وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكلية العصرية تكرم الاعلامي ناصر اللحام قطعة ذهبية من قبة الصخرة

نشر بتاريخ: 07/03/2011 ( آخر تحديث: 08/03/2011 الساعة: 10:37 )
رام الله -معا- نظمت الكلية العصرية الجامعية حفلا لتكريم الإعلامي الدكتور ناصر اللحام، رئيس تحرير شبكة "معا" المستقلة، تقديرا لإنجازاته وأدائه المهني بشكل عام ودوره في تحليل الإعلام الإسرائيلي بشكل خاص، وذلك بحضور رئيس مجلس أمناء الكلية الدكتور حسين الشيوخي وحشد من الشخصيات الوطنية والأكاديمية والإعلاميين ومئات الطلبة من قسمي الصحافة والإعلام والقانون.

وقام الشيوخي بتقليد اللحام درع الكلية العصرية الجامعية، حيث صفق الحضور طويلاً تقديرا لاسهام اللحام في تطوير المسيرة الإعلامية الفلسطينية المعاصرة وتعزيز طابعها العلمي والمهني ، لاسيما الدور الذي يضطلع به في متابعة وتحليل الشؤون الاسرائيلية.

وبدأ الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء وآخرهم الانتفاضة الشعبية العربية ، وعلى روح الراحلة المربية هيام ناصر الدين "أم ناصر"، التي شاركت في تأسيس الكلية العصرية كما ساهمت بشكل بارز في تطويرها إلى مصاف الكلية الجامعية التي تمنح طلبتها شهادة البكالوريوس.

ثم رحب المحاضر نهاد أبو غوش بالحضور مشيرا إلى أن الكلية العصرية الجامعية تتبنى نهج التفاعل الحيوي مع المجتمع ومؤسساته ومبدعيه حيث يشكل تكريم اللحام باكورة لسلسلة من النشاطات الثقافية والعلمية والاجتماعية بالتعاون بين الكلية ومؤسسات المجتمع.

من جانبه سلط الدكتور حسن عبد الله الضوء على تجربة اللحام وتنوعها بين الإعلام المكتوب والمرئي، مشيراً إلى أن اللحام قبل أن يتخرج من أية جامعة محلية أو أجنبية، تخرج من مدرسة الاعتقال، بعد أن تتلمذ بين جدرانها، وتعلم اللغة العبرية وعلمها ، ليتخرج منها متخصصاً في الشؤون الاسرائيلية، كما حيا عبد الله الانتفاضة الشعبية التي تعيد تشكيل الخريطة العربية وفق رؤية جديدة، وعن الإعلام الإسرائيلي الذي هو موضع تخصص الإعلامي اللحام، قال عبد الله أن الإعلام الإسرائيلي لم يبق ثابتاً على نفس مستوى فعاليته السابقة، بل انه في السنوات الأخيرة تراجع بعد أن فقد عنصر المبادرة، بخاصة وان ساحة الحدث باتت مغطاة تكنولوجياً، وان الانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني تتابع بالبث المباشر. واستشهد بإخفاق الإعلام الإسرائيلي في تصدير وتبرير الرواية الإسرائيلية في العدوان على لبنان في العام 2006، ومن ثم العدوان على قطاع غزة وبعد صدور تقرير غولدستون.

وقدم الدكتور عبد المجيد سويلم مداخلة دعا فيها الى متابعة التفاعلات على الساحة الإسرائيلية بعين نقدية، ودراسة كل ظاهرة، دراسة علمية، حتى يتسنى لنا صياغة مواقفنا ضمن رؤية شمولية بعيداً عن الارتجال.

وبيّن د.سويلم نقاط القوة التي يتمتع بها الإعلام الإسرائيلي، الذي يتيح الفرصة للكفاءات الإعلامية لكي تعبر عن نفسها في ظروف عمل سهلة، من خلال توفير الإمكانات المالية والمهنية المناسبة لها. الأمر الذي يجعل من هذا الإعلام فعّالاً.

ووصف حسين الشيوخي تجربة اللحام بأنها كانت إبداعية بامتياز، نظراً لتنوعها وغناها، وكيف أن هذا الاعلامي قد غدا محبوباً ومتابعاً شعبياً، ما يؤكد أن الإعلامي الجيد قادر على التأثير في جمهوره، وجعل العلاقة بينهما حية وحميمية باستمرار.

وأكد د.الشيوخي أهمية متابعة الإعلام الإسرائيلي، ورصد ما ينشر ويبث حول قضيتنا الفلسطينية لنكون قادرين على صياغة استراتيجية إعلامية متكاملة.

كما حث طلبة الكلية على الاهتمام بمواكبة كل جديد في ميادين الإعلام والتطورات التقنية الهائلة والمتسارعة التي يشهدها العالم مدللا على أهمية هذه التطورات بتأثير مواقع التواصل الاجتماعي ك"الفيسبوك" و"التويتر" على التغيرات التي تعصف بالعالم العربي.

الاعلامي الدكتور ناصر اللحام المحتفى به، قدم عرضاً منهجيا، حول الاعلام الاسرائيلي، وأهم ما يميزه، وكيف ينظر الاعلاميون الاسرائيليون للفلسطيني.

وركزاللحام على لغة الجسد في الاعلام الاسرائيلي، مستفيداً مما توصل اليه في بحثه الاكاديمي الذي أنجزه مؤخراً، مسهباً في الأمثلة المدعمه بالصور، مقارناً صورة العربي بصورة الاسرائيلي، حيث تأتي الصورة الأولى نمطية بائسة، فيما الصورة الاسرائيلية حيوية حديثة.

ورأى اللحام، ان الاعلام الاسرائيلي يركز على لغة الجسد، ويوظفها اعلامياً وسياسياً واجتماعياً ونفسياً. وقد اعتاد ان يظهر المسؤول الاسرائيلي هادئاً متماسكاً، وكأنه يعبر عن موقف قوي ونموذجي، فيما يسكتون صوت المسؤول الفلسطيني، ويتركون المجال فقط لحركاته، لتغدو بلا معنى، أو لتعطي معانٍ ودلالات خاطئة لا تعبر عن الموقف الحقيقي.

وفي ختام مداخلته دعا د.اللحام طلبة الاعلام الى تعلم اللغة العبرية، فهي تسهّل عليهم متابعة الاعلام الاسرائيلي ورصد أية مغالطات وتشويهات تستهدف قضيتنا، مؤكداً ان التشابه بين اللغتين العربية والعبرية كبير، وان هناك كلمات ومصطلحات عربية يمكن التعرف عليها بسرعة في اللغة العبرية، بمعنى ان العربي بقليل من التركيز والمتابعة، يستطيع اتقان اللغة العبرية في بضعة أسابيع.

وفي نهاية الاحتفال أعلن الدكتور حسين الشيوخي، ان هذه الفعالية الاعلامية الثقافية ستكون فاتحة لسلسلة أخرى من النشاطات. وبيّن ان الكلية ستولي اهتماماً ممنهجاً بالتراث والتوثيق والتأريخ لشخصيات ومراحل وظواهر ترتبط بقضيتنا وشعبنا، معلناً ان كتاباً شاملاً سيصدر عن الكلية، يتناول الدور الوطني والمجتمعي للراحلة الكبيرة سميحة خليل.