وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عمون : الدوري النسوي الاردني ينعكس سلباً على اللاعبات!

نشر بتاريخ: 28/02/2011 ( آخر تحديث: 28/02/2011 الساعة: 18:34 )
عمان - معا - علامة تعجب كبيرة يرسمها الدوري النسوي لكرة القدم ، جراء الطريقة التي يدار بها من قبل دائرة المسابقات في اتحاد اللعبة ، التي لم تراعً اختيار التوقيت المناسب ، ولم يحالفها التوفيق في وضع التعليمات المناسبة لمثل هذه المنافسات التي تشهد تفاوتاً واضحاً في المستويات.

أربع جولات مضت ، كانت بلا لون ولا طعم ولا رائحة ، فالإثارة غائبة ، والندية ليست حاضرة ، نظراً للفارق الشاسع الذي يفصل ثلاثي المقدمة شباب الأردن وعمان والأرثوذكسي ، عن الخماسي المكون من الزرقاء والخليج والبتراء وكفر راكب والاستقلال.

ففي (16) مباراة جرت ، اهتزت الشباك (250) مرة ، بمعدل أكثر من (15) هدفاً في المباراة الواحدة ، وسجلت مباراة عمان والخليج 47( - 0) التي أقيمت مساء الجمعة الماضية نتيجة قياسية هي الأعلى منذ انطلاق الدوري النسوي رسمياً عام (2005) ، بل وربما تكون الأكبر في تاريخ كرة القدم لكلا الجنسين.

اقترحنا ذات يوم تصنيف الأندية النسوية ، كأن تشكل الفرق الثلاثة الأولى أقطاب دوري الدرجة الممتازة مثلاً ، وأن تقام المنافسات بينها وفق مرحلتين (ذهاباً وإياباً) ، فيما تنضوي الفرق الأخرى في دوري الدرجة الأولى ، عندها ستأخذ المنافسات شكلاً اَخر وستتسم بالإثارة والندية ، فالمستوى الفني سيتقارب ، وستكون النتائج مقبولة نوعاً ما ولن تسهم في تسلل الإحباط واليأس إلى نفوس إدارات هذه الأندية التي تشاهد فرقها في الوقت الراهن تتعرض لانتكاسات كبيرة ، كما أن الأمر كفيل أيضاً بدفعها إلى محاولة الارتقاء بمستواها الفني ، فأمل تحقيق الفوز في المباريات واحتلال مركز متقدم بات أمراً سهل المنال ، ولعل أبرز الأمثلة المباراة التي جمعت الاستقلال وكفر راكب أمس الأول وانتهت (2 - 2) وسط ندية واضحة بين كلا الطرفين ، بعدما كان الأول يخسر بوقت سابق أمام عمان (0 - )14 ، والثاني أمام شباب الأردن (0 - )24 على سبيل المثال.

خلل في التعليمات

والمتتبع للتعليمات الخاصة بالمنافسات ، يجد خللاً صريحاً يتمثل بإقحام فارق الأهداف في حسابات الترتيب العام ، وهو ما يدفع فرق المقدمة للعب بنسق هجومي طوال الدقائق الـ(90) ، وبتشكيل أساسي نظراً لأهمية إحراز أكبر قدر من الأهداف ، وهو ما يتسبب في حدوث النتائج الكارثية من جهة ، ومن جهة أخرى أكثر أهمية أن ضرورة هز الشباك بشكل متواصل للخروج بأكبر كم من الأهداف لن يمنح الأجهزة الفنية الفرصة لإشراك وجوه واعدة للوقوف على مستوياتها وبث الثقة في نفوسها وتوسيع قاعدة اللعبة من خلالها ، فلا وقت للتجارب في ظل هذه التعليمات.

كان من باب أولى إيجاد تعليمات تراعي الهوة التي تفصل المستوى الفني للفرق ، فمن الطبيعي أن يضرب شباب الأردن وعمان والأرثوذكسي بقوة ودون هوادة في سبيل تحقيق أكبر الإنتصارات ، لأن الأمر من شأنه أن يسهم في رسم خارطة الترتيب العام للمربع الذهبي في الختام ، فجميعها يطمع باحتلال المركز الأول لمواجهة صاحب المركز الرابع (الضعيف) من الناحية الفنية والذي سيكون بوابة العبور نحو المباراة النهائية دون أدنى شك ، بينما سيعاني صاحبا المركزين الثاني والثالث قبل حسم بطاقة العبور للمشهد الأخير.

يذكر أن الفرق الثمانية تتنافس وفق نظام الدوري المجزأ من مرحلة واحدة ، بحيث تتأهل أصحاب المراكز الأربعة الأولى إلى المربع الذهبي.

المنتخب الوطني

وطالما أن البطولات المحلية من شأنها أن تنعكس على المستوى العام للمنتخب الوطني ، فعلى ما يبدو أن الأخير هو أشد المتضررين من الدوري النسوي ، الذي أسهم في اعتذار المنتخب البحريني عن إقامة معسكر تدريبي في الأردن نظراً لالتزام لاعباتنا مع أنديتهن ، رغم أن التصفيات الأولمبية على الأبواب ، وهي بحاجة إلى إعداد مثالي بعيدا عن الحسابات النادوية.

ومن جهة ثانية ، فإن منافسات الدوري تؤثر سلباً حتى على أداء اللاعبات الدوليات ، فالمنتخب الوطني خاض مساء الثلاثاء الماضي مباراة قوية من الناحية الفنية أمام فريق ناشئي الفيصلي ، وقد ارتقت تلك المواجهة بالقدرات الذهنية والبدنية لـ(النشميات) جراء المستوى المتطور للمنافس ، لكن سرعان ما تلاشت كل تلك المكتسبات جراء عودة اللاعبات لخوض مباريات ضعيفة في الدوري ، يأتي ذلك في وقت ينبغي أن تشهد فيه المرحلة التحضيرية الحالية تصاعداً في عملية الإعداد وقوة المباريات ، أملاً بالوصول إلى موعد التصفيات الأولمبية بالجاهزية المطلوبة.