وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جامعة القدس المفتوحة تنظم ندوة حول جودة حياة العمل في المؤسسات

نشر بتاريخ: 02/03/2011 ( آخر تحديث: 02/03/2011 الساعة: 12:17 )
رام الله- معا- تحت رعاية الأستاذ الدكتور يونس عمرو رئيس جامعة القدس المفتوحة نظم برنامج العلوم الإدارية والاقتصادية في الجامعة ندوة علمية متخصصة حول واقع جودة حياة العمل في المؤسسات، وحضر هذه الندوة ضيوف من المجتمع المحلي ونواب رئيس الجامعة ومساعدوهم ومساعدو الرئيس والعمداء ومديرو المناطق التعليمية والبرامج الأكاديمية ومساعدوهم ومنسقو التخصصات الأكاديمية ومشرفون أكاديميون وحشد من طلبة الجامعة.

وأكد الأستاذ الدكتور يونس عمرو في افتتاح هذه الندوة على أن جامعة القدس المفتوحة هي من كبرى المؤسسات الفلسطينية وهي من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وهي تضطلع بأدوار إستراتيجية في مختلف المجالات، وأشار إلى أن جامعة القدس المفتوحة هي أول المؤسسات التعليمية الفلسطينية التي أسست دائرة خاصة بالجودة منذ سنوات، وهذا الأمر أسهم في تعزيز مضامين إدارة الجودة الشاملة في الجامعة.

وأكد الدكتور عمرو على أن الجودة هي من القيم الأساسية التي تجسدت في الحضارة العربية الإسلامية التي أكدت على ضرورة تحقيق الإتقان في كل عمل من الأعمال.

وأكد على ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة والانترنت في تعزيز مضامين جودة حياة العمل في المؤسسات، وضرورة مراعاة بعض جوانب التهديد التكنولوجي التي تؤثر سلبا، فالتكنولوجيا والاتصالات الحديثة لها جوانب ايجابية وأخرى سلبية علينا أن نعمل على تجاوزها بكل السبل والإمكانات المتاحة.

وقد أدار أعمال الندوة الدكتور يوسف أبوفارة مدير برنامج العلوم الإدارية والاقتصادية، وقد أكد في بداية الندوة على أن جودة حياة العمل تركز على تحقيق التوازن بين الحياة الوظيفية والحياة الشخصية للعاملين من خلال عمليات متكاملة مخططة ومستمرة تشارك في تنفيذها جميع الإدارات داخل المؤسسة بما يتوافق مع استراتيجيات المؤسسة وأهداف ومصالح العاملين، وهي عملية تستجيب من خلالها لحاجات العاملين عن طريق تطوير وإيجاد آليات تسمح لهم بالمشاركة الكافية في صناعة القرارات وصياغة حياة عمل متميزة.

وأشار الدكتور أبوفارة إلى أن نجاح برامج جودة حياة العمل في المؤسسة يعتمد على إدراك الأفراد العاملين لأهمية هذه البرامج، وكفاءة إدارة الموارد البشرية في متابعة وتوجيه هذه البرامج، والدعم المعنوي والمالي للبرامج من الإدارة العليا، فهذه البرامج كما هو معروف تتطلب تغيرات بنائية في المؤسسة وتهيئة أجواء مناسبة لإجراء التغيير في الوقت المناسب ومنح صلاحيات إضافية أو حجب صلاحيات أخرى، كالإدارة بالمشاركة وحلقات الجودة وإدارة الجودة الشاملة، وبعض البرامج تتطلب أيضاً توعية وتوجيه من الإدارة أو القسم المختص من خلال برامج التوعية المختلفة كبرامج التوعية الصحية، وبرامج الأمن والسلامة المهنية وبرامج الرفاهية الاجتماعية وغيرها.

وقدم الباحث أ. محمود قنداح/ نائب مدير عام الجوازات/ وزارة الداخلية ورقة بحثية حول مفهوم وأهمية وأهداف جودة حياة العمل في المؤسسات، وأشار إلى أن جودة حياة العمل تعبّر عن توفير العوامل البيئية المرضية والمحببة والآمنة بمكان العمل بما يدعم رضاء العاملين بالإضافة إلى توفير نظم المكافآت وفرص النمو المناسبة، وهي مجموعة من العمليات المتكاملة المخططة والمستمرة والتي تستهدف تحسين مختلف الجوانب التي تؤثر على الحياة الوظيفية للعاملين وحياتهم الشخصية أيضاً والذي يسهم بدوره في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمنظمة والعاملين فيها والمتعاملين معها.

وأكد قنداح على أن جودة حياة العمل تهدف إلى تعظيم القدرات التنافسية للمؤسسة، وتوفير قوة عمل أكثر مرونة وولاء ودافعية، وتوفير ظروف عمل محسنة ومطورة من وجهة نظر العاملين، وتعظيم الفاعلية التنظيمية، والتأثير الإيجابي على ممارسات إدارة الموارد البشرية مثل التدريب وانتقاء فريق العمل واستقطاب العاملين.

