وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"هبّة آذار" مناورة بـ "الذخيرة الحية" لها ما بعدها؟!!

نشر بتاريخ: 16/03/2011 ( آخر تحديث: 16/03/2011 الساعة: 15:11 )
رام الله- تقرير معا- رغم محاولات اختطاف هبّات الشباب فان مجرد خروجهم الى الشوارع في الضفة والقطاع، كان بمثابة كسر لحاجز الخوف ومناورة "بالذخيرة الحية" ازاء الخطوات المرتقبة للشباب لانهاء الانقسام وتحميل الجهات الرافضة له المسؤولية عن استمراره.

كان الجميع حاضرا قادة فصائل، ونواب، ووزراء سابقون، إلا أن الشباب القائم على الحراك الكبير، المطالب بإنهاء الانقسام والاحتلال، اشتكى من محاولة الفصائل الفلسطينية تجيير هذا الحراك إلى فصائلهم والاستئثار بنتائجه.

ما دامت كل الفصائل ومن ضمنها فتح وحماس تريد إنهاء حالة الانقسام، والعودة إلى الوحدة الوطنية، فمن الذي يعطل الوحدة؟ أم أن الفصائل تتظاهر بأنها تريد الوحدة فقط من أجل تجميل صورتها أمام الرأي العام.

وكالة "معا" ناقشت وحاورت ممثلي الشباب وممثلي الفصائل والقوى الفلسطينية، حول قدرة الفصائل الفلسطينية على قيادة الشارع الفلسطيني ومقارنة ذلك مع قدرة الشباب على خلق حراك واسع، ومحاولة الفصائل جني ثمار حركة الشباب.

الشباب يتهمون الفصائل

حازم أبو هلال، أحد الشباب المشارك في نشاطات في حملة إنهاء الانقسام، قال "إن فشل الفصائل الفلسطينية المختلفة، وعلى رأسها حركتا فتح وحماس، ومن يدور في فلكهما في إنهاء حالة الانقسام، وبعد نجاح الحركة الشبابية وفشل قوى الأمن في الضفة وغزة في قمع هذا الحراك، تحاول الفصائل احتواء الشباب وتوجيه مطالبهم على أساس المحاصصة بين الجانبين".

وأكد أبو هلال: أن الفصائل تحاول أن تحتوي هذا الفعل الشبابي، خوفاً من تجربة الحراك الشبابي في المنطقة العربية، وشدد على أن الفصائل الفلسطينية لا تمتلك أجندات سياسية مستقلة، بل تخضع لأجندات خارجية، وتفتقر إلى الإرادة السياسية، ولوجود مصالح شخصية عند بعض قادة هذه الفصائل.

عمر عساف: الفصائل عاجزة

في حين اعتبر المحلل السياسي عمر عساف أن الفصائل الفلسطينية عاجزة عن الحراك، وهي متسمرة في مكانها، والحالة الفلسطينية الراهنة هي أحد مظاهر هذا العجز الفصائلي، فكان المجال مفتوحاً لأحد بالتحرك، فجاءت حركة الشباب الفلسطيني، التي تشكل امتداداً لحركة الشباب العربي حتى تقول: "كفى ما وصلنا إليه، وكفى ما خربتم في الحالة السياسية الفلسطينية، وأن الوقت قد حان لاعادة إنتاج حالة سياسية فلسطينية مختلف قادرة على حمل المسؤولية والأعباء وتجسيد الوحدة الوطنية".

وحول محاولة الفصائل خطف الأضواء في الفعاليات الشبابية، أكد عساف: أن الفصائل الفلسطينية ترفض أن تسلم بعجزها، وأن الشباب سبقها، لذلك تحاول أن تجد لها مكاناً في أوساط الشباب، رغم أنه اعتبر أن هذا حق من حقوقها بأن تحاول أن تجد لها مكاناً بين الشباب، ولها أن تحاول أن تحتوي هذه الحركة وأن تفصلها وفق مقاسات معينة وأن تجيرها لأهداف فئوية، ولكنها ستكون فاشلة إذا حاولت القيام بذلك.

رائد رضوان: الانانية السياسية مرض

وأكد أمين سر حركة فتح في محافظة رام الله والبيرة، رائد رضوان ان الشباب هم أبناء الشعب الفلسطيني، يحملون همّه، وليس المهم أن يكون منتمياً لفصيل سياسي، بل المهم أن يكون حاملاً لقضايا شعبه.

