وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اصحاب المنازل المدمرة بين سندان وكالة الغوث ومطرقة المالكين

نشر بتاريخ: 13/03/2011 ( آخر تحديث: 13/03/2011 الساعة: 20:09 )
غزة- معا- يكفي تعذيب وتشريد ..ارحمونا، منذ 8 سنوات ونحن نعيش متنقلين بين البيوت المستأجرة وبين كراجات السيارات، أطفالنا كبروا بين الخيام التي لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، لا نريد أموالا ولا شعارات كل ما نطمح إليه هو بيت صغير", بهذه الكلمات عبرت المواطنة رويدا أبو شياب من مدينة رفح عن معاناتها المستمرة منذ 9 أعوم قضتها متنقلة بين المنازل المستأجرة بعد ان دمر الاحتلال منزل أسرتها وهجر أطفالها.

وتقول رويدا لـ "معا"، أنهم يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية بسبب تدمير منزلها من قبل قوات الاحتلال، ما اجبرها على التنقل من بيت لبيت تزداد معها معاناتها وماساتها.

وأوضحت رويدا التي كانت تشارك مع مئات المواطنين في وقفة احتجاجية أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بمدينة غزة اليوم، أنهم يعيشون بين نار وكالة الغوث التي تتجاهل مطالبهم في بناء منازل آمنه لهم ، وبين أصحاب البيوت الذين يستغلونهم يوم بعد يوم وسنة بعد أخرى، مشيرة إلى انها تقوم بدفع مبلغ 450 شيقل فقط كإيجار لغرفة واحدة الوكالة تصرف كل 7شهور مبلغ 200 دولار فقط .

واحتشد المئات من النساء والاطفال والرجال من أصحاب البيوت المدمرة، من مدينتي "خان يونس، رفح" جنوب قطاع غزة صباح اليوم الأحد، ضمن وقفة احتجاجية أمام مقرات وكالة الغوث للتنديد بما وصفوه "ممارسات وكالة الغوث تجاههم وتقاعسها الواضح عن تنفيذ وعودها بالشروع في بناء مساكن بديلة لمئات الأسر التي دمرت منازلها في الانتفاضة الثانية".

ورفع المشاركون في الاحتجاج اللافتات التي تطالب وكالة الغوث بسرعة انجاز المشاريع الخاصة بهم كالمشروع، "السعودي والياباني"، مرددين الشعارات التي تؤكد عزمهم على مواصلة احتجاجاتهم حتى تلبية مطالبهم العادلة، وقالوا "مش حنروح لو بنموت .. بدنا بيوت بدنا بيوت"، "كرت التموين يا حقير .. بيت وتقرير المصير".

وطالب سليم أبو زيد المتحدث باسم أصحاب البيوت المدمرة بخان ونس، وكالة الغوث الدولية إلى ضرورة ان تقف أمام مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية، وان تجند كل طاقاتها وعناصر القوة لديها من اجل فك الحصار عن قطاع غزة، والسماح بإدخال مواد البناء للبدء بتنفيذ المشاريع الخاصة بأصحاب البيوت المدمرة.

وقال أبو زيد"إن معاناة هؤلاء الأسر مستمرة منذ 10 سنوات، وهناك اسر ازدادت وتضاعفت، ولذلك فنحن نطالب وكالة الغوث لضرورة وجود ملحق لبناء مساكن للأسر المتمددة والتي زادات معاناتهم بسبب تباطؤ وكالة الغوت في تنفيذ المشاريع".

وأكد أبو زيد على أن جميع المطالب التي تنادي بها مئات الأسر التي دمرت منازلهم في مدينتي "خان يونس ورفح"، هي مطالب عادلة وشرعية، مؤكدا بانة لا يجوز لمن دمر منازلهم بان يأتي اليوم ويمنع دخول مواد البناء اللازمة لإعادة بناء تلك المساكن في "إشارة واضحة لقوات الاحتلال".

وقال ابو زيد بانيهم لمسوا "ان هناك وعودا حقيقية وجادة من اجل انهاء معاناتهم والشروع في إعادة أعمار البيوت التي دمرت، املآ ان ترى هذه الوعود النور في اقرب فرصة، لان المواطنين لم يعد بمقدورهم تحمل المزيد من المعاناة".

وقال المواطن يوسف الشاعر، من مدينة رفح انه يستأجر 4 شقق لعائلته وأبنائه وان راتبه على بالكامل لا يلبي اجار تلك الشقق التي تبلغ تكلفة الواحدة منها(250$) دولار، مما يفاقم من أعباء الحياة اليومية عليه، موضحاً أن الوكالة تستخدم أسلوب المماطلة في بناء منازلهم منذ 9 سنوات وانه لا احد يشعر بالمعاناة التي تحصل لهم.

وعبرت الطفلة احلام (9 سنوات) من مدينة رفح، عن حزنها الشديد لعدم توفر منزل لدى أسرتها بدل من التشرد في المنازل المستأجرة وأنها تفتقد الحياة الجميلة في المنازل المستأجرة وأنها لا تشعر بالراحة كباقي أطفال العالم، داعية المجتمع الدولي التدخل لمساعدتها في بناء منزل عائلتها المدمر من الجيش الإسرائيلي قبل 9 سنوات.

من جانبه طالب طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، وكالة الغوث لضرورة الاستجابة لصرخات اصحاب المنازل المدمرة والعمل على ادخال مواد البناء من اجل تنفيذ المشاريع الدولية لبناء المنازل المدمرة وخاصة المشروع السعودي والياباني، مناشداً المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل من اجل رفع الحصار وادخال مواد البناء لكي يتم اعادة الأعمار بأسرع وقت.