وتطرقت الباحثة شادية مخلوف مديرة دائرة الجودة في جامعة القدس المفتوحة في ورقة بحثية أخرى إلى واقع الجودة في جامعة القدس المفتوحة، وأكدت على أن دائرة الجودة في جامعة القدس المفتوحة تسعى إلى ضمان وضبط وتطوير جميع العمليات الأكاديمية والإدارية والمالية من خلال توعية وتدريب العاملين على تطبيقات إدارة الجودة الشاملة، وبالتنسيق مع الوحدات العاملة فيها، والاستفادة من الخبرات المحلية والعالمية.وتركز هذه الدائرة على ضمان مستوى عال لنوعية المدخلات العمليات والمخرجات بجوانبها الثلاثة الأكاديمية والإدارية والمالية وضبطها، بالإضافة إلى توعية وتدريب العاملين فيها بشكل مستمر وذلك من خلال تطبيق مبادئ وأدوات إدارة الجودة الشاملة مستخدمة أفضل التقنيات التكنولوجية.

وأشارت الباحثة مخلوف إلى أن دائرة الجودة تواكب كل التطورات التي تشهدها الجامعة والتي كان آخرها التعلم الالكتروني حيث تقوم الدائرة بالمشاركة في وضع المعايير التي تكفل الجودة العالية في خدمات التعلم الالكتروني.

وقدمت الباحثة سلوى شرف (جامعة القدس المفتوحة/ منطقة نابلس التعليمية) ورقة بحثية تناولت فيها تطور جودة حياة العمل وعلاقتها بالمنظمة المتعلمة، وأشارت إلى التحديات التي تواجهها المؤسسات هذه الأيام والتي من أهمها القدرة على التكيّف مع التغيرات الناتجة عن العوامل البيئية في المجالات المختلفة كالمجالات التكنولوجية والاقتصادية وقوى السوق وغيرها، كما أن العنصر البشري يعدّ واحدا من أهم دعائم التكيّف وضمان البقاء والتطور للمؤسسات، وللاستفادة من هذا المورد البشري تظهر ضرورة الاهتمام بجودة حياة العمل.

وتناول الدكتور رأفت جودة (جامعة القدس المفتوحة/ منطقة غزة التعليمية) في ورقته البحثية مجموعة من البرامج التي تحقق جودة حياة العمل في المؤسسات، وأشار إلى أهمية مشاركة العاملين كأحد العوامل الأساسية لجودة حياة العمل، وأكد على أن هناك خمسة عوامل أساسية لتحقيق مشاركة العاملين وهي القيادة والإشراف، والاتصالات، وبناء القدرات والمهارات، والتحفيز، وفرق العمل.

وفي ورقة بحثية أخرى تناول الدكتور جلال شبات (جامعة القدس المفتوحة/ منطقة غزة التعليمية) مجموعة أخرى من البرامج الخاصة بجودة حياة العمل في المؤسسات، مثل توفير البيئة الصحية والآمنة، وإتاحة الظروف البيئية المعنوية المدعمة لأداء العاملين، والمشاركة الفعلية بمفهومها الواسع، وتوفير متطلبات الاستقرار والأمان الوظيفي، وإعادة تصميم وإثراء الوظائف لتواكب المستجدات الحديثة وتشبع طموحات العاملين، وعدالة نظم الأجور والمكافآت والحوافز المادية والمعنوية، شارت إلى وجود وتنامي الاهتمام بجودة حياة العمل في المؤسسات مع تركيز واضح على الأبعاد الاجتماعية والنفسية والمعنوية للعاملين في المؤسسات، كما أن الأمر تعدى التركيز على المورد البشري وتحقيق التوازن بينه وبين العملية الإنتاجية، وأصبح الاهتمام يتزايد بالمشاعر والعواطف الإنسانية الخاصة بالعاملين، مع تبلور مدخل متكامل يركز على ربط أهداف العاملين بأهداف مؤسساتهم.

وقد قدم الدكتور ذياب جرار (جامعة القدس المفتوحة/ منطقة رام الله والبيرة التعليمية) ورقة بحثية تم فيها إبراز مفهوم إثراء العمل ومسوغاته والنماذج المعاصرة في إثراء العمل كما تم الحديث حول آليات إثراء العمل في المؤسسات.

وتطرقت الورقة إلى علاقة إثراء العمل بالأداء المؤسسي وجودة حياة العمل، وتم التأكيد على أن هناك محاذير يجب أخذها بالاعتبار عند إثراء العمل في المؤسسات كون أن البرامج الإثرائية قد لا تلائم جميع الوظائف، وقد تكون ملائمة لوظيفة دون غيرها، كما أن هناك ضرورة لمراعاة قولبة وتكييف نماذج الإثراء المعاصرة لتلائم الخصوصية التي تتمتع بها كل مؤسسة.

وفي ختام الندوة دار نقاش واسع حول جودة حياة العمل في المؤسسات، وأجمع المناقشون والمتحدثون على أهمية جودة حياة العمل في تطوير وتعزيز الأداء المؤسسي.