وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ليبيون بغزة: القذافي سمح للإسرائيليين بزيارة ليبيا ولم يسمح لنا

نشر بتاريخ: 22/02/2011 ( آخر تحديث: 22/02/2011 الساعة: 17:12 )
غزة- خاص معا- الإشعافي، الفرجاني، الكمودي، العجيلي، العِشي والبرعصي عائلات ليبية الأصل تقطن قطاع غزة.

تتشابه أسماء بعضهم مع عائلات غزية، ولكن عائلة البرعصي هم من سكان شمال القطاع وتختلف عائلة العشي الليبية عن العشي الغزية بأن الليبية تلفظ بالعين المكسورة والأولى بالعين المفتوحة، كلهم غاضبون على نظام من "لقب نفسه بالفاتح القائد وزعيم ليبيا معمر القذافي"، فقد حرمهم على مدار أربعة عقود من زيارة أقاربهم وقبائلهم التي قدموا منها إلى غزة وبالمقابل سمح للإسرائيليين بذلك.

يقولون عنه أنه متقلب المزاج وهذا ما لمسه الليبيون المتواجدون في غزة، حيث أنه تارة يعطي لهم وللفلسطينيين إذنا بدخول ليبيا دون تأشيرة دخول، وتارة أخرى يطلب التأشيرة ومرة ثالثة يمنعهم وهذه أكثر حالاته المتقلبة.

علي محمد علي الفرجاني (32 عاماً) جاء والده في العقد الرابع من القرن الماضي للانضمام إلى فدائيي فلسطين، وهو متزوج من سيدة جزائرية تدعى رحمة بولرباح، توفيا في غزة ولم يتمكنا من زيارة ليبيا بالمطلق خلال فترة وجودهما بالقطاع، ويبلغ تعداد عائلتهما بالقطاع قرابة مائتي نسمة فيما يبلغ عدد المواطنين ليبيي الجنسية المتواجدين بالقطاع منذ عقود ألفي نسمة كما يقول الفرجاني.

وحسب الفرجاني فإنه نشر مؤخراً مناشدة في صحيفة الوطن الليبية عبر الناطق الإعلامي في القافلة الليبية التي قدمت لغزة مؤخراً، ولكن قادة ومسؤولون من ليبيا تواصلوا مع عائلته التي تعد أكبر قبائل منطقة طرهونة في سرت ومسلاتة وأبلغوهم عدم مقدرتهم على تلبية هذه المناشدة، بحجة أن القذافي والقيادة هناك يمنعان منعاً باتاً المسؤولين من التطرق لمسألة الليبيين المقيمين بالقطاع.

ويشعر الفرجاني بالحنق الشديد، كما يشعر المواطن الليبي الأصل رفعت جميل الإشعافي المتواجد بغزة، حيث قال الأخير لـ "معا" عن القذافي: "إنه متقلب كل يوم في حال وقد اتهم ابنه (سيف الاسلام) الفلسطينيين والمصريين والتونسيين بأنهم وراء الثورة في ليبيا، وهذا دليل على تقلب رجل لا نعرف له أصل وقد تبرأت منه إحدى القبائل قال أنه منها مؤكدة أنها لا تعرف له أصلاً أو نسبا".

ويبلغ تعداد عائلة الإشعافي في غزة قرابة 150 نسمة وهم قدموا من قبيلة الشعف في منطقة طرهونة قضاء مسراطة ويقبع عدد كبير من أقاربهم في منطقة الزاوية وهم قلقون على ما يسمعون عنهم من أخبار، مشددين على أنهم لا يستطيعون التواصل معهم بعد أن تم قطع الاتصالات السلكية واللاسلكية في ليبيا.

ويروي الفرجاني لـ "معا" مناشدة سيدة من عائلة الكمودي جاءت تبكي لنائب رئيس مؤسسة القذافي الخيرية الذي جاء لغزة مؤخراً ويدعى د. خليل بكوش وقالت إنها وحيدة بغزة وتتمنى رؤية والديها اللذين يتشوقان لرؤيتهما قبل أن يفرق بينهم الموت ولكن بكوش أبدى أسفه مجيبا السيدة أن النظم لم يكلفهم بمناقشة مثل هذه القضية.

ويعزو الفرجاني السبب في ذلك إلى أن النظام الليبي اعتبر الليبيين الذين قدموا لقطاع غزة خارجين عن النظام وأنهم لم يأخذوا إذنا من القيادة هناك بالتوجه للقطاع لذلك حرمهم من كافة حقوق المواطنة.

من جانب آخر يشعر أهالي القطاع بالقلق الشديد على حياة أقاربهم المتواجدين في ليبيا سواء للعمل أو للدراسة أو مقيمين هناك ويتمكن البعض من التواصل معهم بصعوبة بالغة لا تتعدى أكثرها بضع دقائق جراء قطع الاتصالات، ولكنهم جميعا يتمنون للشعب الليبي كل خير وأن يحقق هدفه من ثورته.