وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أين من يحمي طفولة سحر وايوب من الموت؟

نشر بتاريخ: 12/03/2011 ( آخر تحديث: 13/03/2011 الساعة: 09:18 )
بيت لحم- تقرير معا- لم تسعفهما الطفولة ليختبئا خلف ضحكاتهما، فاختبآ أمام حزن وألم وقهر ارتسم وتجسّد على وجه الشقيقين سحر 9 سنوات وايوب 7 سنوات من احدى قرى محافظة بيت لحم، اللذين حرما من والدتهما منذ 3 سنوات مستمرة بعد ان تركت منزل زوجها بسبب خلافات، ليبقى الطفلان عند الوالد، الذي سُجن لدى الشرطة عدة مرات بتهمة الاعتداء بالضرب على الاولاد.

كاميرا "معا" توجهت الى الطفلين اللذين يعيشان عند الجد بعد أن اعتقلت الشرطة والدهما اثر اعتداء جسيم على ابنته سحر بسلك كهربائي، لانها قالت لوالدها انها تريد طعاما، حتى وصلت في اليوم التالي للمدرسة واكتشفت المعلمة بعد ان رأت الاعياء والارهاق على الطفلة انها تعرضت للضرب المبرح من والدها، فاعتقلته الشرطة.

سحر وايوب، يتعرضان للضرب من قبل والدهما العاطل عن العمل بسبب مرضه النفسي وعصبيته كما قالت عائلته، كما وحاول عدة مرات الاعتداء على والده ووالدته دون اي سبب، لكن الحصة الاكبر ينالها ابناءه الذي يقطنون معه في بيت اختلف كثيرا عما نعرفه من البيوت، فراش على الارض وغرفة صغيرة تفتقد لكل اساليب الراحة وسبل الحياة والصحة، "اباريز" الكهرباء مكشوفة وجدران البيت متصدعة وبرد قارس وجوع يضرب ارجاء البيت وفقر يتحدث من داخله وألم وحزن مرسوم على وجوه الاطفال وهم ينظرون الى بيتهم الذي تركوه من عدة ايام وسكنوا في بيت جدهم القريب، الذي يحاول الجد المسن احمد مساعدتهم قدر المستطاع الا ان الحال اصعب كثيرا من الحديث عنها.

تحدث مراسل "معا" امجد ابو عرفة الى الجد الذي اوضح لنا بعض التفاصيل، ابنه وهو والد الاطفال، مريض وعصبي وكان يضرب ابناءه ويحاول ضرب امه وابوه "الجد" كما قال لنا عندما يشعر بعصبية ويتعب، اضافة الى انه لا يعمل، ويقول الجد ان ابناء الحلال يقدمون بعض المساعدة له ليربي ابناءه سحر وايوب، وهل ابناء الحلال سيساعدونهم مدى الحياة وكم سيساعدوهم؟؟؟..

واكد الجد احمد وهو يحتضن الاطفال بحرقة ارتسمت وتلونت بالقهر على وجه الذي انهكته السنوات، ان ابنه يضرب ابناءه دون اي سبب، فقد ضرب ابنه 7 سنوات وكسرت قدمه، قبل عدة اشهر فاعتقلته الشرطة 4 اشهر، ثم خرج من السجن وبعد 20 يوما تقريبا قام بضرب ابنته 9 سنوات ضربا مبرحا بسلك كهربائي لم يكن هناك داع ليقول لنا احد انه سلك فهو مرسوم على جسدها.

واكد الجد انه عندما يحاول منعه من الاعتداء على ابناءه، يزيد من ضربهم ويقول للوالده "الجد" :" ولادي وحر فيهم"، مؤكدا انه دخل السجن 3 مرات وهذه المرة الرابعة التي يعتدي عليهم ويدخل السجن بعد ذلك.

وقد قامت الشرطة بواجبها، وساعدت الاطفال ونقل ملفهم الى رئيس نيابة بيت لحم علاء التميمي الذي بدوره تابع القضية واعدا ان يتم متابعة موضوع الاطفال حتى يصلوا بر الامان، ويتم حمايتهم بواسطة القانون.

ثم انتقلت القضية الى وزارة الشؤون الاجتماعية التي ستساعدهم، لكن يبدو ان الحال لا ينتظر كثيرا ليبقى هؤلاء الاطفال يعيشون في بيت جدهم المسن الذي لا يعمل ويحاول استطاعته مساعدتهم، فلا بد من حل لحماية الاطفال.

فأين دور وزارة الشؤون الاجتماعية هنا، والى اين يستمر وما هي حدوده، واين نحن من الضمان الاجتماعي للاسر الفقيرة، فكم من طفل عليه ان يموت من الفقر والجوع والضرب... كم علينا ان ننتظر حتى نصل لقانون يحمي الطفولة من انعدام الطفولة وصعوبة الحياة، واين مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات رعاية الطفولة والامومة، فكم يجب الانتظار حتى يتم رعاية الاطفال؟.

سحر وايوب، نموذج حي للفقر الذي تعيشه عشرات بل مئات العائلات، نموذج لقتل الطفولة واعدام الفرحة، فيبدو ان علينا جميعا ان نتحرك لنحمي سحر وايوب وغيرهم من الاطفال الذين يواجهون صعوبات الحياة لكن هل من مستجيب؟.