|
جرار: جمعية الإغاثة الطبية ترعى ما يزيد عن 19 ألفاً من ذوي الإعاقة
نشر بتاريخ: 05/03/2011 ( آخر تحديث: 05/03/2011 الساعة: 12:59 )
نابلس- معا- خلص تقرير أصدرته جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية مؤخراً، إلى أن أهم ما ميز عمل برنامج التأهيل المجتمعي للعام المنصرم كان حجم ونوعية كل من الأنشطة المجتمعية والتغطية الإعلامية التي ساهمت في إحداث تغير إيجابي في اتجاهات الرأي العام تجاه قضايا الإعاقة، حيث تقدم الجمعية خدماتها إلى ما يزيد عن 19453 من ذوي الإعاقة بما نسبته 2.5% من إجمالي عدد السكان.
كما ساهمت النشاطات المجتمعية في التأثير على توجهات صناع القرار وإحداث تغيير كبير في مدى اهتمامهم بفئة ذوي الإعاقة من منطلق إيجابي. وأشارت المعلومات الواردة في التقرير، بأن أداء العام المنصرم قد عكس تطوراً إيجابياً في التغطية السكانية وتحسناً ولو طفيفاً على نسبة الملفات النشطة التي يتابعها البرنامج. كما ظهرت علامات واضحة لحجم الشراكة المجتمعية المتزايده في مواقع عمل البرنامج، وتتويج هذه الشراكة بعدد من الاتفاقيات الموقعة مع المجالس المحلية التي ساهمت في تحمل جزء من المسؤولية في تنفيذ أنشطة البرنامج، وتطوير عمل وآليات تدخل وزيارة العاملات في المواقع المختلفة. أما فيما يتعلق بأنشطة الزيارات والتحويلات فإن المدخلات الرقمية تشير إلى كثافة ملحوظة ومتزايدة تناسبت مع زيادة حجم التغطية السكانية، واكتشاف متزايد لحالات إعاقة، وتدخل مبكر لحالات أخرى. من جهته صرح د. علام جرار المدير الإقليمي لبرامج التأهيل المجتمعي، أن التوجه العام للبرنامج يتطابق مع الرؤيا التنموية للتأهيل المرتكز على المجتمع المحلي، والذي يحاول أن يحدث تأثيراً في البيئة المحيطة لتصبح بيئة مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، وموفرة لفرص أفضل وخيارات أوسع لهم في الحياة والمجتمع وعلى مختلف الأصعدة. ولفت جرار إلى أن التوجهات المستقبلية للبرنامج متعلقة بشكل خاص بتعزيز مفهوم الشراكة المجتمعية، وتحسين مستوى الأداء العام للعاملين وتعزيز قدراتهم، وتطوير قاعدة البيانات ملائمة لاحتياجات البرنامج والمؤسسات الأخرى العاملة في المجال، الأمر الذي سيجعلها مرجعاً أساسياً لا غنى عنه لقياس وضع الإعاقة وتغيراتها في فلسطين. وبين جرار أن للبرنامج تأثيراً واضحاً على حياة الأشخاص من ذوي الإعاقة في مجالات مختلفة كالعمل والتعليم والمجتمع، وأن هذا التأثير تمثل في ثلاث نتائج، سهولة الوصول للخدمات، حيث أن الغالبية الساحقة من الأشخاص ذوي الإعاقة تستطيع الوصول إلى الخدمات التأهيلية على المستويات الأولى والثانية والثالثة، وتسهيل فرص الحصول على التعليم، حيث أن نسبة المشاركة في التعليم والدمج المدرسي بين الأطفال ذوي الإعاقة وصلت إلى 80%، والنتيجة الأخيرة والأهم هي المشاركة المجتمعية في تحمل المسؤولية تجاه قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة من خلال مشاركة الهيئات المحلية في تنفيذ برامج التأهيل المجتمعي، ما يعزز مفاهيم الاستدامة التي هي من أهم مكونات التنمية بعيدة المدى والتأثير. واعتبر جرار أن البرنامج تمكن من تحقيق أهدافه التي وضعها العام الماضي، والتي تعلقت بتحسين فرص الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم في الحصول على الخدمات التأهيلية والتدريبية والإرشادية، وتعزيز استراتيجيات الكشف والتدخل المبكر، تعزيز العمل المجتمعي، واستمرار تفعيل العمل التطوعي والشراكة المجتمعية واستراتيجيات المرافعة والضغط والمناصرة من أجل تحسين مستوى تطبيق حقوق ذوي الإعاقة. وعن النسب والأعداد فإن برنامج التأهيل المجتمعي قد قام بتغطية ما يزيد عن مئة موقع سكاني في الضفة الغربية وقطاع غزة، أي ما يزيد عن762637 نسمة، حيث يتعامل في نشاطاته مع أنواع الإعاقة وفئاتها العمرية كافة، بغض النظر عن حدة الإعاقة ونوعها. من جهته نوه مصطفى عابد مدير البرنامج في قطاع غزة، إلى أن البرنامج قام