وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القطان للطفل ينفذ مشروع "منطقة صديقة" لأطفال السموني بغزة

نشر بتاريخ: 01/03/2011 ( آخر تحديث: 01/03/2011 الساعة: 12:36 )
غزة -معا- أنهى مركز القطان للطفل بغزة الجزء الأول من مشروع منطقة صديقة للأطفال "مشروع السموني"، والذي نفذه بالشراكة مع المؤسسة الألمانية "أصدقاء التربية والتعليم" (Friends of Waldorf Education).

ويستهدف المشروع أطفال عائلة السموني الذين تعرضوا لصدمات نفسية حادة جراء المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق عائلتهم خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، والتي أوقعت عشرات الشهداء والمصابين من بينهم أطفال ونساء.

وبدأ تنفيذ المشروع، بحسب مديرة الأنشطة والبرامج الثقافية في مركز القطان للطفل هيام الحايك، في بداية شهر أغسطس 2010 واستمر حتى نهاية شهر فبراير من العام الحالي، مع قابلية تمديده لعام قادم.

وأوضحت أن المشروع تم تنفيذه مع 100 طفل من عائلة السموني بواسطة فريق متخصص من مركز القطان كان قد تلقى التدريب على تطبيق هذا المشروع على يد خبراء من المؤسسة الألمانية.

وقالت الحايك، " إن المشروع يهدف إلى إعادة الحياة الطبيعية المنتظمة لأطفال عائلة السموني، من خلال العديد من الأنشطة الحركية والفنية التي أعدها خبراء ومتخصصون، إذ أن فكرة المشروع تدور حول كيفية خلق منطقة صديقة للأطفال يعيشون فيها ذكريات ممتعة من مكان القتل والدمار".
وأشارت إلى أن المؤسسة الألمانية اصطحبت معها من ألمانيا فريق يضم أطباء ومتخصصين لهم تجربة في التعامل مع أطفال الصراعات والحروب في دول العالم.

من جهة أخرى، قال مساعد مدير مؤسسة أصدقاء التربية والتعليم الألمانية "لوكس مال"، " لقد حضرت إلى غزة ولأول مرة بعد 10 أيام من انتهاء الحرب الأخيرة على غزة، وأول مكان زرته منطقة عائلة السموني، وشاهدت مأساة كبيرة لدى الأطفال، وشعرنا بحجم المشاكل التي خلفتها الحرب لهم من صدمات نفسية ومشاكل في الحياة".

وأضاف، " فكرنا أن ننفذ في هذه المنطقة مشروع خاص فيها، ونقدم الدعم النفسي الكامل للأطفال لتمكينهم من تغيير حياتهم بنفسهم، واخترنا مركز القطان للطفل لتنفيذ هذا المشروع، لأنه مركز متخصص في هذا المجال، وهو المناسب لذلك، ولديه عمل وتعاون جيد".

وأوضح مساعد مدير مؤسسة أصدقاء التربية والتعليم، أن أطفال السموني أصبحوا أكثر اعتمادا على أنفسهم، وبات التعامل معهم سهل وسليم بشكل يختلف عن حياتهم وسلوكهم قبل تنفيذ المشروع.

وفيما يتعلق بالأنشطة التي كانت تنفذ للأطفال في منطقة سكناهم، قال منسق المشروع من مركز القطان للطفل سلمان النواتي، " إن فلسفة الأطفال المعرضين لصدمات، تقتضي أن يمارسوا أنشطة روتينية يومية كي يعود مفهوم الحياة لهم بشكل منتظم، فقد اعتمدنا أسلوب الروتين اليومي كي يعود الأطفال إلى طبيعتهم، إذ يصطفوا كل يوم مع بداية النشاط في دائرة توحدهم، يرددوا إيقاع يوحدهم بالحركة والتصفيق، ويرددوا أغنية جماعية".

وأضاف، " إن الأطفال في سن السادسة ننفذ لهم أنشطة مخصصة من خلال الألعاب الحركية، ورواية القصة، بالإضافة إلى ممارسة ألعاب فنية مثل اللعب في الطين والرسم في الألوان، والمساعدة في عمل دمى وأشكال فنية".

أما الأطفال من سن 7 إلى 15 نقدم لهم أنشطة متقاربة، إذ يتم تقسيمهم مجموعة في قسم الحركة، ومجموعة أخرى في قسم الأنشطة الفنية، ويتم التركيز معهم على عمل إيقاع حركي معين، ويتم تطويره في كل مرحلة حتى يزداد صعوبة، إذ أن هذه الإيقاعات تنظم حركة الجسد لدى الأطفال، وذلك بحسب النواتي.

وقال منسق المشروع، "نمارس معهم طريقة العلاج بالرسم، إذ نتيح لهم المجال ليرسموا ويعبروا ما يدور بداخلهم، ومن خلال الرسم نتعرف على مشاكلهم وحاجتهم، ونقوم بعلاجها من خلال الأنشطة".