وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة لوزارة الاعلام: الشباب الفلسطيني بين هموم الحاضر وأفاق المستقبل

نشر بتاريخ: 09/03/2011 ( آخر تحديث: 09/03/2011 الساعة: 17:07 )
رام الله -معا- نظمت وزارة الاعلام ندوة تحت عنوان ( الشباب والمستقبل ) امس الاول في قاعة البست ايسترن في رام الله ،شارك فيها عدد من ممثلي القيادات الشبابية والمؤسسات الرسمية والحزبية وفئات شبابية،الذين اجمعوا على أهمية هذه الشريحة وضرورة العناية بها ورعايتها وتهيئتها منذ الصغر، تفاديا لإنجرارها باتجاه إملاءات الممولين والأجندات المغرضة وغير الوطنية .

واعتبر د. المتوكل طه وكيل وزارة الاعلام أن الشباب هم المعادل الموضوعي لكافة الثورات من جميع الزوايا، مؤكدا بأنه اينما تجد تقدما وانتصارا وعزة في المجتمع تجد الشباب هم القادة، وعلى النقيض تماما اينما وجدت الهوان والهرم تجد كبار السن هم قادة هذا المجتمع.

واشار د. طه الى أن المؤسسة الرسمية الفلسطينية تاخرت كثيرا في الالتفات الى الشباب.

ودعا الى ضرورة تأصيل مداركهم في فترة مبكرة قبل وصولهم الى مرحلة الشباب،واعداد البرامج المناسبة والمتعددة التي تجنبهم الوقوع في شباك واغراءات الممولين، منوها الى وجود اكثر من 72 مؤسسة شبابية غير حكومية عرضة لاغراءات الممول، مطالبا المؤسسة الرسمية بضرورة الاهتمام الكافي بهذه الفئة الهامة، وعدم تركها للممول لاستلابها وأخذها الى أجندات أخرى، مشددا على أن للشباب الحق الطبيعي في تبني المؤسسة الرسمية لقضاياهم وامورهم والاهتمام بهم،مجددا الثقة بالشباب الفلسطيني وقدرته على صد جميع الاغراءات ورفضها باعتبارهم المفصل الرئيس المعول عليه في الانتقال بالمجتمع الفلسطيني من حالة الذبول والانتكاس الى حالة التقدم والمجد.

وشدد طه على ضرورة هدم الحواجز المعيقة أمام إناث هذه الشريحة،والعمل على مساواتها بالرجل،من أجل تكامل العطاء من خلال مشاركة جميع شرائح المجتمع، موضحا أن التاريخ يثبت أن الشباب دائما هم وقود الثورات في العالم،والقوة المحركة للإبداع والتغيير، ودعا إلى دمجهم في مختلف ميادين العمل،وعدم تهميشهم.

وتحدث عبد الرحيم ملوح عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، فاكد على ضرورة دمج الشباب الفلسطيني في الثورة التكنولوجية، وتوحيد الشعار والهدف والتنظيم والموقف لجميع المبادرات الشبابية، والإفادة من تجارب الشباب في الدول الأخرى.

وطالب ملوح الشباب الفلسطيني بضرورة العمل الجاد دون الانتظار لأن يقدم لهم احد الدور ليمارسوه، مشددا على أن الحق في ممارسة هذا الدور ينتزع انتزاعا ولا يقدم هدية من احد، منوها الى أن احدا لا يستطيع اخذ دور احد الا بالعمل الجاد والهادف،مذكرا بضرورة احترام حكمة الكهول،مشيرا الى ان الشعب الفلسطيني يعد فتيا لكن مؤسساته هرمه وتحتاج الى التجديد والضخ بدماء شابه، تتولى استكمال المسيرة، مؤكدا ان الشباب الفلسطيني كان دائما عماد الثورة الفلسطينية على امتداد مراحلها، مشيرا الى ان قادة منظمة التحرير الفلسطينية في الستينيات من العقد الماضي كانوا من الشباب، مضيفا ان اكثر من 800 الف شاب فلسطيني دخلوا الى باستيلات الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 1967 ،حملوا راية الدفاع عن حرية شعبهم اضافة الى ان سجون الاحتلال تضم الان اقدم سجناء العالم مشيرا الى وجود اكثر من 165 اسيرا امضوا 20 عاما فاكثر في باستيلات الاحتلال .

