وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

100 الف LIKE - اسرائيل تخرج عن صمتها وتستنفر تحسبا من فيس بوك فلسطين

نشر بتاريخ: 10/03/2011 ( آخر تحديث: 11/03/2011 الساعة: 12:18 )
القدس- تقرير حصري لوكالة معا- اعربت مصادر اسرائيلية عن قلقها البالغ تجاه دعوات شبان فلسطينيون من مختلف المناطق الجغرافية لانتفاضة جديدة لا سيما ضد الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية.

وقالت مواقع عبرية صباح اليوم الخميس، إن اسرائيل قلقة من ان 40 الف شاب وعلى الفور وضعوا اشارة like على دعوة انتفاضة ثالثة.

وتوقعت مصادر اسرائيلية ان تنضم قنوات فضائية عربية مثل الجزيرة لحملة مئات الاف المشجعين خلال ايام، واكثر ما اقلق اسرائيل انه وخلال ساعات اولى من الحملة وقع 40 الف يشجعون الامر ومئات الاف خلال ايام للدخول في يوم الغضب وبتشجيع من قناة الجزيرة، كما قالوا.

وفي هذا الاطار اعلن جيش الاحتلال الاستنفار لمواجهة تظاهرات غاضبة غير عنيفة في الايام المقبلة واحتمالية ان تتدهور الامور الى مواجهات عنيفة ومباشرة رغم ان السلطة الفلسطينية لا ترغب ولا تشجع ذلك الان وينشغل قادتها في حصد تأييد عالمي لاعلان الدولة من الامم المتحدة، حيث يرى ابو مازن ان الدخول في انتفاضة من اي نوع الان سيؤدي الى تقويض الاعتراف الدولي والغربي بدولة فلسطين المزمعة في سبتمبر القادم.

اما فيما يتعلق بحركة 15 آذار هي فقد تأكد لوكالة معا انها مجموعة من الشباب المستقلين من خريجي الجامعات الذين التحقوا بطوابير البطالة وأحيانا كثيرة لا تجد درهما واحدا في جيوبهم كما ان جوالاتهم من دون رصيد وهم يشعرون ان الوضع الحالي والانقسام قد أفقد شباب فلسطين قيمتهم وحضورهم الاجتماعي ولا يملكون سوى أن يقضوا لياليهم خلف أجهزة الكمبيوتر ونهارهم في النوم هكذا يمضون وقتهم بدن أمل أو حلم أو هدف أو مستقبل.

لكن رياح الثورة في المنطقة العربية والتطورات فيها بثّت أملا جديدا لديهم بأنهم قادرون على تغير حياتهم للأفضل ويعتبرون أن الانقسام وسيطرة حماس على قطاع غزة كان السبب بحصارها وانعدام فرص العمل فيها في حين وفرت حماس دخل ثابت لعناصرها والسلطة توفر أيضا لجماعتها وتبقى الأجيال الجديدة بدون أي فرص عمل مع تدمير الاقتصاد بفعل الحصار.

وعلمت "معا" ان جماعة 15 اذار "جريئون " إلى أبعد الحدود وحين حاول جهاز الأمن المقال في حماس إخافتهم استدعى بعضهم طرحوا قضيتهم أبلغوه من ناحية أنهم ليسوا ضد حماس بل ضد الانقسام وأبلغوه أيضا استعدادهم للموت والتضحية من أجل أن يعيشوا حياة كريمة فحياتهم تساوي العدم وبالتالي ليس لديهم ما يخسرونه وقد حاولت حماس أن تطلب منهم التوقيع على تعهدات لكنهم رفضوا بشدة وأبلغوا حماس بأنهم نسّقوا حركتهم بالتزامن مع الضفة الغربية وفلسطيني 48 ولبنان وسوريا والأردن وجاليات فلسطينية كثيرة وقفة موحدة من أجل الانقسام.

وبعض قادة السلطة في الضفة الغربية قلقون من هذا التوجه ويطالبون بمنعه باي شكل وكذلك الدكتور محمود الزهار من حماس قال لصحيفة القدس العربي بأن هؤلاء يريدون زعزعة الأمن في غزة ولكن بعد أن أيقنت حماس أن الحركة لا يمكن تطويقها بالاعتقال وأنهم أمام نوع جديد من الشباب الذين كسروا حاجز الخوف بدأت بأسلوب الاحتواء فالتقاهم غازي حمد وأحمد يوسف ويحيى موسى وقالوا لهم بأن هدفهم نبيل ومن الأفضل أن يرفعوا شعارات الوحدة الوطنية.

