وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القدس- مسؤولون يحذرون من مخططات إسرائيلية لتجهيل الشباب

نشر بتاريخ: 15/03/2011 ( آخر تحديث: 15/03/2011 الساعة: 14:54 )
القدس- معا- حذر مسؤولون فلسطينيون من مخططات الإحتلال الإسرائيلي لتجهيل أبناء شعبنا الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، ودفعهم الى عالم المخدرات المنتشرة بشكل واسع في المدينة، مؤكدين" أن إنتشار هذه الظاهرة هدف يسعى إليه الإحتلال وتدعمه بكافة الإمكانيات لإسقاط أبناء القدس والإيقاع بهم وتفريغهم من مضمونهم".

جاء هذا التحذير خلال إنطلاق فعاليات الأسبوع التوعوي لمخاطر الإدمان على المخدرات لطلبة مدارس مخيم شعفاط، وذلك خلال حفل نظم في قاعة المركز النسوي بالتعاون مع مؤسسة المقدسي لتنمية المجتمع وبالشراكة مع محافظة القدس، بحضور عدد كبير من الطالبات والأمهات وسيدات المخيم واللجنة التنظيمية لحركة "فتح" في المخيم ولجنة أولياء أمور الطلبة.

وتأتي فعاليات الأسبوع التوعوي ضمن حملة" نحارب الإدمان لا المدمن" وذلك ضمن نشاطات مشروع "ريادة" للحد من إنتشار آفة المخدرات الذي تنظمة مؤسسة المقدسي".

ورحبت النائب جهاد أبو زنيد عضو المجلس التشريعي ورئيس مجلس إدارة المركز النسوي في كلمتها الإفتتاحية بالحضور، قائلة" إن هذا الشهر يتميز بيوم المرأة العالمي ويوم المرأة الفلسطيني فضلاً عن يوم الأم، مؤكدة أن شعبنا يتطلع إلى تحقيق طموحاته الوطنية بدولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة كاملة بعاصمتها القدس ودون مخدرات أو آفات تؤثر على المجتمع الفلسطيني.

وأضافت "هناك من أراد لمخيم شعفاط أن يكون سليباً للمخدرات والإدمان، في إطار مخطط الاحتلال لاستهداف المجتمع الفلسطيني المقدسي وخاصة شريحة الشباب".

ودعت النائب أبو زنيد " إلى استيعاب ما يخطط له الاحتلال، وخطورة المرحلة وما يجري بمخيم شعفاط، مطالبة "السلطة الوطنية بإيلاء المخيم وأبنائه العناية الكافية التي تمكنهم من التغلب على التحديات ومخططات الاستهداف.

واستعرضت النائبة المقدسية فعاليات ونشاطات ومشاريع المركز النسوي التي تُوجه إلى الأسرة الفلسطينية بالمخيم، من خلال التركيز على نشاطات توعوية للأمهات والشابات أمهات المستقبل.

ودعت إلى توحيد الجهود والاهتمام بالنشء الجديد لإبعاده عن كل أساليب الانحراف والرذيلة ودفعه باتجاه ما يخدمه ويخدم مجتمعه ووطنه.

وفي كلمته، أوضح رئيس مؤسسة المقدسي المربي طاهر النمري إلى "أن الإدمان لا يعني فقط المخدرات وإنما يشمل الكثير من الأمور مثل الإدمان على الانترنت والتدخين ومشاهدة الأفلام الإباحية وغيرها من سلوكيات خاطئة.

وقال "أن عدد المتعاطين للمخدرات في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس بلغ حسب إحصائيات دقيقة 61 ألف متعاط، وأن ثلث هذا العدد في القدس وحدها أي 20 ألف متعاط، ما يؤشر إلى الخطورة ويدفعنا للتفكير في الأسباب والمُسببات رغم إدراكنا أن الاحتلال هو المستفيد الرئيس من هذه الظاهرة وهو من يشجع استفحالها بالمجتمع الفلسطيني'.

وبين "أن من بين الـ 20 ألف متعاط في القدس، هناك نسبة تتراوح بين 5 إلى 6 آلاف مدمن وأن نسبة العلاج ونجاحها لا تتعدى الـ 13 % من العدد، بمعنى أن باقي المدمنين معرضون لموت مُحقق.

