وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الضمير والميزان: تسجيل 50 اصابة واعتقال 6 اشخاص في احدث الكتيبة امس

نشر بتاريخ: 16/03/2011 ( آخر تحديث: 16/03/2011 الساعة: 21:14 )
غزة -معا- اكدت مراكز حقوقية في قطاع غزة اصابة 50 شخصا بجراح واعتقال 6 اخرين خلال قمع امن المقالة لمظاهرات سلمية نظمت في ساحة الجندي المجهول في غزة تدعو لانهاء الانقسام يوم امس.

واستنكرت المراكز الحقوقية اعتداء عناصر شرطية وأمنية تابعة للحكومة المقالة بالضرب على المشاركين في التجمع السلمي في ساحة الكتيبة، واحتجاز عدد منهم بما فيهم فتيات وسيدات والاعتداء عليهن بالضرب والشتائم، وفض تجمعهم بالقوة.

واعتبرت المراكز هذا الحدث مساساً بحرية التجمع السلمي، ورفضت طريقة تعامل أفراد الأمن والشرطة في قطاع غزة التي تفتقر إلى المعايير الناظمة لسلوك المكلفين بإنفاذ القانون، والتي تكررت في تعاملها مع مثل هذه التظاهرات والتجمعات السلمية.

كما اعتبر مركزا الضمير والميزان ان أي انتهاك لحق المواطنين في حرية التجمع السلمي، عبر استخدام العنف والقوة، تجاوزاً لمحددات القانون توجب المحاسبة.

وقال المركزان ان الشرطة وأجهزة الأمن فرقت مساء الثلاثاء 15 آذار (مارس) 2011 المعتصمين في ساحة الكتيبة باستخدام القوة، حيث اعتدى أفرادها بالضرب مستخدمين الهراوات وكابلات وخراطيم ومنهم من كان راجلاً وآخرون على دراجات نارية، واعتدوا على المعتصمين دونما تمييز، مشيرين الى أن بين المتواجدين أطفال ونساء وشبان وفئات كالصحافيين والمحامين والأطباء.

واشارت المعلومات المتوفرة للمؤسستين إلى أن عدد المصابين بالعشرات، سجل منهم في المستشفيات والمراكز الصحية (50) مصاباً كما اعتقل ستة أشخاص.

وتابعت المؤسستان :"انتشرت الشرطة بأعداد كبيرة صباح الأربعاء الموافق 16 آذار (مارس) 2011 عند المداخل والمخارج المؤدية إلى منطقة الكتيبة، وحاصرت جامعة الأزهر ومنعت الطلبة من مغادرتها، واعتدى أفراد بملابس مدنية على الطلبة بالضرب، وتحرشوا بباحثي الميزان واستولوا عل بطاقة ذاكرة جوال أحد الباحثين.

وحسب عمليات المراقبة التي قامت بها طواقم البحث الميداني في كل من مركز الميزان لحقوق الإنسان ومؤسسة الضمير لحقوق الإنسان فقد شرعت مجموعات الحراك الشبابي في الاستعداد ليوم 15 من آذار (مارس) منذ ساعة مبكرة من مساء الاثنين الموافق 14 من الشهر نفسه حيث توافد العشرات منهم إلى ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، ونصبوا عدة خيام كما أحضروا مكبرات صوت، وبدأت فعاليات وإلقاء كلمات.

وقال المركزان وسجل تشويش المشاركين على الخطابات الفصائلية وتأكيدهم على أن الحراك الشعبي يرفض الخطاب الحزبي والرايات الحزبية، ونجح النشطاء في التشويش على خطابات لمحسوبين على حركتي فتح وحماس وغيرهما.

واضاف كما حدث تطور في ساعة متأخرة من ليلة الاثنين حيث أحضر نشطاء من حركة حماس مكبرات صوت ونصبوا منصة في وسط ساحة الجندي المجهول وحاول نشطاء الحراك منعهم وإخراج السماعات ولكن في النهاية نجحوا في نصب المنصة ووضعوا مكبرات صوت خاصة بهم عند حوالي الساعة 23:00 من مساء اليوم نفسه.