وأضاف: الشباب الفلسطيني كان دوما في مقدمة كل الشباب العربي في حمل قضاياه الوطنية، لذلك الشباب يعود كما كان سابقا في مواجهة الاحتلال ويحمل راية مقاومة الاحتلال وباقامة الدولة، الشباب يجسدون وحدة وطنية هي بداية حقيقية في انهاء الانقسام باتجاه اقامة الدولة المستقلة بعد سلسلة الاعترافات الدولية.

واعتبر رضوان أن الفصائل جميعها التي تؤمن بضرورة إنهاء الانقسام، ولكن الانانية السياسية مرض خطير اذا مارسه أي فصيل فسينتهي بالتأكيد.

حسين أبو كويك: لا يجوزر سرقة دور الشباب

النائب عن حركة حماس حسين أبو كويك أكد رفضه محاولات خطف الأضواء من حركة الشباب، وقال: "لا يجوز أن تقوم الفصائل بسرقة حركة الشباب، فهذا الأمر يعيدنا إلى نفس الدائرة، ويجب أن نعترف أن هناك أخطاء اقترفت وهي جرائم ضد شعبنا، يجب أن نعمل بروح الوحدة، وأهدافنا الوطنية لا تتحقق برؤية فصالية منفردة، يجب أن يكون عندنا انفتاح وحوار وطني معمق، وأن نقر بمبدأ المشاركة السياسية، وأن نحترم رأي الشعب ونلتق عليه، وهذه الحركة الجماهيرية لا تنسب لأي فصيل، يجب أن نسمع للشعب ونقر بما يريد".

وأشار الى أن الشعب الفلسطيني ينظر لحالة الشعوب العربية وما تقوم به من ثورات ضد الفساد وضد الظلم، لذلك فالشباب الفلسطيني يتوق شوقاً لانهاء حالة الانقسام وانهاء الاحتلال، للوصول إلى الوحدة.

عبد الرحيم ملوح: الشباب منتمون سياسيا في غالبهم

وأكد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح أن الشباب المشارك في الاعتصام والاضراب منتمين في غالبيتهم إلى فصيل سياسي، في ظل وجود استقطاب سياسي حاد، وانتشار التسييس في الشارع الفلسطيني بدرجة عالية.

واعتبر ملوح أن اتهام الفصائل بمحالة انتزاع الضوء من الشباب بأنه يجب أن لا يضخم كثيراً، ولكنه أكد أن الشباب المشارك أنفسهم فأنهم منتمين إلى هذا الفصيل أو ذاك، أو لهذا الرأي أو ذاك، لوجهة النظر هذه أو تلك، وبالتالي من الطبيعي والمنطقي أن ينشد هذا الطرف أو ذاك إلى وجهة النظر الخاصة به، فهناك ما يوحد هذا الشعب بأن كل الشعب ضد الانقسام وضد الاحتلال ومع الديمقراطية ومع الحرية، وهذا يؤكد أن هناك قضايا أساسية توحد هذه الجماهير الفلسطينية بمعزل عن خلفيتها الفكرية أو الأيديولوجية أو السياسية.

قيس عبد الكريم: نجاح شبابي وليس فشلاً فصائلياً

ورفض عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم "ابو ليلى" اتهام الفصائل بالفشل في حشد الجماهير للمطالبة بإنهاء حالة الانقسام، بل اعتبر أنه نجاح للشباب من كل الفصائل ومن الشباب غير المنتمي إلى أي فصيل.

واعتبر أن الهبة الجماهيرية هي هبة الشباب من كل الألوان والاتجاهات بما في ذلك الشباب المستقل الذي لا ينتمي إلى أي فصيل، ورأى أن الحراك ليس موجهاً ضد الفصائل، بل هي موجهة ضد الأجندات الحزبية والفصائلية الضيقة، التي تحاول أن تفرض على الشعب حساباتها الفئوية، بينما المطلوب منها الاستجابة إلى مطلب الشعب كله بوضع كل الحسابات الفئوية جانباً، وبإعلاء إرادة الشعب التي تدعو إلى إنهاء الانقسام فوراً.

ورأى أن لا فصيل يريد أن لا أحد يريد أن يركب موجة أحد، واعتبر أن المسألة المطروحة هي ضرورة انسجام جميع الفصائل والقيادات مع الارادة الشعبية الموحدة بإنهاء الانقسام، الذي هو السبيل لإنهاء الاحتلال، وعدم الاستجابة للأجندات التي تريد أن تركب هذا على حساب ذاك، فالمطلوب وحدة الجميع لتلبية نداء الشباب لإنهاء الانقسام.