من جانبه قال ناصر قطامي وكيل مساعد في وزارة العمل ان مستقبلا مظلما ينتظر الشباب الفلسطيني، مستندا الى دراسة حملت اسم ( حقائق وأرقام الشباب الفلسطيني) احتوت على أرقام وصفها بالمرعبة والمظلمة، مشيرا الى ارتفاع نسبة الخصوبة لدى أبناء الشعب الفلسطيني وربطها بالمتطلبات المستقبلية للأجيال القادمة، والمرتبطة بقطاع التعليم ، وفرص العمل، وتفاقم البطالة في صفوف هذا القطاع الهام من المجتمع الفلسطيني .
واضاف قطامي ان تضاعفا ملحوظا طرأ على مؤشرات النفاذ واستخدام الشباب الفلسطيني لادوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كجزء هام من عملية التفاعل والتغيير،مشيرا الى ان نسبة الشباب المستخدمين للحاسوب بلغت 87.9% لعام 2009 مقارنة مع 47.6% لعام 2004. ونوه قطامي الى انحسار الفجوة بين الذكور والاناث في استخدام الحاسوب مشيرا الى ان نسبة مستخدمي الحاسوب من الذكور بلغت 91.0% مقابل 84.4% من الاناث،وبلغت نسبة مستخدمي الانترنت من الشباب 46.7% عام 2009 مقارنه مع 20.3% في عام 2004 .

وطالب قطامي القيادة الفلسطينية بالعمل على تشجيع المشاركة السياسية الفعالة للشباب، وحذر من ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل في صفوف الشباب،منوها الى ان ارقام الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني تبين ان 376 الف شاب من الجنسين عاطل عن العمل في بداية العام الحالي،لما لها من اثار سلبية على مستقبل الشباب ودفعهم للهجرة واليأس والاحباط، وحذر من تعطيل ثلث القوى العاملة وتغيبها عن عملية التنمية وحرمانها من المشاركة في صناعة القرار. وعزا قطامي تفاقم مشكلة البطالة إلى عدة عوامل وظروف خارجية من اهمها افرازات الصراع السياسي مع اسرائبل وانعكاساته على رؤيا اسرائيل لتنظيم وجود العمالة الفلسطينية في داخلها.

واوضح بان عدد العاملين داخل اسرائيل قبيل اندلاع الانتفاضة الثانية كان 135 الف عامل لينخفض بعد الانتفاضة الى 79 الف عامل بين منظم وغير منظم،الى جانب تراجع خيارات التشغيل في الدول العربية والخليجية منذ حرب الخليج، حيث أدت إلى عودة العديد من الشباب إلى أرض الوطن،مما زاد الضغط على سوق العمل الفلسطيني،رافقه عدم اكثراث المؤسسة الرسمية الفلسطينية على مستوى السياسات والبرامج لاستيعاب هذه الايدي العاطله عن العمل، اضافة الى عوامل داخلية اهمها تنامي حجم القوى العاملة الشابة،وزيادة كبيرة في مخرجات النظام التعليمي والتدريبي عن حاجة سوق العمل،الامر الذي يخلف لدينا بطالة هيكلية ناتجه عن ذلك،الى جانب التصاق بعض انواع العمل بالسلبية الناتجة عن النظرة المجتمعية لها والمرتبطة بالقيم الاجتماعيةمن جهه، وببعض السياسات الاقتصادية والاجتماعية من جهة اخرى.

من جانبه اكد خالد أبو عكر على ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة لإحداث التغيير واستلام القيادة، مضيفا بان العديد من الظروف ميزت الشعب الفلسطيني عن غيره من الشعوب وجعلته في موقع الصدارة بين شعوب المنطقة من حيث استخدام هذه التكنولوجيا،فقد نال السبق في استخدام جهاز الفاكس بعد الخروج من لبنان،وسبق غيره في استخدام الإنترنت، والهاتف الخلوي.لكنه عجز عن توظيف هذه التكنولوجيا لخدمة قضاياه المجتمعية ولم يستطع احداث التغيير حتى على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.

من جهته اكد بدر زماعرة، ممثل مؤسسة شارك الشبابية أان الشباب الفلسطيني على الرغم من كونه اكثر شباب العالم تسيسا وتاطيرا للاحزاب السياسة الا ان خيبة امل تصل الى درجة الخوف من التعامل مع هذه الاحزاب تنتاب القطاع الشبابي نظرا لحالة التشظي الداخلي والرؤى الفصائلية الضيقة.

