وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المجلس الاعلى لليهود في المانيا ينتقد تصريحات فريدريش ضد الاسلام

نشر بتاريخ: 12/03/2011 ( آخر تحديث: 13/03/2011 الساعة: 09:21 )
القدس- معا- وكالات- وجه رئيس المجلس الأعلى لليهود في ألمانيا، ديتر جراومان، انتقادات لتصريحات وزير الداخلية الألماني الجديد هانز­بيتر فريدريش، التي قال فيها إن الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا من منظور تاريخي.

وقال جراومان في تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية المقرر صدورها غدا الأحد: "هذه الجدالات التاريخية الثقافية لن تفيدنا.. الإسلام يعتبر اليوم بالتأكيد جزءا مهما من ألمانيا".

وفي المقابل ذكر جراومان أنه من الصعب إثبات أن الإسلام صاغ ملامح ألمانيا في الماضي بنفس قوة المسيحية أو اليهودية.

يذكر أن فريدريش أثار جدلا واسعا في ألمانيا في أعقاب تصريحاته حول الإسلام، حيث قال خلال ظهوره الأول في منصب وزير الداخلية إن المسلمين الذين يعيشون في البلاد هم بالطبع جزء من البلاد ، وأضاف: "ولكن ما إذا كان الإسلام ينتمي لألمانيا فهذه مسألة ليس لها سند تاريخي".

ومن ناحية أخرى امتدح جراومان خطاب الرئيس الألماني كريستيان فولف، الذي ألقاه في 3 تشرين أول/أكتوبر الماضي بمناسبة مرور 20 عاما على توحيد شطري ألمانيا ، والذي قال فيه إن الإسلام جزء من ألمانيا.

وذكر جراومان أنه بالرغم من وجود الكثير من المتناقضات بين الأديان المختلفة، إلا أنه يتعين على الأقل العمل على التقارب بينها وتحقيق التعايش الودي بين أتباعها ، موضحا أن أعجب لذلك كثيرا بالإشارات الإيجابية التي بعث بها فولف في هذا الموضوع.

وفي سياق متصل رفض جراومان استغلال اليهود في الجدل حول الثقافة الرائدة في ألمانيا، وذلك من خلال وضع اليهود في موقف معارض للمسلمين.

ومن ناحية أخرى أعرب المجلس الأعلى للمسلمين في المانيا عن عدم رغبته في المشاركة في الجدل الدائر حول تصريحات وزير الداخلية فريدريش حول الإسلام، داعيا إلى إجراء حوار مع الوزير الجديد.

وقال رئيس المجلس أيمن مازيك في تصريحات لصحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتنوج" الألمانية الصادرة اليوم السبت: "يتعين الآن أن ننظر إلى الأمام".

وفي المقابل، يرى المجلس الأعلى للمسلمين أن هناك تأثيرات تاريخية للإسلام في التاريخ الفكري لأوروبا، إلا أن مازيك أوضح أنه ليس هناك مشكلة في أن يصل شخص إلى نتائج أخرى في التأمل التاريخي مادام أنه لا يتجاهل الحاضر، وقال: "المسلمون في الوقت الحاضر جماعة اجتماعية أساسية هنا".

يذكر أن وزير الداخلية فريدريش دعا إلى عقد مؤتمر الإسلام في 29 من الشهر الجاري، إلا أن المجلس الأعلى للمسلمين يرهن مشاركته في المؤتمر بدراسة فريدريش لمقترحات المجلس التي تسعى إلى تعزيز مشاركة المسلمين في مؤسسات المجتمع المدني بألمانيا ومكافحة معاداة الإسلام.

من ناحية أخرى، أعرب مازيك عن اعتقاده بأن التطورات السياسية التي تشهدها شمال أفريقيا، حاليا سيكون لها تأثير إيجابي على صورة الإسلام في ألمانيا ، موضحا أن تلك الفترة ستوضح أن الإسلام والديمقراطية يمكن ولابد أن يتوافقا سويا.