وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أبو مازن: على الرباعية الدولية اتخاذ ما يلزم لتوقف اسرائيل عدوانها

نشر بتاريخ: 05/03/2011 ( آخر تحديث: 05/03/2011 الساعة: 18:06 )
رام الله - معا - دعا الرئيس محمود عباس، ظهر اليوم السبت، كافة القوى الفاعلة وعلى رأسها الرباعية في اجتماعها القادم لاتخاذ ما يلزم لتوقف إسرائيل عدوانها وتنهي احتلالها للاراضي الفلسطينية المحتلة، مجددا تمسك الشعب الفلسطيني وقيادته بخبار السلام وفق شراكة حقيقية مع كافة القوى والدول الداعمة لتحقيقه ودعم حصول شعبنا على حريته واستقلاله الوطني واقامة دولته المستقلة كباق الدول وشعوب العالم.

وشدد الرئيس عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التشيلي سبستيان بانييرا، في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، على ان الوقت حان لانضمام دولة فلسطين على حدوده 1967 وتكون عضوا دائما في الأمم المتحدة، مؤكدا ان هذا الهدف يعتبر استحقاقا سياسيا في سبتمبر المقبل.

وحمل الرئيس عباس الحكومة الاسرائيلية وممارساتها المتكررة مسؤولية ما وصفه بـ"المأزق" الذي تمر به عملية السلام، موضحا ان هذه السياسات والممارسات الإسرائيلية تقوم على اساس مصادرة الأراضي من خلال سياسة ممنهجة ومبرمجة في الأرض الفلسطينية عامة وفي القدس بوجه خاص، وان السياسة الاسرائيلية تسعى لجعل هذه الممارسات لتكون بديلا عن السلام رغم الإجماع الدولي على عدم قانونية وشرعية المستوطنات بهدف رسم خريطة الوضع الدولي من جانب واحد.

واشار الى ان الجانب الفلسطيني انجز كل ما يترتب عليه من بناء للمؤسسات التي تليق بهذا الانجاز، مؤكدا حرص القيادة على مواصلة العمل من اجل تعزيز الوحدة الوطنية والعمل لإنهاء الانقسام ومن خلال اللجوء إلى رأي الشعب لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.

وقال الرئيس عباس "نحن واثقون أنكم ستواصلون جهدكم لدعمنا من اجل إنهاء الحصار المفروض على شعبنا في قطاع غزة"، مشددا في الوقت ذاته رفض القيادة الفلسطينية لمشروع الدولة المؤقتة الذي كان نتيتاهو طرحه في وقت سابق.

وقال عباس "لم نسمع إلى الآن ما هو المشروع الذي سيطرحه السيد نينياهو بعد أن يلقي كلمة في منظمة 'أيباك' إلا أننا نعرف أن هناك مشروع قدم في الماضي وهو مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة وهذا المشروع لو طرح مرة أخرى فلن نقبله'.

وأضاف 'البيان الذي تلقيناه من تشيلي واضح تماما حيث أنه يقول الاعتراف بدولة فلسطين حسب الشرعية الدولية، وهذا بالنسبة لنا الدور الذي تلعبه تشيلي من حيث وجود أكبر جالية فلسطينية في تشيلي وتشيلي من أوائل الدول التي اعترفت بفلسطين وسوف تلعب دورا هاما من خلال علاقتها من أجل تحقيق السلام'.
وجدد الرئيس عباس الذي اشاد بدور تشيلي، الترحيب بالرئيس التشيلي وقال "اننا نرحب بكم وبالوفد المرافق لكم أعظم ترحيب وأنتم تحلون ضيوفا كراما وأصدقاء أعزاء على فلسطين"، مشيرا الى تثمينه بالمواقف الثابتة لدولة تشيلي وما تبذلوه من جهد على كافة المستويات الإقليمية والدولية لدعم قضية شعبنا الفلسطيني ونضاله العادل.

وتابع " ما قراركم التاريخي باعتراف تشيلي بدولة فلسطين المستقلة الحرة ذات السيادة، إلا دليل جلي لدعمكم لجهودنا الصادقة لتحقيق السلام في منطقتنا لما فيه خير ومصلحة الشعوب في هذه المنطقة بأسرها".

من جانبه اشار الرئيس التشيلي إن بلاده هي الأولى في أمريكا اللاتينية التي أقامت بإقامة علاقات مع فلسطين، وقال" تشيلي دائما كانت وستبقى دولة ملتزمة بمبادئ الحرية والقانون الدولي بهذا الإطار، ونحن نؤمن بعدالة القضية الفلسطينية لتأسيس دولة فلسطينية تستوعب كل أبناء الوطن الفلسطيني، وتعيش بسلام مع جيرانها"، مجددا دعم بلاده المسيرة السلمية.

وقال" الوقت قد حان ليكون لهذه العملية السياسية ثمار تؤدي إلى سلام دائم وشمال بين فلسطين وإسرائيل،"، موضحا انه ناقش مع الرئيس محمود عباس قبيل اللقاء المرتقب بينه مع نتنياهو لتوضيح أن قارة مثل أمريكا اللاتينية ستدعم من أجل أن يصل السلام إلى المنطقة، والطريق إلى السلام تحتاج إلى الشجاعة والقوة والكرامة والصبر.

