|
ندوة في القدس المفتوحة حول آثار الجدار على التعليم في القدس
نشر بتاريخ: 21/02/2011 ( آخر تحديث: 22/02/2011 الساعة: 00:00 )
رام الله - معا - نظمت جامعة القدس المفتوحة منطقة القدس التعليمية ندوة ثقافية بعنوان: "الجدار وأثره على التعليم في القدس"،وذلك بالتعاون مع وزارة الدولة لمناهضة الجدار والاستيطان وبحضور ومشاركة شخصيات وفعاليات سياسية واكاديمية ومجتمعية وسط تاكيدات المتحدثين بأن شعبنا سيتجاوز كافة الآثار السلبية الناجمة عن الجدار العنصري كما تجاوز النكبة الأولى والثانية.
واستعرضوا خلال الندوة التي أقيمت على هامش احتفالية جامعة القدس المفتوحة بمرور عشرين عاما على إطلاق خدماتها في الوطن، الآثار الناجمة عن بناء الجدار حول القدس على مختلف القطاعات المقدسية وخاصة على القطاع التعليمي. وشددوا على عدم شرعية وقانونية الجدار، وطالبوا المجتمع الدولي بممارسة صلاحياته ومسؤولياته وإرغام سلطات الاحتلال على إزالته والانصياع إلى قرارات الشرعية الدولية. بدوره، استعرض رئيس جامعة القدس المفتوحة ا.د. يونس عمرو فكرة تأسيس الجامعة التي راودت أفكار قادة شعبنا وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات وتحويل الحلم إلى حقيقة، مؤكدا أن هذه الفكرة جاءت للتغلب على الصعوبات والمعيقات التي تضعها سلطات الاحتلال أمام التعليم الجامعي ومن اعتقالات لكادرها التعليمي ولطلبتها وإغلاقها المتكرر، مؤكدا أن الجامعة حققت الهدف الرئيس من تأسيسها، لافتا إلى أنها خرجت نحو 45 ألف طالب وطالية. وشدد على أن ارتباط الفلسطينيين في المدينة هو ارتباط عقدي سواء للمسلمين منهم أو للمسيحيين وان مصير الاحتلال إلى زوال مهما عمر ومهما حاول تزوير التاريخ والادعاء بأكاذيب حتما لن تنطلي على شعبنا ولا على العالم.وعقب الدكتور عمرو لنا حول اثار الجدار واهدافه وتبعياته بالقول ان للجدار اثار اقتصادية واجتماعية ونفسية واثاره الكارثية التي توازي النكبة والنكسة وسط عجز عربي ودولي عن حماية ارضنا وشعبنا من المشروع الاسرائيلي المتوغل في حقوقنا والهادف لتهجيرنا وافراغ الارض من اصحابها الاصلين الا ان ارادة الفلسطيني الذي تجاوز النكبات والنكسات والصعوبات دون نسيان حقوفه في الدولة والتحرر لقادرة على التحدي والصمود وخلق البدائل المؤهلة للصمود والتحدي وسط ظروف فلسطينية وعربية صعبة مشيدا بالمزارعيين والفلاحيين والعمال واصحاب الاراضي الصامدين والمحافظين على التواصل مع ارضهم خلف الجدار وكذلك الطلاب البواسل الذين نجحوا في امتحان الوطن فبل نجاحهم بامتحان الدراسة والذين تجاوزوا الاسلاك والاشياك والجدران قبل تجاوزهم للمساقات الدرسية في معادلة جدلية لا تجدها الا عند الفلسطيني الحقيقي المحب والعاشق للعلم وللوطن. وقال مدير منطقة القدس التعليمية د. هشام الهدمي: إن جامعة القدس رسخت مفهوم الجامعة في الوطن وانتشرت في كافة أنحاء فلسطين ولم يعيقها جدار أو حواجز أو عراقيل احتلال، وتتشابك مع شرائح المجتمع لتمثل شراكة حقيقية معها. ولفت إلى أن الجامعة انطلقت عام 1990م متخذة من القدس مقرا رئيسياً لها وأصبحت الآن تضم نحو 50 ألف طالب وطالبة أو يزيد. من جانبه، هنأ المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، في كلمته، جامعة القدس المفتوحة باحتفالاتها بالعشرين عاما من تأسيسها. وأكد أن العلم هو سلاح الشعب الفلسطيني الصابر المرابط المكافح الذي يتحدى الصعاب ويذللها بالعلم'. وأضاف: 'ما دام شعبنا يتحدى النكبات بإصرار وعزم، فقد تحدينا النكبة الأولى وانتقلنا من لاجئين مشتتين إلى خارطة سياسية لهذا الشعب وانتقلنا إلى شعب له حق في الوطن والحرية وله الحق بإنشاء المدارس والجامعات، ثم انتقلنا بع ذلك إلى النكبة الثانية وتجلت فيها معاني الإصرار على البقاء في الوطن، ولا نزوح ولا