وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فلسطين على موعد مع كتابة التاريخ * بقلم : ياسين الرازم

نشر بتاريخ: 04/03/2011 ( آخر تحديث: 04/03/2011 الساعة: 17:43 )
لعله يكون الحدث الابرز في تاريخ و مسيرة الحركة الرياضية الفلسطينية قاطبة ، بل هو كذلك ، سيما وانه يأتي بعد عقود من الظلم والقهر وادارة الظهر لهذا الشعب الذي اصر ويصر على قول كلمته في كل محفل عالمي ومن بينها المحفل الرياضي، وبعد الكم الهائل من التضحيات والعديد من الانجازات ها هو العالم يقر بأحقيتنا بالملعب البيتي وفي استضافة منتخبات الدول فوق تراب ارضنا الطهور، وذلك عندما تكون فلسطين التاريخية على موعد مع التاريخ وكتابة فصل هام من فصول القضية ، عندما تستضيف فلسطين في التاسع من الشهر الجاري المنتخب الاولمبي التايلندي في مباراة الاياب لتصفيات اولمبياد لندن 2012، والعالم كله وخاصة قادته الرياضيين في الفيفا والاتحاد الاسيوي سينظر ويراقب ويتابع ويرصد عن كثب وبعيون مفتوحة لكل كبيرة وصغيرة تسبق الحدث او تخلله او تتبعه ، كيف لا وهو بمثابة الاختبار الرسمي الاول لفلسطين رئاسة وحكومة واتحاد وامن ومنتخب وجماهير ، فهل ننجح في تطبيق معايير وشروط الاستضافة ؟ وهل نفوت على الطرف الاخر ذرائعه التي يسوقها لعرقلة تحقيق فلسطين للانجاز كلما لاح بالافق امل ام لا ؟

اننا امام مهمة وطنية سيادية وسياسية قبل ان تكون رياضية وتنافسية ،وذلك على الرغم من اهمية ان يكون فراسننا فوق المستطيل الاخضر على اتم الجاهزية للبذل والعطاء وتحقيق الفوز ، ولكن علينا ان نسجل بمهنية اولاً في شباك المراقبين والمتابعين من الضيوف الاعزاء ونحظى باعجابهم وتقديريهم وتقاريرهم التي تؤكد اننا نستحق ممارسة سيادتنا الرياضة على ارضنا وبين جماهيرنا ،ونسجل كذلك في شباك المتربصين بنا الدوائر سوبر هارتيك قبل ان نسجل في شباك المنتخب التايلندي الضيف هدفين يحملانا الى القادم الجميل .

عندما نتحدث عن مهمة وطنية للجميع، فاننا لا نستثني احداً من المسؤولية بدءاً من سيادة الرئيس ومروراً بدولة رئيس الوزراء اللذان نعول عليهما كثيراً في توفير وتأمين كافة الوسائل السياسية لانجاح الحدث وكذلك المحافظين وقادة التنظيمات السياسية ، ووصولاً للاتحاد الذي عليه اتمام كافة الشروط والمتطلبات لعقد اللقاء وفقاً للشروط والمعايير الدولية كونه المسؤول الرسمي و المباشر عن المنتخب الضيف والحكام والمراقبين من لحظة وصوله مطار عمان الدولي حتى لحظة مغاردتهم ارض وطننا العزيز ، ولا نستثني الاعلام المحلي رمانة الميزان المنوط به مسؤوليات جسام في الاعداد الجيد للتغطية الاعلامية في مختلف الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية قبل واثناء وبعد الحدث واستقطاب اكبر عدد ممكن من الصحفيين الاجانب ليكونوا شاهد اثبات على احقيتنا الوطنية في الملعب البيتي ، اما المد الجماهيري فهو على درجة عالية جداً من الاهمية ،اولاً لنثبت للعالم اننا شعب نناضل لنيل حريتنا بشتى الوسائل ومنها الرياضية ونستحق ان نأخذ مكاننا الطبيعي بين شعوب العالم وثانياً لمساندة منتخبنا الاولمبي والشد من ازره واستثمار فرصة اللعب على ارضنا بين عشرات الالاف الذين قد تضيق بعددهم مدرجات استاد الشهيد فيصل الحسيني ما يستدعي التفكير منذ اللحظة بالبحث عن بدائل الكترونية مثل نصب شاشات عرض في بلدة الرام ، وحتى تكتمل حلقات المسؤولية لا بد هنا من التوجه لرجال الامن الذين عليهم التعامل مع الحدث باحترافية متناهية وتذليل كافة الصعاب التي قد تعترض عملية وصول جماهيرنا وجماهير المنتخب التايلندي الى ارض الملعب ، ونكرر هنا توجيه الدعوة لشركات القطاع الخاص ورجال الاعمال والاموال لان يكون لهم دور في الحدث التاريخي الهام و لاثبات الانتماء للوطن الغالي ولشبابه ولمؤسساته واتحاداته ومنتخباته وانديته فهذه دعوة جديدة لكم لاعادة النظر قبل فوات الاوان .

واخيراً تبقى ثقتنا بقيادتنا الحكيمة ومؤسساتنا الرائدة وجماهيرنا الوفية ومنتخبنا الشاب كبيرة وعالية جداً في كتابة التاريخ بحروف من نور فلسطينية خالصة ، نور يضيء للاجيال القادمة الطريق لتحقيق و لمراكمة المزيد من الانجازات الوطنية والرياضية على طريق اقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف .