وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مخاوف شبابية من اختطاف الاحزاب والفصائل لمبادرتهم بانهاء الانقسام

نشر بتاريخ: 13/03/2011 ( آخر تحديث: 14/03/2011 الساعة: 08:47 )
رام الله – معا-" الشباب المصري بدأ تحركاته بمطالب صغيرة تحولت مع مرور الوقت الى مطالب كبيرة، ونحن قررنا البدء بالعكس من خلال رفع مطالب كبيرة من بداية التحرك"، هكذا يؤكد الشبان العشرة الذين بادروا بالإعلان الليلة عن إضرابهم عن الطعام والاعتصام على احد جنبات دوار المنارة وسط رام الله، مؤكدين ان الإضراب عن الطعام سوف يستمر حتى حلول موعد الخامس عشر من هذا الشهر المتوقع ان يشهد أوسع تحرك شعبي لانهاء الانقسام.

مستوى النقاش الدائر بين هؤلاء الشبان "العشرة" المشاركون في الاعتصام والإضراب عن الطعام والذين كانت ارجلهم تهتز من "البرد "، يرتقي إلى مستوى الخطاب السياسي الرسمي سواء كان في مؤسسات السلطة الوطنية او الأحزاب والفصائل، حيث سقف هؤلاء الشبان مطلبهم بانهاء الانقسام واجراء الانتخابات للمجلس الوطني رغم اقرارهم بان تحقيق المطلبين قد يكون من الصعب تحقيقهما لكنهم يؤكدون ان تنظيم هذه الاعتصام والإعلان عن الإضراب جاء كخطوة استباقية لموعد الـ (15) تحسبا من اختطاف الاحزاب والفصائل خاصة المشاركة في الانقسام لهذا التحرك الشعبي المقرر ان يبدأ الثلاثاء المقبل.

ويفسر الشاب حازم ابو هلال( 27 )عاما حصر مطالب الشبان بانهاء الانقسام واجراء الانتخابات للمجلس الوطني بالقول" ان اجراء الانتخابات للمجلس الوطني هو خطوة بالغة الاهمية لترتيب اوضاع المنظمة وتمثل فرصة لمحاصرة صراع حركتي فتح وحماس في التنافس على الهيئات التمثيلية للشعب الفلسطيني وليس على المؤسسات المسؤولة عن ادارة اوضاع الشعب الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة والقدس المحتلة"، موضحا ان اجراء الانتخابات للمجلس الوطني تمثل خطوة بالغة الاهمية ولا بد من انجازها.

وبخصوص انهاء الانقسام وحول قدرة التحرك الشبابي على تحقيق هذا الهدف بعد فشل كل الجهود قال ابو هلال" نحن واثقون بقدرة الشباب على المبادرة والضغط رغم اننا ندرك ان تحقيق هذا المطالب قد يحتاج لضغوط شعبية اكبر من الاعتصام والاضراب عن الطعام".

واضاف " العملية بحاجة لمراكمة انجازات وتحركات والشباب قلق من محاولة اختطاف هذا التحرك خاصة من حركتي حماس وفتح "، في اشارة منه الى تبني قيادات حماس وفتح لمطلب انهاء الانقسام وتصرفاتهم وكأن الشعب هو المسؤول عن استمرار الانقسام.

وتابع " المبادرة بهذه المطالب جاءت من الشباب وهناك جماعات وفصائل واحزاب تحاول ركوب الموجة في حين ان البعض الاخر يحاول المس بصدقية هذا التحرك الشبابي".

ويؤكد الشاب حسن كراجة احد المشاركين في هذا الاعتصام، ان الايمان بالفكرة هي اقوى سلاح يجب الحفاظ عليه وحمايته ، مشيرا الى تمسك الشباب بتحقيق هذه المطالب ورفض أية محاولات للمس بهذا التوجه التي يعبر عن جميع فئات الشعب.

وقال مخاطبا بقية الشبان المشاركين في الاضراب والاعتصام" من يؤمن بفكرة فعليه ان يكون جديا وقادرا على حمايتها والدفاع عنها".

ولم تمنع شدة البرد التي شهدتها مدينة رام الله والبيرة الليلةن الشبان من مواصلة اعتصامهم، الامر الذي دفع شخصيات وطنية وحقوقية وسياسية التضامن مع هؤلاء الشبان ومحاولة مساعدتهم في الحصول على اغطية تحميهم من البرد القارس خاصة ان درجة الحرارة في ليل رام الله وصلت الى 4 درجات.

مفوض عام الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، د.ممدوح العكر، كان من بين الشخصيات التي عبرت عن تضامنها مع هؤلاء الشبان وقال وهو يراقب باعجاب حركاتهم بعد اعلانهم بدء اضرابهم عن الطعام والاعتصام.

مشهد هؤلاء الشبان العشرة الذين وقفوا وهم يرفعون لافتات عديدة كتب عليها شعارات مثل " بدنا مجلس وطني وبدنا سيادة الشعب "،" نعلن الاضراب حتى انهاء الانقسام"، انا ملتزم بالاضراب عن الطعام فماذا تقول انت"، وفر فرصة للعكر كي يعود بذاكرتة الى ما قبل 21 عاما ماضية حينما قرر تنفيذ الاضراب عن الاضراب هو ومجموعة من القيادات الفلسطينية احتجاجا على ارتكاب جنود الاحتلال مجزرة بحق 13 عاملا فلسطينيا في مستوطنة ريشون ليتسيون عام 1990.

وقال" الاضراب عن الطعام يعتبر من الوسائل الناجعة في التعبير عن الرأى والتاثير على مواقف الاخرين"، مشيرا الى تجربته في المشاركة في الاضراب عن الطعام لمدة 13 يوما امام مقر الصليب الاحمر في القدس المحتلة عام 1990 بعد التنسيق مع القيادي الراحل فيصل الحسيني وذلك احتجاجا على مجزرة رايشون ليتسيون التي ذهب ضحيتها 13 عاملا فلسطينيا.

واضاف" عندما شاهدت هؤلاء الشبان يعلنون الاضراب عن الطعام تذكرت نفسي قبل 21 عاما عندما نظمنا هذا الاضراب"، مؤكدا ان هذا النهج يعد من الوسائل السلمية في التعبير عن المواقف السياسية.

وقال " واصلنا الاضراب عن الطعام لمدة 13 يوما ولكن ما خرب علينا حينها هو تنفيذ عملية عسكرية قادتها مجموعة مسلحة تابعة لابو العباس واقعت خسائر بشرية في الإسرائيليين"، لكنه عاد ليؤكد على نجاعة هذه السلوك الحضاري في التعبير.

وانشغل العكر واحد قادة العمل الوطني ،عمر عساف، في محاولة تدبر اوضاع هؤلاء الشبان من خلال اجراء اتصالات هاتفية لتزويد بالاغطية وتخصيص سيارة اسعاف تقف الى جانبهم خاصة مع اشتداد البرد سيما ان الشبان قرروا الاعتصام طيلة ساعات الليلة وحتى حلول الثلاثاء المقبل.

ويتوقع ان يزداد عدد الشبان العشرة الذين جاءوا من مدن مختلفة لتنفيذ هذا الاعتصام، في حال واصلوا اعتصامهم يوم غدا الاثنين خاصة ان هناك حركات شبابية اخرى تدعو لاوسع مشاركة شبابية في هذا التحرك الذي سيتم تنظيمه في الضفة وغزة وعدد من دول الشتات تعبيرا عن الرغبة الوطنية للشعب الفلسطيني في الخلاص من الانقسام الى غير رجعة.