|
التكنقراط الرياضي ومساحة الظل *بقلم : عصري فياض
نشر بتاريخ: 04/03/2011 ( آخر تحديث: 04/03/2011 الساعة: 13:10 )
لأننا نبني، فإننا بحاجة ماسة للفنيين والمختصين والحرفيين في شتى مراحل البناء،خاصة إذا كان البناء المنشود عملاقا وتأسيسيا،ويراد له الحفر عميقا في الجذور، حتى تتحمل أساساته المتينة السنين والقرون القادمة بأحمالها وتبعاتها، ومن أسياسيات العمل والتحضير للبنيان الراسخ هو إشراك أهل الاختصاص وأهل العلم بكل جوانب هذا البناء، من خبراء وأكاديميين ومهندسين ومراقبين، والفحص والمتابعة المسؤولة،هذا الأمر إذا كان البناء جمادا، فكيف إذا كان البناء للإنسان الذي كرمه الله و خلقت من اجله الدنيا بأرضها ومائها وسمائها، بأولها وآخرها،لمن بعثت من اجله الرسل والأنبياء، وأنزلت من اجله الكتب، ورسخت من اجل القيم والهداية وجعلت نهايته الجنة أو النار، قطعا البناء هنا يحتاج لاختصاص الاختصاص، وللجهاد والمجاهدة التي تكلف النفس وسعها في العمل والإخلاص والتفاني.
من هنا،ومن هذه الفرضية العريضة، انقل تركيزي المتواضع على البناء الرياضي الفلسطيني الحديث، الذي شرع به قبل سنوات قليلة، والذي أطلق مشروعه النهضوي الكبير متلازما مع المشروع الوطني الأكبر، أو متلاحما معه،والذي يعتمد على قطاع واسع من أبناء شعبنا ،و هو القطاع الأهم وهو الشباب، الشباب الفلسطيني الذي لا مساحة لليأس في حياته رغم صعوبتها بسب الاحتلال،فمن الحلم إلى الحجر إلى البندقية إلى التعبير عن إصراره على الحياة الحرة بالرسم والقلم أو في الملاعب والساحات والتلويح بالعلم ورفع الرؤوس الشامخة بالكؤوس والميداليات، إلى زرع أغضان الزيتون في كل بقعة من المعمورة، وبين الحلم والقلب تدور تلك المعاني والأحداث دواليك على الثرى الفلسطينية ، والتي تتطلب إدارة على درجة عالية من الموهبة والحذاقة والذكاء والدارية والحكمة والخبرة والأخذ برأي ومشورة أهل الاختصاص والمهنية بعيدا عن أية اعتبارات أخرى، لأننا كما قلنا نريد ونسعى لبناء إنسانا وضعته ظروف الاحتلال في معاناة مضاعفة، وجبت معها مضاعفة الاهتمام والتركيز على البناء الأصح والأقوام.لذلك لابد من التركيز على المهنية والتخصص في كل تفاصيل ذلك البناء ضمن خطة عملاقة لا تحتمل أنصاف النجاحات أو ثلثيها ، بل تلامس كمالاتها، أو خانة الامتياز في تقدراتها. وبالنظر للدور الأكاديمي في الرياضة الفلسطينية، فنحن بحاجاتنا ماسة لتعزيز فئة الاختصاصيين والأكاديميين وذلك عبر عدة مجالات منها: · أولا: الرياضة الفلسطينية بحاجة لمركز دراسات مختصص عال التأهيل، يدرس الحالة الرياضية الفلسطينية من كل جوانبها، ويضع التصورات والخطط العريضة لتقدمها، ويبني القواعد العملية للحركة النهضوية الرياضية بكل أبعادها، ويسهم في تعزيز الحداثة عليها من كل الأبواب والجوانب. · ثنايا : إشراك الكفاءات العملية والأكاديمية في رسم سياسات النهضة الرياضية وتنفيذ خططها ومتابعة نتائجها، ولو كان ذلك على حساب كوادر أخرى غير متخصصة، أو متخصصة بجانب دون آخر، ولا مانع بين مزج الكفاءات والتجربة على قاعدة منح الكفاءة التجربة الأكبر تحضيرا للمستقبل، وليس العكس· ثالثا : عقد مؤتمر علمي رياضي سنوي وبشكل دوري يتم خلاله تقديم ومناقشة الدراسات والبحوث العلمية الرياضية وتوظيف نتائجها في الحركة الرياضية الفلسطينية. · رابعا : ربط الحركة الرياضية الفلسطينية بالجامعات الفلسطينية عبر بوابات عريضة من التفاعل والتكامل من خلال خلق مصانع إعداد الكفاءات الرياضية في كل المناحي الرياضية،لتكون مرادفا للأندية والمراكز، ومكملة لها، وبالتالي تقوية الحركة الرياضية الفلسطينية بقاعدة جديدة مسلحة بالعلم والمعرفة. · خامسا : نزولا إلى مرحلة الإعداد والاكتشاف الرياضي المبكر في المراحل التعليمية المدرسية، لابد من خلق جهاز أو دائرة متابعة مع وزارة التربية والتعليم،قسم النشاطات الرياضية ليعمل على ربط النخب الرياضية المدرسية المتفوقة في كافة الألوان الرياضية بالاتحادات الرياضية باعتبار مؤسسات التربية والتعليم قاعدة واسعة من قواعد الرفد الرياضي. كل هذا،تتطلبه الحركة الرياضية الفلسطينية الحالية التي تنطلق نحو التتريخ في نقلتها النوعية شئنا أم أبينا،لان المساحة التي تمنح للكفاءات وأهل التخصص والمهنيين حتى هذا الوقت حسب رأيي هي اقل من المطلوب، فهي اقرب لان تكون مساحة ظل ، آن الأوان لنقلها لمساحة لها حدود واضحة وعريضة تليق بالحاجة إليها تحت ظل شمس هذا الوطن العزيز. |