وفي الضفة الغربية، اعرب وزير الاتصالات د. مشهور ابو دقة انه لا يمكن لاي سلطة في العالم اغلاق سماء الانترنت وردا على سؤال اذا تفكر السلطة ان تقطع الانترنت مثل مصر وتونس ، اجاب ابو دقة : ان اي وزير يفكر في ذلك يكون غبيا !.

والسيناريوهات الان امام فتح وحماس هي ان تقوم الحركتان بركب الموجة والادعاء انها من صنيع ايديهم ، لكن الحقيقة التي يعرفها الجميع ان هؤلاء الشباب لا ينتمون للفصائل، لذلك هم أكثر جرأة لا يحسبون حسابات للمصالح.

وتبدو فكرتهم بسيطة فقد فكّروا أن يقيموا خيمة احتجاج أسبوع في كل منطقة ضد الانقسام ولكن سقوط مبارك طور الفكرة زاد ثقتهم بأنفسهم وقوتهم وبعد سقوط الورقة المصرية فكروا باستدعاء ممكنات القوة لديهم فكانت حركة 15 آذار للخروج من هذه المأساة المتمثلة في الانقسام.

وعلمت "معا" من مصادر مؤكدة ان كثير من البيانات التي توزع على الشبكة العنكبوتية وتحمل اسم 15 اذار هي مزورة ولا تصدر عنهم، وان هناك قيادات فلسطينية وقادة من فئة نجوم تلفزيون يحاولون ركوب الموجة والادعاء ان هذه المجموعات تتبع لهم وانهم يغّونها بالمال الا ان الحقيقة انهم رفضوا اي دعم مالي من اي جهة واكّدوا لمعا انهم لا يريدون اجراء لقاءات صحافية الان حفاظا على سرّية عملهم وان البيانات التي تصدر باسمهم مدسوسة من جهات وقادة في الداخل والخارج يحاولون ركوب الموجة.

والشباب في منتصف العشرينات، أكبرهم سنّا 26 عاما ويصفون حياتهم بالبؤس والفقر ومعظمهم يهروبون من الدائنين ولديهم طموح قوي بالزواج وتكوين اسرة لكنهم لا يستطيعون ولا يصلهم اموال الدعم لغزة التي يسمعون عنها عبر شاشات التلفزيون، فاموال حماس تذهب لاتباعها واموال السلطة لاتباعها، بل ان ابسط طموحاتهم الحصول على وظيفة تمكنهم من شرب فنجان قهوة في مكان عام.

وهم يلتقون يوميا في مكان اسمه جالاري في مدينة غزة وكان في الاصل للمقاولين ( وهو مكان يستخدمه المقاولون، وبعد تعطل عمل المقاولات بفعل الحصار استؤجر كمكان عام واستقطب فئة الشباب والمثقفين والفنانين ) وأكثر من مرة تعرّض المشرف على المكان للاعتقال والاستدعاء حيث أبدت السلطات انزعاجها من هذا التفاعل ومن الواضح أن السلطات كان لديعا بعد نظر او "معها حق" فهذا المكان يعلن الان ولادة أول حركة احتجاج ضدها يقول الشباب أنهم سيغيرون اسمه إلى "جالاري التحرير" بعد نجاحهم هم واثقون جدا من النجاح ولا يخافون من شيء فهم لا يزالون فقراء ويرفضون كل عروض المساعدة المالية حتى لا يشتريهم أحد.

وبحسب سيناريو 15 اذار فانه وفي اليوم الأول سيعتصمون أمام مقر التشريعي في باحة الجندي المجهول بمدينة غزة وفي المساء سينتقلون إلى ساحة الكتيبة للتخييم وهي الساحة الأكبر في المدينة التي أقيم فيها الاحتفال الكبير بذكرى ياسر عرفات، حيث وقعت اشتباكات حينها وقتل 12 متظاهرا قبل 4 سنوات.

وسيظل المتظاهرون معتصمين من ليلة السادس عشر من آذار أي مساء الخامس عشر حتى تعلن الأطراف المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وتحديد موعد الانتخابات ... فهل يجرؤ اي فصيل على محاربة هؤلاء او اتهامهم بانهم مرتزقة ؟؟؟؟