وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

النائب منى منصور تؤكد أهمية دور الأسرة في تربية الأجيال

نشر بتاريخ: 26/08/2006 ( آخر تحديث: 26/08/2006 الساعة: 15:32 )
نابلس- سلفيت- معا- ألقت النائب منى منصور "أم بكر" محاضرة بعنوان "الأسرة وتربية النشئ" في أسبوع الأنوار للثقافة والفنون في دورا قرب الخليل الذي ينظمه مركز الأنوار للثقافة والفنون.

تحدثت في بدايتها عن أهمية الأسرة والتربية وعناية الإسلام بالزواج الذي من أهدافه المودة والسكينة.

مشيرة إلى أن الأسرة هي المحضن الأول الذي يتشرب فيه الطفل مكارم الأخلاق والسلوكيات النبيلة فكلما كانت الأسرة متخلقة بأخلاق الإسلام مستقيمة في سلوكها محددة أهدافها انطبعت أخلاقها بقوة في كيان أبنائها لأن الجو الأول الذي يتنفس فيه الطفل وهو أكثر رسوخا من غيره في وجدانه بحيث يستعصي على التلاشي في الأيام القادمة.

كما تحدثت النائب منصور عن أهمية التربية في الإسلام، ولدور الأسرة في التأثير على مسلكيات الأبناء وكذلك التعليم.

وأوضحت إلى أن الإسلام يعتبر أن من أهم مكاسب الإنسان في الدنيا أن يكون له ولد صالح، سوِّي الشخصية والسلوك.

وتطرقت "أم بكر" إلى موضوع تربية النشئ وقالت إن تربية النشء عملية شاقة في واقع موبوء سماته وسط عائلي تتجاذبه عقليات عتيقة وأخرى مفرطة في التحرر ومدرسة ومعهد وجامعة لا نكاد نجد فيها أدنى مقومات العملية التربوية وشارع محموم بالعنف والفقر والميوعة والإعلام المضلل. في مثل هذه الظروف تصير التربية "تتبع للماء من نبعه لكيلا يتكدر" ويمسي بناء الأجيال عملية جادة تتطلب من الأمهات والآباء وقتا وصبرا وجهدا".

ومن هذا المنطلق تشير إلى أن الأمومة مطالبة بالتصدي لجبهات كثيرة أهمها الكياسة والرفق والمداراة لتثبيت عش الزوجية وتهيئة الوسط الذي تغرس فيه بذرة الإيمان، وتعليم الولد معاني حب الله ورسوله وخدمة الأمة منذ نعومة أظفاره، وتخليقه بالأدب الرفيع والذوق واللياقة بصبر وطول نفس حتى تقوى إرادته على تمثل خصال الخير، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم:" ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن".

بالإضافة للتعاون مع المعلمين والمعلمات على" توجيه العبقريات المتبرعمة والمواهب الكامنة التي تكتشفها المراقبة الحنون كما يراقب الزرع الغمام سنة القحط". وكذلك الرعاية الحانية والإرشاد الدؤوب حتى يشتد العود وتنضج ثمار التربية، فيصير للولد من القوة والصلاح والفاعلية ما يفرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يثقل ميزان أبويه يوم العرض على الله عز وجل، إذ هو من عملهما، قال صلى الله عليه وسلم: " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم.

وأكدت منصور على أهمية ربط الأجيال بربها، والتربية الدينية والعقائدية للطفل ومع كل هذا لا بد أن تستحضر الأم واجب مشاركتها في تنمية المجتمع، لكن مع التماس الحكمة في مراعاة الأولويات وحسن ترتيبها، فالتنمية التي تجعل الأم في خدمة الآلة بدل خدمة طفلها الرضيع ورعايته وترمي به في أحضان أجيرة بئيسة لتنشئه معلولا نفسيا تنميةٌ مادية قاصرة متجاهلة لأعمق ما في الإنسان، إذ عاطفة الحب والرحمة إحدى أسس بناء العمران البشري الإسلامي.

كما تحدثت "أم بكر" عن دور الوالدين في إشباع الحاجات النفسية للأبناء والدور المهم الذي يقع على كاهل الأسرة.

وعددت النائب منى منصور الحاجات النفسية لدى الأطفال ومنها الاطمئنان والأمن النفسي والتقبل والاحترام والتقدير وإشباع جوانب الحب والحنان وغرس القيم والأخلاق الحميدة، كما أكدت على أهمية الصداقة والعلاقة مع الآخرين وتأثير ذلك على التربية، معددة شروطا للصداقة الجيدة.

وتطرقت خلال كلمتها إلى دور الوالدين في توعية الأبناء وذلك من تعليم الأبناء فنون الحوار والنقاش البناء ومساعدة الأبناء على التغلب على مشكلاتهم الخاصة بالإضافة لعدة نقاط ذكرتها.

كما أكدت منصور على أهمية القدوة في التربية مشيرة إلى أن سلوك الأبوين، بصورة خاصة، وسلوك الآخرين بصورة عامة، تجاه الطفل يكشف له ذاته ويُعرِّفه بحقيقة استعداداته، ويوحي له بقيمته الذاتية، فيؤثر هذا الإيحاء بسلوكه وشخصيته.

وفي جانب التربية الدينية قالت منصور انه يجب تعميق صلة الأبناء بالله عز وجل بذكر صفاته ونعمه عليهم وتوجيههم عن طريق الترغيب أكثر من الترهيب معددة نقاط كثيرة في هذا الجانب.

وأكدت "أم بكر" على الاهتمام بالوقت والتخطيط لملء فراغ الأبناء بما ينفعهم، وتشجيع مواهب الأبناء.

كما نوهت إلى أهمية الاتفاق بين الأم والأب على منهج التربية من خلال توحيد الطريقة بين الوالدين في معاملتهم لأولادهم وإيضاح دور الأم للبنات وهو دور المرأة في الإسلام.

وفي ختام كلمتها وجهت النائب منصور رسالة إلى الآباء تدعوهم إلى الاهتمام بأبنائهم والصبر عليهم.