وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هاردلك

نشر بتاريخ: 11/03/2011 ( آخر تحديث: 11/03/2011 الساعة: 22:43 )
بقلم: علي أبو كباش

ذلك اليوم التاريخي بعد سبع وسبعين سنة من الغياب ..منذ عام 1934 حينما لعب المنتخب الفلسطيني امام نظيره اليوناني وخسر في تصفيات كاس العالم التي جرت في ايطاليا ..وسبقها اولى المباريات التاريخية على هذه الارض في عام 1929 امام انجلترا في عهد الانتداب البريطاني وخسر المنتخب الاول لكرة القدم بهدف نظيف في القدس ..

حضر الجميع يهتفون فدائي فدائي ..بلادي بلادي ..اولمبي اولمبي..من يعتقد باننا خسرنا فهو ظن خاطيء البتة..ومن يقول انتصرنا فهذا قول فعلي حصل على الارض، كنا نتمنى الفوز في مباراة كرة القدم التي جرت على ملعب الشهيد فيصل الحسيني الذي اصبح الصرح الرياضي المعتمد .بمعنى ان فلسطين ستلعب مبارياتها هنا وليس في قطر او في الاردن كما كان في السابق..

فرحة لم تكتمل نعم ..فرطنا بفوز كان في متناول اليد من خلال الفرص الضائعة تباعا ..الفرصة تلو الاخرى، حتى وصلنا الى ركلات الترجيح وخسرنا امام تايلند..كل شيء كسبناه ما عدا الفوز ،فزنا في التنظيم وفي اثبات ان ملعب الشهيد فيصل الحسيني يعكس صورة رياضية حضارية بقيادة حكيمة جعلت العالم ينتبه لما يحصل في هذه البلد ،وما سيحصل بعد .

لا شك بان هناك العديد من الاخطاء الفنية التي ارتكتب اثناء المباراة بسبب التحفظ الدفاعي واللعب بحذر رغما عن طرد المدافع التايلندي ثاراثون ، ليست مشكلة كبيرة باننا خرجنا ،لقد ربحنا الكثير والاهم هو ان فلسطين ستلعب هنا ومن لا يقبل المجيء الى هنا سيخسر اداريا .

هذه وقفة من الفيفا والاتحاد الاسيوي لن تنسى ابدا في تاريخ الرياضة الفلسطينية .

مباراة للتاريخ وللذكرى لن تنسى ابدا ، ذلك الملعب كان يلتهب بمشاعر الجميع ..في المدرجات وفي المنصة الرئيسية التي تشرفت بوجود رئيس الاتحاد الاسيوي محمد بن همام واللواء جبريل الرجوب قائد المسيرة الرياضية والدكتور سلام فياض رئيس الوزراء وبقية الحضور الكريم ..

كم نحن سعداء بما حصل تماما.وكم حزنا حينما لم نتاهل ولكن هذه كرة القدم فاما ان تكسب او تخسر ،ولكن ما يهم الجميع هو المباراة بحد ذاتها وحدوثها على الارض الفلسطينية وفي القدس الطاهرة ..فالمباراة هذه بالمناسبة لم تتابع فقط من قبل الجماهير في المدرجات ، بل توبعت في كل بيت فلسطيني وفي دول عربية عزيزة .

لا ننسى ابدا الجهود الاعلامية الكبيرة التي قامت بنقل الحدث الرياضي الابرز ، من نقل تلفزيوني وتصوير محترف واخراج مميز للصورة بالجودة العالية من اجل انجاح الحدث بشكل متكامل ..وهذا بالفعل ما حصل على ارض الملعب لاول مرة .

في خلاصة الامر كان منتخبنا متسرعا ويريد التسجيل ...وتباعا لذلك اهدرت الفرص الكثيرة تحت زخات المطر المتفرقة التي كانت تتهاطل في ملعب فيصل الحسيني ،هذا عامل ايجابي بان تسارع للتسجيل ولكن الخبرة لم تكن حاضرة كما هي مطلوبة من لاعبي المنتخب الوطني كي يسجلون بدقة وتركيز ، الجمهور كان له اثره في نفوس اللاعبين ..في خلق الروح القتالية ولو كانت هذه المباراة خارج الديار فلن تكون بما حملته من حماس واثارة وندية ، فصوت الجماهير لم يهدأ منذ البداية وحتى النهاية حينما احتبست الانفاس مع ركلات الترجيح ..قبل ان تسيل الدموع .

عمل اكثر ودقة اكبر وجهدا اوفر سيجعل المنتخب الاولمبي هذا ليس فقط بهذه المهارة وبهذه العناصر الفتية بل سيكون له كلمته في مراحل قادمة ستسجل في تاريخ الكرة الفلسطينية التي كانت حاضرة في العشرينيات والثلاثينيات قبل أي منتخب عربي وهذه حقيقة غائبة بان فلسطين اول من لعبت في تصفيات كاس العالم 1934 ..