وتابع" أنا متأكد أنه عندما يصل السلام بشكل شامل وأمين في هذه البلاد ونصل إلى أن تكون هناك دول تعيش في الشرق الأوسط بسلام ووئام فإن هذا سيكون لحظة سعادة للعالم ككل وخاصة دولة تشلي التي تلتزم بدعم السلام وعملية السلام في المنطقة من أجل قيام دولة فلسطين الحرة والمستقلة".

واضاف" 'شرف كبير وفخر لي أن أكون الرئيس التشيلي الأول الذي يزور فلسطين، وأريد كذلك أن أشكر بكل صدق هذا التكريم الذي قمتم به بمنحي وسام نجمة فلسطين، وأريد أيضا أن أقول لكم: سررنا كثيرا باستلام أوراق اعتماد السفيرة الفلسطينية في تشيلي وقمنا اليوم بتوقيع اتفاقية التعاون ما بين شعوبنا لتوطيد العلاقات، والتركيز على التقدم الاقتصادي والتطور الاقتصادي وفي مجال الأمن وسنقوم بعمل كل جهودنا لتكون هذه الاتفاقيات ذات فوائد'.

وجدد دعم بلاده للشعب الفلسطيني الذي يجب أن يكون له دولة كاملة ومستقلة، ويجب أن تعيش بسلام مع كل جيرانها في المنطقة، وقال " انا كرئيس تشيلي سعيد بالاعتراف بدولة فلسطين مستقلة، وفي اعترافنا قمنا بالتأكيد على دعمنا على مفاوضات السلام التي بدأت في مؤتمر مدريد واستمرت في أوسلو وفي قمة كامب ديفد ووصلنا إلى الوقت الذي يجب أن تصل هذه المحادثات إلى نتائج، وعليه عندما اعترفنا بدولة فلسطين أثبتنا دعمنا لمفاوضات تصل إلى اتفاقية سلام من خلال الإطار الذي حددته قرارات مجلس الأمم المتحدة وستدعمها تشلي من أجل الوصول إلى الحل'.

واشار الى الدور الكبير الذي تلعب الجالية الفلسطينية باعتبارها الأكبر خارج الوطن العربي وكان لها دور كبير في التنمية الاقتصادية والفنون والثقافة، وقال "هناك الكثير من التشيليين من أصول فلسطينية يشاركون في مجلس النواب والأعيان، ولعبت الجالية الفلسطينية دورا كبيرا في دعم الاقتصاد والحياة في فلسطين، وأشكر كل من ساعد في بناء دولتنا تشيلي".

وأكد أنه كان للوجود الفلسطيني دور مهم، ووجودنا في مناطق مثل رام الله وبيت لحم هي أسماء معروفة لنا في تشيلي بسبب وجود الفلسطينيين هناك، والفلسطينيين من أصل تشيلي يشعرون بالفخر لكونهم من أصل فلسطيني، وهم أوفياء جدا لكونهم مواطنين فلسطينيين، وهنا أقول لك سيدي الرئيس أتمنى دعم السلام ليصل إلى الأرض المقدسة التي نحن موجودون فيها، فستكون هذه فرحة كبيرة لكل العالم ليس فقط للإسرائيليين بل للعالم ككل.

ودعم الرئيس التشيلي حديثه بمقولة المناضل الكبير من أجل السلام وهو المهاتما غاندي، الذي قال: 'لا يوجد طرق من أجل السلام وإنما السلام هو الطريق".

وكانت شوارع مدينة رام الله ازدانت بالاعلام الفلسطينية- التشيلية تمهيدا لاستقبال الرئيس التشيلي سبستيان بانييرا الذي يزور فلسطين، في زيارة هي الاولى من نوعها بهذا المستوى الرفيع التي تعكس دعم تشيلي للشعب الفلسطيني وتجسد اعترافها بدولة فلسطين مستقلة ذات سيادة اضافة الى رفع مستوى التمثيل الفلسطيني الى مستوى سفارة كاملة السيادة.

واعلنت سفيرة فلسطين لدى التشيلي د.مي كيلة أن الرئيس محمود عباس سيمنح الرئيس التشيلي وسام نجمة فلسطين، وهو أعلى وسام فلسطيني، وسيفتتح الرئيسان شارع التيشلي القريب من المقاطعة حيث جرى نصب خيمة على مدخل الشارع المقابل للمقاطعة تمهيدا لافتتاحه رسميا بمشاركة الرئيسيين، في حين سيزور الرئيس التشيلي مدينة بيت لحم وزيارة مخيم عايدة للاجئين.

ومن المقرر ان يعقد الرئيس التشيلي لقاءات مشابهة مع المسؤولين الاسرائيليين رغم حالة القلق التي تنتاب الجانب الاسرائيلي من مواصلة حصول دولة فلسطينية على الاعتراف الرسمي من العديد من الدول على المستوى الدولي.