وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الناطقة باسم القنصلية الامريكية بالقدس تنفي تقارير عن موافقة بلادها على مطالب لخاطفي الصحافيين

نشر بتاريخ: 29/08/2006 ( آخر تحديث: 29/08/2006 الساعة: 08:40 )
معا- نفت المتحدثة باسم القنصلية الامريكية في اتصال هاتفي بـ "معا" ان تكون الحكومة الامريكية قد وافقت على اية طلبات متعلقة باطلاق سراح الصحافيين المختطفين.

وجاء النفي بعد ان كشفت مصادر مطلعة ومقربة من جهود الوساطة التي بذلتها اطراف فلسطينية واوروبية لإطلاق الصحافيين العاملين لصالح شبكة فوكس نيوز الاميركية ان الولايات المتحدة وافقت على مطالب الخاطفين الحقيقية، وليس تلك التي اعلنت في بيان اصدرته «كتائب الجهاد المقدس».

كما كشفت هذه المصادر ان الولايات المتحدة اجرت مفاوضات غير مباشرة من خلال الوسطاء مع الخاطفين خلال الايام الاخيرة التي سبقت اطلاق المراسل الاميركي ستيف سنتاني (60 عاما) والمصور النيوزيلندي اولاف ويغ (36 عاما) بعد اسبوعين على خطفهما من احد شوارع مدينة غزة في الرابع عشر من الشهر الجاري.

وقالت المصادر لـصحيفة الحياة اللندنية ان وسطاء فلسطينيين هم قياديون في لجان المقاومة الشعبية بدأوا تدخلا قوياًَ لصالح انهاء محنة الصحافيين في اعقاب صدور البيان الاول للخاطفين الاربعاء الماضي الذي حددوا فيه مهلة 72 ساعة للادارة الاميركية لاخلاء سبيل معتقلين ومعتقلات مسلمين من سجونها في مقابل اطلاق سنتاني وويغ. واضافت المصادر ان هذه المطالب لم تكن المطالب الحقيقة للخاطفين، كاشفة ان المطالب الحقيقية تمثلت في مطلبين، احدهما اعادة «فتح» معبر رفح البري المنفذ الوحيد للفلسطينيين على العالم في شكل دائم، والثاني وقف اسرائيل سياسة قصف منازل النشطاء الفلسطينيين بعد دقائق من الطلب منهم بإخلائها تمهيداً لقصفها بالصواريخ.

واوضحت المصادر ان الوسطاء اتجهوا الى ممثل لاحدى الدول الاوروبية المهمة الفاعلة في الاراضي الفلسطينية كي ينقل مطالب الخاطفين الى بلاده ومن ثم الى الاميركيين، والبريطانيين كون احد المخطوفين اميركياً، والآخر نيوزيلندياً، ولا يوجد لنيوزيلندا سفير في المنطقة، بل تعمل كدولة في الكومنويلث تحت مظلة بريطانيا.

واشارت الى ان الوسطاء الاوروبيين نقلوا هذه المطالب الى مسؤولي بلدهم ومسؤولين بريطانيين واميركيين كانوا على اتصال دائم مع هؤلاء الوسطاء، وهم بدورهم على اتصال دائم مع الوسطاء الفلسطينيين، ومع وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام الذي ابدى اهتماما غير عادي بقضية الصحافيين، عبر عن اهتمام الحكومة البالغ ايضا بالقضية.

واكدت المصادر ان من بين المسؤولين الاميركيين الذين كانت تجري معهم المفاوضات ديبلوماسيين بريطانيين واميركيين، فضلا عن وفد امني اميركي رفيع من الشرطة الفيدرالية الاميركية «اف بي أي» وصل الى المنطقة منذ عدة ايام. اما «نيوزيلندا فارسلت الى غزة في الايام الاولى للازمة السفيرة في تركيا جان هندرسون، ثم عادت وارسلت السفير في القاهرة بريان شمبر، الذي ظل في غزة حتى قبل ايام قليلة من اطلاقهما. كما وصل تزامنا مع شمبر السفير في الخارجية النيوزيلندية بيتر رايدر الذي التقى صيام ورئيس الحكومة اسماعيل هنية أول من امس وانتهى اللقاء بينهما قبل نحو نصف ساعة من وصول اولى الاشارات الى انه سيتم اطلاقهما بعد أيام قليلة.

ولم يكن هناك أي اتصال بين الوسطاء والديبلوماسيين النيوزيلنديين الذين اقتصرت اتصالاتهم على المستوى الرسمي مع الحكومة ووزير الداخلية والرئاسة.

واكدت المصادر ان المفاوضين الاميركيين وافقوا في اتصالاتهم مع الوسطاء الاوروبيين على مطلبي الخاطفين، الامر الذي عجل بإطلاق الصحافيين، بعدما تم ايجاد «تخريجة» من جانب الخاطفين.

ولفتت الى ان التخريجة تمثلت في اعلان الخاطفين ان الصحافيين اشهرا اسلامهما وغيرا اسميهما، الامر الذي جعلهم يطلقون سراحهما وذلك بعدما بلغهم من الوسطاء ان الاميركيين وافقوا مبدئياً على تحقيق شرطيهما. واشارت المصادر الى ان سلطات الاحتلال اعادت فتح معبر رفح لمدة ساعات يوميا قبل عدة ايام، علما ان شرط الخاطفين فتح المعبر كلياً وفي شكل دائم. ولفتت الى ان قوات الاحتلال امتنعت خلال الايام الماضية عن قصف منازل الناشطين، وهو ما يمكن تفسيره على انه التزام اسرائيلي بشروط اطلاق الصحافيين.

ومع ذلك يخشى هؤلاء ان لا تلتزم اسرائيل بذلك، ما يمكن ان يعقد شروط صفقة محتملة لاطلاق الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة منذ 25 حزيران (يونيو) الماضي لدى حركة «حماس» ولجان المقاومة الشعبية و «جيش الاسلام».