وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

إلى متى يا أصحاب القرار الرياضي...؟؟! *بقلم: جواد غنام

نشر بتاريخ: 13/03/2011 ( آخر تحديث: 13/03/2011 الساعة: 18:58 )
عندما امسك بقلمي لأكتب ما يدور في نفسي أقول : لا أريد الإطالة لان خير الكلام ما قل ودل ، لكن الموقف يحتم أن اكتب، بل واصرخ ، عل وعسى أجد من يقف لحظة ويستمع ، لكن كلامي اليوم هو للمسؤول الرياضي الذي طال غيابه ، أو أطال هو غيبته عن أسرة كرة اليد بالتحديد ، ففي جعبتي ما أضعه بين يديك عزيزي المسؤول الرياضي ، من أسى وحسرة على واقع صنعته الأنانية والجغرافيا، وغذته وأنعشته المصلحة الخاصة حتى كبر وأصبح واقعا دميما متوحشا ، تمسك بزمامه وتوجهه سياسة الانقسام والتفرد وعدم المهنية ، وللأسف نجد جمهور المصفقين لهذا الوضع كثر والمنتفعون قلة .

سيدي المسؤول الرياضي : لا أتجنى على احد ولا أتجاوز حدود المسؤولية والضمير عندما أقول أن اتحاد كرة اليد الفلسطيني ولد دميما مشوها بفعل فاعل ، ولا أتجنى على احد عندما أقول أن رئيس اتحاد اليد المركزي المعيّن – واضع ألف خط تحت كلمة معين – قد أجاد في تلميع نفسه لدرجة انه نسي أو تناسى أن هناك جزء آخر لفلسطين غير الذي يرتع فيه ، حيث أجاد في تنشينه عندما سدد طعنة الفراق والتفرد ، مجسدا سياسة ليست بمنأى عن الواقع المغلوط الذي نعيش، فجسد سياسة الانقسام والقطيعة بقرارات وتصرفات عنوانها إقصاء الآخر بكل معنى لهذه الكلمة، فالشواهد كثيرة وعديدة ، بدءاً من تنصيب نفسه على عرش اليد المركزي دون اتفاق أو وفاق مع أهله – إن جاز تعبير الأهل - في الرئة الأخرى كما درجت العادة أو القانون والنظام، مرورا بمشاركاته الدونكيشوتية الخارجية سواء الخاصة له أو لرعيته ومن يدور بفلكه ،وإصراره على الظهور بمظهر المنقذ الأوحد ، ولكن لحساب طرف على الآخر ، وصولا إلى المحطة الأخيرة في مكة المكرمة والمشاركة التي أزكمت الأنوف حيث كانت ترسيخا لسياسة الإقصاء وتجاهل الآخر وللقضية أمور لا مجال لها هنا .

وهنا سأسمح لتفكيري بتجاوز الموقف الراهن والعودة قليلا للوراء ، لعلي أجد قبسا من حقيقة ، أو جزءا من حقيقة مشوهة فرضت على أسرة كرة اليد منذ فترة ليست بقصيرة ، فالمتابع لكرة اليد الفلسطينية يعلم أن التراجع المخيف في هذه اللعبة قد بدأ مباشرة بعد رحيل مؤسسها ورئيس اتحادها المرحوم عبد العظيم أبو رجب ، حيث بدأت حمى الكرسي وهو على فراش الموت ، وقد كنت مكلفا من المرحوم آنذاك بمحاولة لم الشمل والمحافظة على وحدة أسرة كرة اليد لكن للأسف صعقت يومها من رد احد المتنفذين في أسرة اليد اليوم حينما أجابني بالحرف الواحد : اصبر حتى نرى ماذا سيحصل مع الرجل ، وكأني به يقول اصبر حتى يموت لنكشف عما في داخلنا ، ومات الرجل وحسرة تلك الكلمات تعتصره ألماً اشد من السرطان الذي عانى منه ، ومنذ تلك اللحظة وأمواج المصلحة الخاصة والأنانية والجهوية تتقاذف كرة اليد على غير هدى دون أن تجد اليد البيضاء لتنتشلها من وحل تيهها ، حيث بقيت كرة اليد وأسرة كرة اليد في مهب الريح تتقاذفها أمواج الفرقة والقطيعة ثم جاءت المصيبة الأكبر متمثلة بأمواج الانقسام التي فعلت أفعالها ، فركب موجها من ركب وغرق تحتها من غرق ، وليظهر من بعيد ومن اللاعنوان كرسي الاتحاد يمتطيه تيسير عبد الجواد ، دون أن تعلم أسرة الاتحاد من شد له الرّكاب ومن أسرج له السرج ، أو من نصّبه حاميا للحمى ، وللأسف ليخرج بقراره القرآني الأول وان كان قد طبقه بالفعل لا بالتصريح وهو ( لكم دينكم ولي دين ) ، وللأسف كل ذلك يحصل ورجال الحل والربط صامتون أو يتفرجون ، أو لهم في الذي يحصل مآرب أو ربما لا يعلمون ، فالاولمبية تنصلت من تعيين الرئيس المركزي ، ثم تنصلت من علمها بمشاركاته الخارجية الانقسامية ، ثم صمت آذانها عن مناشدات وصرخات أسرة اليد في المحافظات الشمالية، ولتبقى لدى أسرة كرة اليد عبارة واحدة وكفى وهي : وماذا بعد يا أصحاب القرار الرياضي .. ؟!

*رئيس لجنة مسابقات اليد