من جهته انتقد رامي مهداوي التحكم الأبوي بأمور الشباب، مشيرا الى ضرورة خلق مشاريع ريادية للشباب،وتطوير مفهوم الحريات لدى المجتمع، موضحا أهمية الإعلام الإلكتروني للشباب واعتبره بمثابة البيت الحزبي الذي يأوي إليه الشاب،ودعا مهداوي لتجاوز خطورة المرحلة الى إتاحة الفرصة للشباب للتعبير وعدم فرض الرقابة،وتوسيع مساحة الحوار، وإتاحة الفرص لخلق مساحة إعلامية يتم من خلالها بحث قضايا الشباب.

وطرح عزام أبو بكر في مداخله له عدة اقتراحات كسبيل لإنقاذ مستقبل الشباب الفلسطيني تمثلت في توسيع مجال التوظيف،وتعبئة كافة خانات الوظائف الشاغرة في كافة المؤسسات الحكومية واتباع المقاييس العالمية في توظيف الراغبين في الالتحاق بالأجهزة الأمنية،وانتقاء حملة الشهادات العلمية،والتراجع عن رفع سن التقاعد،ومنح التقاعد المبكر للراغبين فيه،والسماح بشراء سنوات الخدمة لإفساح المجال أمام الشباب العاطلين عن العمل للالتحاق بسوق العمل،ومكافحة الفساد الذي يطيل عمر الاحتلال على حد تعبيره .

ودعت ناريمان عواد رئيس وحدة النوع الاجتماعي في وزارة الإعلام،إلى عدم تغييب هذه الفئة الفاعلة في المجتمع،والاعتراف بحقوقهم،في ظل غياب برامج التعبئة والتثقيف والبناء في الأطر الحزبية،ونبهت عواد الى ضرورة التنسيق بين الأطر والمؤسسات الشبابية حول المبادرات وبرامج العمل والفعاليات،وقدمت العديد من التساؤلات حول غياب تدافع للاجيال الشابة في الهيئات القيادية العليا وحول المبادرات الوطنية المطلوبة للنهوض بقطاع الشباب على كافة المستويات السياسية منها والاقتصادية والثقافية،وحول كيفية الاستفادة من الطاقات الشبابية في ادارة المؤسسات خاصة الاعلامية منها وما دور الاعلام في تنمية القضايا الشبابية.

جدير بالذكر ان الشباب في المجتمع الفلسطيني هم القوة الدافعة، وصمام الامان والمعول عليهم في بناء المجتمع وقيادته لاستكمال مرحلة التحرر الوطني واقامة دولتنا المستقلة، لكونهم يشكلون ما نسبته 40.8% من المجتمع الفلسطيني وتصل الى ما يقارب مليون ومائة وسته وسبعين الف شاب وشابة تراوحت اعمارهم ( 15_ 29 ) سنة من اجمالي سكان الاراضي الفلسطينية البالغ عددهم،حسب تقديرات الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني في منتصف عام 2010 ( 4.0 مليون نسمة).

ودار خلال الندوة نقاش موسع ومداخلات عده من جانب المشاركين تركزت حول اهمية ايلاء الشباب لدورهم وبحث سبل الخروج من حالة التراخي التي يعيشها الشباب الفلسطيني،وحثت جميع المؤسسات الرسمية منها وغير الرسمية على ضرورة اعادة النظر في سياساتها وبرامجها لتتلائم مع قطاعات الشباب وتمكينهم من الاضطلاع بدورهم الريادي، على الرغم من تباين واختلاف الآراء حول مقدرة الشباب على احداث التغيير في الفترة الراهنة بعد انشغاله في همومه المعيشية ومواكبة العصر تكنلوجيا، ومواجة تفاقم الازمات والصعوبات التي يتعرض لها هذا القطاع الهام من المجتمع،تخللها انتقاد حاد لظهور عدم التجانس والانسجام والتوحد والتنسيق بين كافة المبادرات الشبابية المتعددة باستخدام الادوات التكنولوجية الحديثة والساعية لدفع الشارع الفلسطيني للتحرك الامر الذي اربك فئة الشباب واختلفت الاراء والنوايا حول اهداف ومضمون هذه المبادرات واساليب عملها دون وجود تنسيق وتخطيط لهذه المبادرات.