وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أبو حبيب يدخل السجل الدولي بتسجيله هدفاً ولا أروع في المرمى التايلندي

نشر بتاريخ: 10/03/2011 ( آخر تحديث: 10/03/2011 الساعة: 21:34 )
نابلس - معا - وليد خرمة - للمرة الأولى منذ 77 عاماً، تبتسم الظروف لكرة القدم الفلسطينية – رغم أن الكرة نفسها لم تبتسم – حيث تشرف المنتخب الوطني الفلسطيني الأولمبي باستضافة أول مباراة على أرضه المقدسة وبين جمهوره الوفي أمام المنتخب التايلندي , وسط مشاعر مختلطة من أكثر من 16 ألف متفرج حضروا المباراة , وملايين الفلسطينيين الذين تابعوا بشغف هذا اللقاء التاريخي "الأكثر من رياضي" خلف شاشة تلفزيون فلسطين المميزة .

الرياح لم تأتي بما اشتهت سفن الرياضة الفلسطينية , حيث حرمت ركلات الحظ الترجيحية , أبطال منتخبنا الأولمبي من رسم صورة الفرحة كاملة على قسمات الوجوه الفلسطينية , التي لطالما انتظرت هذه اللحظة الرياضية التاريخية , فبعد فوز أبناء بانكوك ذهاباً على أرضهم بهدف نظيف , رد الأبيض الفلسطيني بهدف مماثل ليحتكم الفريقان لركلات الحظ التي ابتسمت للضيوف.

لقد ألهب النجم المبدع وهداف جدعان بلاطة الذي تطلق عليه الجماهير لقب "ميسي فلسطين" مشاعر الجماهير المتعطشة التي يمنعها غزارة المطر والبرد القارص من الزحف إلى ستاد الشهيد فيصل الحسيني لمشاهدة هذا الحدث التاريخي ، ومن لم تسمح له الظروف من حضور المباراة في الاستاد جلس أمام شاشة التلفاز مشدود الأعصاب يترقب ويشاهد أحداثها ولسان حاله يقول يا رب يعملوها الأبطال هذا اليوم ويدخلوا البهجة والفرحة إلى عشاق الكرة الفلسطينية ، وأنا أتحدث عن نفسي حيث كنت أشاهد المباراة وفي الدقائق الأخيرة من الشوط الأول خرجت من أمام التلفاز وإذا بصوت المذيع يصيح طرباً وشعرت بأن هناك هدفاً لفلسطين وحينها توقعت أن النجم عبد الحميد أبو حبيب هو محرز الهدف ولما قمت مسرعاً باتجاه التلفاز وإذا أبو حبيب ملقى أرضاً وزملاءه يقبلونه حتى وقف منتصباً كما عهدناه ليتقدم باتجاه الجماهير المحتشدة ليقدم لها التحية المعهودة منه في كل مرة يحرز فيها هدفاً .

لقد بكت الجماهير وسالت دموعها لقد فقد المعلق الكبير "علي أبو كباش" مشاعره وصاح بأعلى صوته "... عبد الحميد جول ... جول ... جول ... الله عليك وتحية مني إليك وبوسة على راسك من كل الجماهير وقبله على جبينك ... الله على هذا الهدف ... تبكيني وتسيل الدموع على جبيني ... الله عليك ... سلمت رجليك ... تسلم عينيك ... يسلم كل شي فيك ... يا ولد يا لعيب ..."

ولقد شاهدنا أبو حبيب يصنع الهجمات ويمرر الكرات بالمقاس لزملائه ولو كان خالد سليم موفقاً بالشكل المطلوب لترجم كرات أبو حبيب إلى أهداف. فهنيئاً لك يا فلسطين بهذا الانجاز وهنيئاً بوجود أبو حبيب بين صفوف جدعاننا ، وما أحلى السيمفونية التي يرددها عشاق الجدعان في كل مرة يهز بها أبو حبيب شباك الخصم "بيب بيب بيب بنحبك يا أبو حبيب" .

لقد كانت المفاجئة التي قام بها المدير الفني للمنتخب الكابتن "مختار التليلي" ووقف كل من شاهد المباراة أو تابعها مندهشاً عندما قام بتبديل أبو حبيب رغم أنه كان مصدر معظم الهجمات الخطرة والتمريرات القاتلة التي كان يمررها لزملاءه بدون تأخير بعيداً عن الأنانية المفرطة ومعظمها لو توفق اللاعبون الذين وصلتهم كراته لكانت أهدافاً محققة ، كما أن عبد الحميد مسدد ركلات جزاء من الطراز الأول فلو بقي في الملعب لما احتار المدرب في اختيار من يسدد ركلات الترجيح ويا ليته قرأ المباراة جيداً وأدرك بأن التوقعات ستؤول إلى ركلات الترجيح وأنه بحاجة لوجود لاعبين متمكنين وأصحاب خبرة في الدقائق الحرجة من المباراة .

أبو حبيب : أنا سعيد بتسجيل أول هدف لفلسطين في مباراة بيتية ... ويا فرحة ما تمت
قال النجم عبد الحميد أبو حبيب لاعب المنتخب الأولمبي الفلسطيني إن المنتخب كان يستحق الفوز في لقاء تايلاند بعد العرض القوي الذي قدمه خلال المباراة، مؤكداً أن سوء الحظ لازم اللاعبين في إضاعة الفرص العديدة .

وأضاف أبو حبيب أن ما كان ينقصنا هو اللعب الجماعي خلال المباراة، موضحاً أن الأداء الفردي كان يغلب على أداء بعض اللاعبين .

أوضح أبو حبيب أن اللاعبين قدموا كل ما بوسعهم من أجل إسعاد الجماهير الغفيرة التي زحفت خلف المنتخب، مقدماً اعتذاره لهم بخسارة المنتخب .

وأعرب أبو حبيب عن سعادته الكبيرة بإحرازه أول هدف لمنتخب فلسطين في لقاء رسمي يقام على الملاعب الفلسطينية... قائلاً " يا فرحة ما تمت".