وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وزارة الاسرى:الأسير أبو دريع يشق طريق الحرية على عربة المقعدين

نشر بتاريخ: 24/02/2011 ( آخر تحديث: 24/02/2011 الساعة: 10:54 )
رام الله -معا- سلطت وزارة الأسرى الضوء على الأسير المقعد أشرف سليمان محمد أبو دريع 23 عاما، سكان بيت عوا قضاء الخليل، والمحكوم ست سنوات، والذي لا زال يشق طريق الصبر والصمود نحو الحرية جالسا على عربة المقعدين في مستشفى سجن الرملة الإسرائيلي.

وقالت الوزارة في بيان وصل"معا": "هي إرادة أسير يعاني من مرض ضمور في العضلات منذ صغره، لم يستسلم للإعاقة، ولم يسمح لمرضه أن يمنعه من خوض معركة النضال الوطني مع أبناء شعبه ضد الاحتلال، فاعتقل يوم 15/5/2006 ووجهت له تهمة المشاركة في مقاومة الاحتلال".

في أقسام التحقيق الإسرائيلي من عصيون حتى المسكوبية كان المحققون مندهشون من هذا الجسد الضعيف يحمل عقلا واعيا ويتحدى جيشهم ومؤسستهم الأمنية، ويسقط ما يسمى بأسطورتهم الخارقة، فكانت ليال قاسية من التعذيب عاشها الأسير أبو دريع، حيث استغل المحققون وضعه الصحي في الضغط عليه وتهديده، فلم يجدوا أمامهم إلا إنسانا بطلا صامدا وقويا ، أثبت أن الإنسان ليس بجسده، بل بإيمانه بعدالة قضيته، وانتمائه وعشقه لفلسطين.

يطلق عليه الأسرى بالعاشق، فهو المتفائل والحالم، والقادر أن يقوم بكل شيء يعجز الأصحاء عن القيام به، يحمل طاقة هائلة من الصبر والإبداع، ويحرك عجلات عربته هنا وهناك كأنه يحرك الظلام من حوله و يستدعي خيوط الفجر والنهار.

يتعرض الأسير أشرف أبو دريع لإهمال صحي، فهو منذ اعتقاله يقبع مع 25 مريضا في مستشفى الرملة، ومن المفترض أن يقدم له العلاج الطبيعي كل يوم، ولكن إدارة السجن لا تقوم بذلك، متحملا مماطلة إدارة السجن في إحضار فرشة طبية للكرسي المتحرك الذي يجلس عليه مما سبب له التهابات نتيجة عدم وجود هذه الفرشة.

يقول لمحامي وزارة الأسرى أن وضعه الصحي في الآونة الأخيرة بدأ يتراجع بسبب عدم تقديم العلاج له، حيث لا يقدم له سوى المسكنات، وقد تقدم بشكوى الى المحكمة واستصدر قرارا يوصي بتقديم العلاج الطبيعي له مرتين بالأسبوع ولمدة عشر دقائق، ولكن إدارة السجن لم تلتزم بهذا القرار، مما أدى الى تدهور وضعه حيث بدأ يشعر بعدم الإحساس بقدميه وعدم القدرة على فتحها وإغلاقها.

أبو دريع مثل الكثير من الأسرى، محروم من زيارة ذويه، ليزيد الحرمان من زيارته الى أهله من مرضه وقهره، فالحرب على الأسرى بما فيهم المرضى ليس فقط بالإهمال الطبي، وإنما بالضغط النفسي ، ويقول أن معظم المرضى محرومين من الزيارة، ومن إدخال الأجهزة والأدوات الطبية كجزء من عقاب جماعي، ووسيلة لدفنهم في السجن والمرض.

لقد توجه بالمناشدة الى الصليب الأحمر، وكافة المؤسسات لإدخال عربة جديدة له، لأن التي بحوزته قد تلفت وتكسرت، وهو لا يستطيع الحركة بدون عربة، وعلى الرغم من وجود موافقة لإدخالها عبر الصليب الأحمر، إلا أن إدارة السجن تماطل في ذلك.

حالة الأسير أبو دريع تفتح ملف الأسرى المقعدين والمصابين بالشلل في سجون الاحتلال، كالأسير ناهض الأقرع، ومنصور موقدة، وخالد الشاويش ومنير أبو رموز وعلاء البازيان، وعبادة بلال ومحمد أبو لبدة ، وأحمد النجار، وغيرهم، أوضاعهم تسوء ينتظرون تحركا أكبر، وضغطا أكثر من المجتمع الدولي ومؤسساته لوضع حد لما يجري بحقهم في تلك المستشفيات التي هي أسوأ من السجون.