وتابعت الضمير والميزان:" بدأت الحشود تتوافد منذ ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء 15 آذار (مارس) 2011، وبدأت مناوشات بين مجموعات المعتصمين من الشباب، وانتقلت مجموعات من الشباب من ساحة الجندي إلى ساحة الكتيبة، وتوافد الآلاف إلى ساحة الكتيبة، ولاحظ باحثو المؤسستين الكثير من المناوشات والاستفزازات المتبادلة والتي تخللها تراشق بالحجارة أكثر من مرة.

واستمر الوضع متسماً بالهدوء الحذر في ساحة الكتيبة، ونصبت خمس خيام اعتصام للصحافيين والمحاميين والصيادلة والأطباء وغيرهم للمبيت بداخلها. وعند حوالي الساعة 19:00 من مساء يوم الثلاثاء الموافق 15 مارس ( آذار) 2011 تفاجئ المعتصمون بعناصر من الشرطة والأجهزة الأمنية منهم من يلبس زياً شرطياً وآخرين بلباس مدني تهاجم مكان الاعتصام السلمي، وتعتدي بالضرب بالهراوات والخراطيم على المتظاهرين بشكل عشوائي دونما تمييز علة حد قول البيان.

هذا وجمعت المؤسستان عشرات الإفادات المشفوعة بالقسم من المعتصمين الذين تعرضوا للضرب، والتي أشارت إلى القسوة والعنف اللتان عومل بهما المعتصمين بما في ذلك أطباء صيادلة يلبسون لباسهم الأبيض ويضعون شارات ومصورون صحافيون يحملون كاميراتهم، واعتقال بعض الصحافيين. كما أشارت إلى أن العنف الجسدي رافقه عنفاً لفظياً وشتائم بذيئة خصت بها السيدات.

هذا وقد أصدرت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة على صفحتها الالكترونية، بياناً صحفياً، قدمت من خلاله روايتها حول ملابسات ما حدث في "ساحة الكتيبة" بغزة.

وذكر البيان إن المجموعات التي كانت موجودة في ساحة الكتيبة غالبيتها من عناصر حركة "فتح"، وخاصة الأجهزة الأمنية القديمة، ولا علاقة لها بفعالية إنهاء الانقسام، حيث أن المكان المخصص للفعالية هو ساحة الجندي المجهول.

وأضاف البيان : كان سقف هذه الفعالية الساعة الخامسة من مساء اليوم ( يوم أمس) إلا أن هذه المجموعات لم تلتزم لا بمكان الفعالية ولا بتوقيتها، وحاولت استغلال أجواء التظاهر لإثارة الفوضى، وأخذت تطلق عبارات تحريضية ضد الحكومة الفلسطينية بغزة وقد حدث تدافع بين هذه المجموعات لاختلافها حول توقيت إنهاء الفعالية، الأمر الذي دفع الأمن الفلسطيني لفض هذا التدافع، وإلزام هذه المجموعات الفتحاوية باحترام الأمن والقانون.

وطالبت المؤسستان بفتح تحقيق جدي في تجاوزات القانون من قبل المكلفين بإنفاذه، ومشدد المركزان على أن ما جرى في غزة مساء أمس يشكل تدهوراً خطيراً لأوضاع حقوق الإنسان وحالة سيادة القانون، يقتضي اتخاذ التدابير الكفيلة بمحاسبة كل من تجاوز القانون وضمان عدم تكراره وضمان احترام القانون روحاً ونصاً.

وطالبت الضمير والميزان الحكومة المقالة باتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بمنع تكرار الاعتداءات على التجمعات السلمية، التي تشكل مخالفات للقانون وللمبادئ ذات العلاقة بسلوك المكلفين بإنفاذ القانون .

واكدت المؤسستان على أن حماية للحريات العامة والشخصية تشكل حقوقاً دستورية وردت نصاً في القانون الأساسي وفي مقدمتها الحق في التجمع السلمي وحرية الرأي والتعبير وهي واجبة الاحترام.