واستعرض النمري الفعاليات الخاصة بتوعية المجتمع الفلسطيني، وخاصة فئة الشباب من الطلبة لهذه المخاطر وتحذيرهم من الوقوع في براثنها.

من جانبه، بين حمدي الرجبي ممثل محافظة القدس "حكم المتعاطين للمخدرات في الدين الحنيف وشدد على أهمية التركيز عليه وعلى ما يشمله من أصناف المخدرات، وأكد استعداد المحافظة للوقوف إلى جانب أي نشاط من شأنه توعية المواطنين حول آفة المخدرات ودعمه.

وأكد الرجبي "أن انتشار ظاهرة المخدرات هدف تسعى إليه سلطات الاحتلال وترفده بكل الإمكانيات لإسقاط أبناء القدس والإيقاع بهم وتفريغهم من مضمونهم، مشيرا إلى اهتمام كافة حكومات العالم بفئة الشباب التي هي رأس المال الفلسطيني الحقيقي لبناء الدولة المستقلة التي تلحق بركب الشعوب المتقدمة في العالم.

وحذر "من مخططات الاحتلال التي تسعى لتجهيل أبناء شعبنا في القدس المحتلة ودفعهم إلى عالم المخدرات، لافتا إلى تصاعد ظاهرة تسرب الطلبة من المدارس؛ الأمر الذي يستدعي تدخلا عاجلا من كافة شرائح المجتمع للحد منها ووقفها، وهي من الأسباب الرئيسة لتفاقم الظاهرة والتي تكون تربة خصبة لانحراف الشبان والشابات والإيقاع بهم بعالم الإدمان الذي تسعى سلطات الاحتلال جاهدة لتحقيقه.

بدوره، أشاد رئيس هيئة مكافحة المخدرات في السلطة الوطنية العقيد عبد الجبار برقان بالفعاليات التي تنظم لتوعية الشبان والشابات من خطر آفة المخدرات والإدمان، وبين حجم العمل الذي تقوم به هيئة مكافحة المخدرات في الأرض الفلسطينية بما فيها القدس الشريف.

وقال "إن آفة المخدرات والإدمان باتت ظاهرة مقلقة تزعزع أمن المواطن الفلسطيني وتمس قطاع الشباب وهي ظاهرة غريبة على تقاليد وأعراف شعبنا الفلسطيني.

وأوضح برقان "أن سلطات الاحتلال تستهدف الأرض والبشر والحجر في القدس، مبينا أن 'إحصائيات الهيئة أشارت إلى ازدياد ملحوظ بتوجه شبابنا من الفئة العمرية ما بين 21- 23 عاما إلى تعاطي المخدرات وأن هذه الفئة العمرية باتت تمثل ما نسبته 42 % من مجموع المتعاطين للمخدرات، وخاصة للحشيش وذلك من خلال 589 قضية ضبط تعاملت الهيئة معها العام الماضي، وبلغ عدد المتهمين فيها 705 شخصا وإحضار واستجواب 1047 من مجموع المشبوهين وأصحاب السوابق'.

وأضاف "أنه رغم محدودية عمل الهيئة في المناطق الخاضعة لما يسمى بلدية القدس المصطنعة إلا أنها تمكنت من تنفيذ عشرات المشاريع الخاصة بالإرشاد والتوعية لفئات الشباب والطلبة، وناشد "الأمهات وربات البيوت الاهتمام الكافي بأبنائهن والحرص على تربيتهم وتوجيههم إلى السلوكيات السليمة التي تجنبهم الوقوع في عالم الإدمان والمخدرات.

وقال الخبير المقدسي للعلاج من المخدرات عصام جويحان، الذي أشرف على فقرات البرنامج وتنفيذ فعالياته التي ستمتد على مدار أسبوع، "إن الهدف من البرنامج هو رفع الوعي العام حول المواضيع التي تخلق الشخصية المدمنة'، مبينا أن الإدمان لا يعني تعاطي المخدرات وحسب وإنما يشمل أصنافا متعددة تتعلق بالسلوكيات.

وتخلل حفل الإفتتاح عرضاً لفيلم وثائقي بعنوان "ودّع حلمك"، وعرض " شرائح بوربوينت" عن حملة التوعية، بالإضافة إلى عرض أعمال فنية من مسابقة "نحارب الإدمان" لطلبة المخيم