعيته إلى مجلس الأمن ورفضهم التنازل عن أي من الثواب الفلسطينية أو التراجع عن إدانة الاستيطان أو الخروج عن الإجماع الفلسطيني، مبينا التفاف الشعب الفلسطيني حول قيادته في موقفهم المشرف وحماية المشروع الوطني.

من جانبه شكر "بوتسباك" العسيلي على حفاوة الاستقبال وأكد على العلاقة المميزة التي تجمع مدينة الخليل بمدينة بلفورد والتعاطف الذي يبديه الشعب الفرنسي مع الوضع في الأراضي الفلسطينية والرغبة في أن يحل السلام على المنطقة. مشددا على أن مدينة الخليل تستحق أن تكون على قائمة التراث العالمي وان العمل الجاد الذي تقوم به شخصيات المدينة وعلى رأسهم رئيس بلديتها يؤشر بمزيد من الازدهار والتقدم وحماية المدينة من أي مشاريع قد تؤثر على تغير معالمها التاريخية.

وقال بوتسباك: إن أي تطور أو تحسن في الشرق الأوسط مرهون بحل القضية الفلسطينية وأن أي تحسن اقتصادي في المنطقة يجب أن يسبقه التحسن على الجانب السياسي".

يذكر أن بلدية الخليل تجمعها اتفاقية توأمة مع بلدية بلفورد منذ سنوات عدة.

واستهل القنصل الفرنسي زيارته لمدينة الخليل، بلقاء عقده مع محافظ الخليل، كامل حميد، حيث قدم له المحافظ شرحا مفصلا عن الوضع في محافظة الخليل وسياسات الاحتلال الهادفة لتهويد البلدة القديمة من مدينة الخليل، كما قدم له شرحا عن الوضع الاقتصادي والصعوبات التي يواجهها النمو الاقتصادي.

الى ذلك، قام القنصل الفرنسي العام بزيارة لجامعة بوليتنكنك فلسطين وكان في استقباله الدكتور مصطفى أبو الصفا نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية والمهندس أيمن سلطان نائب رئيس الجامعة لخدمة المجتمع والعمداء.

ورحب د. أبو الصفا بالضيف والوفد المرافق له،مشيداً بالدعم الذي تقدمه فرنسا للشعب الفلسطيني والجامعات الفلسطينية بشكل خاص بالمجالات الثقافية والأكاديمية ومنها مهرجان العلوم الذي استضافته الجامعة في العام الماضي، وقدَّم الشكر للقائمين عليه وأكدًّ استعداد الجامعة على استضافة المهرجان هذا العام.

من جانبه تحدث المهندس أيمن سلطان عن بنية الجامعة ومسيرتها وانجازاتها التعليمية والبحثية.

وأشاد القنصل الفرنسي العام بالسمعة التي وصلت إليها جامعة بوليتكنك فلسطين بطلابها وكادرها الأكاديمي والادراي وبرسالتها المُتميزة في خدمة المجتمع الفلسطيني، وأبدى استعداده لتقديم الدعم للجامعة في المجالات المختلفة مثل الشراكة في الأبحاث العلمية والمنح الدراسية والمشاريع البحثية.

وحضر اللقاء المستشار الثقافي الفرنسي ومدير الوكالة الفرنسية للتعاون والبروفسور أنور أبو عيشة والسيدة شانتال أبو عيشة والعديد من مدرسي تربية الجنوب وخصوصاً مدرسي اللغة الفرنسية وفي نهاية اللقاء شكر الوفد الضيف الجامعة على حسن الاستقبال.