وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بعد مرور 5 أعوام على اعتقال الشوبكي وسعدات-صمود وتحدي مع سياسةالاحتلال

نشر بتاريخ: 14/03/2011 ( آخر تحديث: 14/03/2011 الساعة: 12:52 )
رام الله- معا- استذكر نادي الاسير الفلسطيني في تقرير له يوم 14 آذار حين ارتكبت قوات الاحتلال جريمة نكراء على مرأى ومسمع العالم وتحت رقابة كل وسائل الإعلام العربية والدولية والتي تم من خلالها اعتقال اللواء فؤاد الشوبكي والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات وعاهد أبو غلمة ورفاقهم من سجن أريحا التي شكلت خرقا صارخا للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية التي كفلت للإنسان الحق في الدفاع عن نفسه وأرضه ووطنه والعيش في حرية وكرامة بين أبناء شعبه.

وفي كلمات كشفت عن مرارة تجربة ما زال يعاني منها أكثر من 6 آلاف أسير، قال حازم الشوبكي نجل الأسير فؤاد الشوبكي لـ نادي الاسير: "رحلت والدتي وهي تتمنى على فراش الموت أن ترى زوجها خارج الأسر،إلا أن وافتها المنية، ووالدي يمكث في الأسر " مستغربا في الوقت ذاته من هدف الحكومة الإسرائيلية من اختطاف رجل مسن ومريض تجاوز عمره 70 عاما، حيث حكم عليه بالسجن عشرون عاما فعليا، وفي حال امضي ذلك الحكم يكون عمره في الوقت ذاك تسعون عاما، مضيفا أن هذا العام كان أقسى الأعوام التي مرت على أسرتنا بعد رحيل والدتي وغياب والدي الأمر الذي ترك فراغا لا يمكن احتماله على مختلف أوجه الحياة ، آملاً بأن تكون تلك الذكرى هي الأخيرة لوالدي و للأسرى جميعا.

وقد ثمن الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير اتجاه قضية الأسرى خاصة المؤتمرات التي عقدت في الآونة الأخيرة من أجل إيصال رسالة الأسرى وفضح الممارسات الإسرائيلية التي تنتهجها ضاربة بعرض الحائط المواثيق والأعراف الدولية مطالبا في الوقت ذاته المجتمع الدولي بوضع حد لهذه السياسة الإسرائيلية الممنهجه بحقنا.

ويعتبر الشوبكي، واحد من مؤسسي مجموعات حركة فتح بقطاع غزة، ومدير المالية العسكرية في الثورة والسلطة الفلسطينية.والذي حكم عليه 20 عاما على خلفية قضية سفينة "كارين آي " التي كشفها الاحتلال عام 2002 " .

وهذه العملية لم تقتصر على فؤاد الشوبكي وإنما طالت الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات ورفاقه ( عاهد أبو غلمه، وحمدي قرعان، وباسل أسمر، ومجدي الريماوي) على خلفية اتهامهم باغتيال وزير السياحة الإسرائيلي اليمني المتطرف زئيفي وذلك ردا على اغتيال الشهيد الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى.

وفي هذا السياق قال محامي نادي الأسير الفلسطيني لؤي عكة من خلال زياراته للواء الشوبكي والقائد سعدات أنه رغم تقدمهم بالسن ومعاناتهم من المرض إلا أن معنوياتهم كما ألمسها عند زيارتي لهم عالية وتدل على صبرهم وأن تلك القوة مستمدة من إيمانهم بعدالة قضيتهم وبقوة شعبهم علما أن الشوبكي يقبع في سجن عسقلان و سعدات في عزل نفحة.

وفي هذا الجانب، قالت عبلة سعدات زوجة القائد أحمد سعدات "أن هذه ذكرى مؤلمة في قلوبنا، وعلى أبناء شعبنا خاصة في ظل المتغيرات التي طرأت على الساحة الفلسطينية والدولية، إضافة إلى السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى إبعاد القادة الفلسطينيين عن الساحة الفلسطينية والميدان من اجل خلق البلبلة والإرباك في صفوف الشعب، وتغيير مسار بوصلة القضية".

واعتبرت سعدات أن سياسة العزل الانفرادي التي تتبعها إسرائيل مع زوجها الذي دخل عامه الثالث في العزل الانفرادي تهدف إلى تغيير صورة القائد القوي وإضعاف نفسيته، والنيل من عزيمة الأسرى لإجبارهم على الخضوع لسياسة الاحتلال، مؤكدة في الوقت ذاته أن هذه السياسة لن تنل من عزيمتهم بل تزيدهم قوة و إصرارا على مواصلة النضال.

وفي السياق ذاته، أشادت سعدات بدور نادي الأسير الفلسطيني، ووزارة الأسرى، والمؤسسات التي تعنى بحقوق الأسرى والدفاع عنها بالجهود التي تبذلها في إثبات حقهم، والدفاع عنهم أمام المحافل الدولية، إضافة إلى تنظيم المؤتمرات الدولية لنصرتهم، من اجل حشد الرأي العالمي اتجاه هذه القضية العادلة، وتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته اتجاه ذلك من ناحية، ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية اليومية بحق الأسرى من ناحية أخرى، كما شددت على أهمية متابعة وتنفيذ القرارات التي انبثقت عن المؤتمرات، والعمل على ترجمتها إلى خطوات فعلية.

جدير ذكره أن الاحتلال حكم على سعدات بالسجن 30 عاما كما حكم على رفيقه عاهد أبو غلمه المتهم بقيادة الخلية العسكرية التي اغتالت زئيفي بالسجن المؤبد و5 سنوات إضافية، كما تم الحكم على حمدي قرعان مؤبد و100 عام، وباسل أسمر مؤبد و20 عاما ومجدي الريماوي مؤبد و80 عاما.

وبدوره أكد نادي الأسير على أنه ماض باستكمال دوره من أجل الإفراج عن جميع الأسرى وإثبات حقهم بالعيش بكرامة كغيرهم من شعوب العالم معتبرا أن النضال حق مشروع لكل إنسان حر في هذا العالم.