هجرة من فلسطين بل الثبات بالوطن وبناء المزيد من الجامعات والمدارس وجاءت النكبة الثالثة المتمثلة ببناء الجدار فتحدى شعبنا الجدار وتجاوز كل الجدران وتعتبر جامعة القدس خير دليل ومثال على ذلك'. من جانبه، استعرض ووزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان ماهر غنيم الكثير من المعطيات حول جدار الضم العنصر وآثاره على التعليم في القدس. وقال: إن عدد الطلبة في القدس بلغ 116،843 منهم 28 ألفا خارج الجدار، و52580 طالب في مدارس المعارف الإسرائيلية وبلدية الاحتلال. وأشار إلى أن عدد المدارس بلغ: 256 منها 103 خارج الجدار، و50 مدرسة تابعة للمعارف والبلدية الإسرائيليتين. وعدد المعلمين: 5845 معلما منهم 1756 خارج الجدار، و1700 في مدارس تابعة لبلدية ومعارف الاحتلال، أما الجامعات الاثنتين بلغ عدد طلابها 11 ألف طالب و422 محاضرا. وأوضح أن مساحة الجدار المحيط بالقدس بلغت 187،31كم، والمبني منه 124كم وقيد البناء 16 كم و47،35 كم مخطط له. وأشار إلى أن طول الجدار الكلي بلغ 746 كم منها 500 كم مبنية أو قيد البناء و201 مخطط له و45 كم غير مصادق عليها. ولفت الوزير غنيم إلى أن الجدار يعزل أو يحاصر 855 ألف مواطن فلسطيني في 206 تجمعات منها 309 ألف فلسطيني في 51 تجمعا معزولة بالكامل. وأضاف أن الجدار يحاصر في منطقة القدس 47 تجمعا سكانيا يعيش فيها (369،366) منها (269،812) في 27 تجمعا معزولة بالكامل عن الضفة الغربية. وأوضح أنه بلغ عدد المواقع الاستيطانية في عام 2010م نحو 470 موقعا منها 189 مستوطنة و258 بؤرة استيطانية و23 لأغراض استيطانية أخرى، مشيرا إلى أنه في العام ذاته جرى بناء أكثر من 6764 وحدة استيطانية، وتم استحداث 7 بؤر منها بؤرة واحدة في القدس في حين أن هنالك ما يزيد عن 46 ألف وحدة استيطانية مخطط لها. وبيّن أنه تم إقامة بؤرتين استيطانيتين في القدس منذ بداية هذا العام 2011 واحدة قرب الكلية الإبراهيمية في حي الصوان بجبل الزيتون، والثانية مكان فندق 'شبرد' بحي الشيخ جراح وسط القدس المحتلة، وأُعلن عن التخطيط لإقامة 1790 وحدة استيطانية في القدس منذ بداية العام الحالي. وبخصوص القطاع التعليمي، أضاف الوزير غنيم أن 37،1% من موظفي الخدمات في القطاع التعليمي داخل القدس و20% من الطلبة و19،6% من المعلمين يعيشون خارج الجدار. وأوضح أن الجدار والحواجز الثابتة والمتنقلة تتسبب في عرقلة العملية التعليمية من خلال تأخير وصول المعلمين والطلبة ما يؤدي إلى عدم انتظام الدوام والتسريب وذلك بعد أن كان التنقل خلال دقائق، وأشار إلى نقص الكادر التعليمي بسبب تدني الرواتب وعدم السماح بمنح التصاريح للمعلمين من الضفة. ودعا إلى توثيق وتوحيد المصطلحات والبيانات حول الجدار والاستيطان، وحث طلبة الجامعات إلى التوجه إلى الدراسات والأبحاث للمواضيع المتعلقة بتأثيرات الجدار والاستيطان والتهويد. بدوره، أشاد محافظ القدس عدنان الحسيني بالجامعة وبالقائمين عليها، وأكد انه كان لها الأثر الكبير في تحسين أداء الكثير من مؤسسات الوطن الرسمية والشعبية. وشدد على أن جدار الضم والتوسع العنصري حلقة من حلقات وآليات التهويد في القدس، مشيرا إلى أنها منظومة متكاملة مرتبطة ارتباطا وثيقا بإستراتيجية تلموذية تجاه القدس. وفي كلمته، قال الوكيل المساعد بوزارة الأوقاف للشؤون المسيحية د. حنا عيسى إنه 'دون الوحدة الوطنية سنبقى مهزومين'، ودعا إلى تحقيق الوحدة الجغرافية وتحقيق الوحدة الدينية الوطنية، مؤكدا انه السلاح المنيع لإحباط وإفشال كافة مخططات الاحتلال. وتضمنت الندوة عرضا لشريط أعده مركز المعلومات في وزارة الدولة لشؤون الاستيطان والجدار بين كل ما يتعلق بجدار الضم وتأثيراته على الناحية التعليمية في مدينة القدس . ادار الندوة منسق العلاقات العامة لمنطقة القدس التعليمية أ.ناصر جعفر. |