بتوفير 1466 جهاز مساعد بالتعاون مع مؤسسات تأهيلية وإنسانية متعددة، وإجراء 77 تعديلاً بيئياً في منازل ذوي الإعاقة لتتلائم مع إعاقاتهم وتمكنهم من تحقيق الدمج الاجتماعي. أما على صعيد الدمج المدرسي، فقد أشاد الدكتور علام جرار، بعمليات الدمج المدرسي والتدريب المهني والتشغيل حيث تم دمج نحو 511 من ذوي الإعاقة في المدارس وتشغيل نحو 123 من ذوي الإعاقة، وتنظيم 1651 نشاطاً وقائياً متنوعاً ما بين محاضرات التثقيف والحملات الوقائية، وتعزيز العمل مع 150 مركز من رياض الأطفال والمجالس القروية والعيادات والمراكز النسوية والجمعيات الخيرية. ونظم البرنامج خلال الصيف المنصرم، نحو41 مخيماً صيفياً في إطار التخفيف عن ذوي الإعاقة، ونشر الرسالة الخاصة بأهمية الدمج الاجتماعي، وتعزيز عمل المجموعات الشبابية الداعمة لحقوق ذوي الإعاقة، المعروفة باسم "سواعد التأهيل"، حيث عمل البرنامج على تشكيل مجموعات من السواعد فيما يزيد عن ثلاثين موقعاً سكانياً، بلغ عدد أعضاؤها نحو 550 ،من بينهم 75 من ذوي الإعاقة. وشمل التقرير شرحاً حول مراكز التأهيل المنضوية ضمن إطار عمل برنامج التأهيل، وأبرزها مركز فرح للتأهيل في الضفة الغربية_مدينة نابلس_، الذي يقدم الدعم والمساندة للبرامج المجتمعية والأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم، حيث بلغ عدد المستفيدين من خدماته عام 2010، نحو 1068 حالة، إضافة إلى استمرار فعالياته في مجال التدريب والتأهيل والعمل الميداني، والأنشطة المجتمعية المتنوعة. أما في قطاع غزة، فيقوم مركز غزة للعلاج الطبيعي بتوفير هذه الخدمات، وأوضح عابد أن المركز وفر خدمات لما يزيد عن 200حالة، حيث تم فتح ملفات جديدة، وإغلاق أخرى كان أصحابها قد وصلوا إلى مستوى متقدم من التحسن أهلهم للتوقف عن العلاج الطبيعي في المركز. وضمن المشاريع المضمة تحت جناح جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، تناول التقرير مشروع أهالي الإعاقات العقلية،_شبكة الأهالي "أصوات"_، وهو مشروع مشترك مع السويدية للإغاثة الفردية، ويهدف إلى دعم وحماية الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية والدفاع عن حقوقهم، وتعزيز التعاون والدعم بين الأهالي، وتشكيل مجموعات منظمة وضاغطة منهم قادرين على الضغط والتأثير ومساءلة صناع القرار من اجل تحسين واقع أبنائهم ذوي الاعاقه العقلية، والتواصل مع الجهات المختصة المسؤولة بتطوير وضعهم، ورفع مستوى الخدمات المقدمة لهم. وحول أنشطة المشروع وانجازاته أشار التقرير إلى إنجاز قاعدة بيانات حول ذوي الإعاقة العقلية من خلال تعبئة 1120 استمارة، وعقد 129 لقاءاً مع الأهالي بواقع 1932 مستفيد، و 17 لقاء قانوني، للتعريف بحقوق هؤلاء المعوقين، كما عقد 245 لقاء تنسيقي مع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى أنشطة اجتماعية ومخيمات صيفية ولقاءات ترفيهية، وستة مؤتمرات في مختلف المناطق لمجموعات أهالي الأشخاص المعوقين عقلياً. وتحدث التقرير حول نقاط القوة في المشروع لافتاً إلى وجود صلة وعلاقة اجتماعية وقوية مع الأهالي، ورفع مستوى الإعلام المؤيد لمطالباتهم، إضافة إلى وحدة فريق أصوات والعلاقة الجيدة بينهم، والتنسيق والتواصل الجيد مع المؤسسات العاملة في مجال التأهيل ومؤسسات المجتمع المحلي والمؤسسات الحكومية، ووجود قاعدة بيانات محوسبة لحالات الإعاقة العقلية في مشروع شبكة الأهالي أصوات. واختتم التقرير بمجموعة من التوجهات والرؤى للعام المقبل، تشمل زيادة في حجم التغطية السكانية، وتكثيفاً لمواقع عمل البرنامج من خلال عقد مزيد من إتفاقيات شراكة مع المجالس المحلية والبلدية، وتعزيز العلاقة بين البرنامج والمؤسسات الحكومية والأهلية، وتعميم المعرفة حول واقع ووضع الإعاقة في فلسطين، ورفع مستوى العاملين في المجالات المختلفة وتقديم التدريب الدوري التثقيفي لهم، وتعزيز آليات التواصل مع ذوي الإعاقة في كل المناطق، ونشر ثقافة الدمج الشامل والحقوق المتساوية لكل الفئات. |