وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل تتبادل الدولتان "الشقيقتان" في غزة ورام الله السفراء؟!!

نشر بتاريخ: 11/03/2011 ( آخر تحديث: 12/03/2011 الساعة: 10:57 )
بيت لحم - تقرير خاص معا - " لم يبق سوى تبادل السفراء بين الدولتين الشقيقتين في رام الله وغزة" بهذه الكلمات عبر السبعينيى ابو محمد وهو يلف سيجارته "الهيشي" قبل ان ينفث دخانها غضبا من استمرار واستمراء حالة الانقسام لدى حكومتي الضفة والقطاع.

فالشواهد على الارض وفي تصريحات الاشقاء تنبيء بشكل لا جدال فيه ان لا عودة الى ما قبل الانقسام , تتبدى ملامحها في السعي لتشكيل حكومة جديدة في الضفة , واخرى انجزت في غزة ,اضافة الى مبادرة د.سلام فياض وان حرصت المبادرة على ضم الجانبين في حكومة واحدة رفضتها حماس التي ردت بمبادرة مضادة لم تات بجديد سوى انها تدعو الى تشكيل قيادة موحدة لتسيير اعمال" حالة الانقسام" عوض "حال الاتحاد" كما يطلق عليه في الولايات المتحدة.

ولعل اكثر ما لفت الانتباه تصريحات اطلقها اليوم احد وزراء حكومة حماس, عبر فيها عن" الرغبة في مد جسور التعاون مع وزارات الضفة الغربية ".

وفي ظل هذا المشهد السوريالي , فهل سنصل الى وضع يعلن كل طرف عن رغبته في تبادل سفراء , بين غزة والضفة ؟

ضراغمة: لا عودة الى ما قبل الانقسام

ورأى عضو المجلس التشريعي عن كتلة الاصلاح والتغيير، د.ايمن دراغمة ان عوامل استمرار الانقسام والتي في غالبها عوامل خارجية مازالت قائمة ، موضحا ان تشكيل الحكومة في الضفة واخرى في غزة ياتي من باب ادارة امور المواطنين خاصة ان هذا الامر وارد في الفقه الاسلامي.

واقر بان تشكيل الحكومتين في الضفة وغزة يساهم في تكريس الامر الواقع وتعزيز الانقسام الداخلي بل يعزز الانفصال مع ابقاء خيوط تنسيقية،.

وردا على سؤال حول وجود مصالح للطرفين باستمرار الانقسام قال ضراغمة " المصالح الشخصية لا يمكن السماح لها بان تسود ، لكن المشكلة واضحة بانها باتت اكبر من الطرفين باعتبار وجود اشتراطات وتدخلات خارجية وعدم استفادة الغرب بما فيهم الولايات المتحدة من التحركات الشعبية العارمة في الدول العربية من اجل تغيير سياساتها تجاه القضية الفلسطينية".

وتابع: " الفيتو الاميركي اكبر دليل على ذلك".

وبخصوص نشوء كيانين منفصلين واحد في الضفة واخر في غزة بحيث لم يتبق سوى اختيار علم جديد للكيان في غزة قال ضراغمة" من الواضح ان الانقسام بات واقعا ولا يمكن العودة للوضع السابق باي حال من الاحوال"، مؤكدا ان المبادرات التي طرحت مؤخرا لم يمكن التعامل معها بعد نشرها في الاعلام خارج اطار القنوات الرسمية ما يعني ان اطلاق هذه المبادرات لم تكن جدية باعتبار انه لا يجوز نشرها في الاعلام قبل ان تاخذ مداها الطبيعي.

فتح: حماس والدول التي تدعهما تستفيد من بقاء الانقسام

اما حركة فتح وعلى لسان عضو اللجنة المركزية للحركة الدكتور جمال محيسن فقد اعتبر ان المستفيد من بقاء حالة الانقسام هي حركة حماس والدول التي تقف تدعمها .

وقال لوكالة معا ": فتح لا تستفيد من الانقسام ولكن حماس والدول التي تقف وتدعمها هي المستفيدة حتى تجد لها موطيء قدم في المنطقة لا سيما ايران خاصة وان المنطقة برمتها تتعرض للتقسيم من خلال ما يحدث داخلها.

واضاف محيسن ": لو حماس تملك قرارها لوقعت الورقة المصرية ولكنها تابعة لمصالح دول".

وتابع قائلا": حماس تراهن على ما حصل في مصر لكن رهانها سيكون خاسرا.

الجبهة الشعبية:لن نصل الى تبادل سفراء لان الغضب آت

القيادي في الجبهة الشعبية جميل مجدلاوي قال لغرفة تحرير معا": لن نصل لمرحلة تبادل سفراء لانني اكثر تفاؤلا بحركة الجماهير التي لن تكون اقل قدرة ولا كفاءة من جماهير المنطقة العربية.

واضاف": اطراف الانقسام يريدان استباق الحركة الجماهيرية وقطع الطريق عليها, وذلك بالحديث عن وزارات جديدة ولكن علينا ان نعط الشعب حقه في ان ينتفض وليس بالاحتكام لصندوق الاقتراع لان فتح وحماس اختطفتا كل شيء , بل الاحتكام الى الشارع هو الحل.

اما كيف يستفيد الطرفان من الانقسام؟ فقال القيادي في الشعبية":الاستفادة هي نفوذ متبادل يعطي اصحابه وهم معنوي, واستفادة مادية.

اما المحلل السياسي هاني المصري, فقال اذا استمر الانقسام فسوف نصل الى ابعد من تبادل سفراء بين غزة والضفة , بل سيكون هناك سلطات اضافية وانقسام في الضفة الغربية نفسها الى شمال وجنوب .

لكنه استدرك قائلا": هذا التوجه كله كان يدفع الى تلك المراحل قبل الثورات في الوطن العربي , لان الوضع العربي الان في نهوض والحالة الفلسطينية تتاثر بما يحصل وبالضرورة تسير نحو التغيير والنهوض.

واوضح ان انهاء الانقسام اصبح فضفاضا لان الوضع الفلسطيني اصبح بحاجة الى طريق جديد واستراتيجية تدافع عن الكل الفلسطيني في الخارج والداخل , وحتى لو اتفقت فتح وحماس على انهاء الانقسام , لان سياسة اقتسام السلطة سرعان ما سيندثر.

كما اشار المصري الى ان الطرفين فعلا يستفيدان من الابقاء على الانقسام, حيث يمثل لهم مناصب, وامتيازات, ومشاريع اقتصادية تذهب للطرفين, اقتسام مقدرات شعب , واضاف":في حال اصبحت سلطة واحدة بالطبع هذا النفوذ سيقل وعليه هم غير معنيين بانهاء الانقسام".

وزير الثقافة السابق ابراهيم ابراش قال لمعا "ان حماس غير مهيأة لإنهاء الانقسام".

ورأى ابراش أن تشكيل حماس للحكومة الجديدة يقطع الطريق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية.