وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

المفتي العام يدين الاعتداء على مقبرة "باب الرحمة "

نشر بتاريخ: 17/03/2011 ( آخر تحديث: 17/03/2011 الساعة: 15:52 )
القدس- معا- أدان الشيخ محمد أحمد حسين – المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الذي يقضي باقتطاع جزء من مقبرة "باب الرحمة" التاريخية لتحويله إلى حديقة توراتية، ومنع المسلمين من دفن موتاهم فيها ابتداء من 10 آذار الجاري رضوخاً لليمين المتطرف الإسرائيلي، ومستوطنيه.

وبيّن المفتي أن سلطات الاحتلال أقامت عدداً من الكاميرات على أسوار البلدة القديمة، وخاصة مقابل مدخل مقبرتي باب الرحمة واليوسيفية، لإحكام سيطرتها عليها، ووضع العراقيل أمام دفن الموتى في هذه المقابر.

وأضاف ان مقبرة باب الرحمة مقبرة تاريخية، وتحوي بين جنباتها رفات الصحابيين الجليلين عبادة بن الصامت وشداد ابن أوس، كما دفن فيها عدد من علماء مدينة القدس والشهداء الأبرار، وهي بالتالي تكتسب أهمية خاصة لدى المسلمين، إضافة لحرمتها كمبقرة لموتاهم، وقرار المس بها خطير ومدان بكل المعايير، لأنه يمس الأماكن المقدسة الإسلامية التي لا يحق لأي جهة غير الأوقاف الإسلامية التدخل فيها.

وقال المفتي: إن الذرائع والحجج التي تسوقها دولة الاحتلال، وما يسمى سلطة الآثار فيها، ما هي إلا غطاء رسمي للمخططات الاحتلالية المنظمة والمبيتة ضد مدينة القدس والمقدسات الإسلامية، تحت مسميات وذرائع واهية تهدف من خلالها إلى فرض سياسة الأمر الواقع، وبالتالي تهويد المدينة المقدسة وعبرنتها.

وأضاف: إن هذا القرار يأتي في سياق سياسة سلطات الاحتلال في هدم المنازل، ومصادرة الأراضي بحجج مختلفة ومفتعلة وغير قانونية ولا إنسانية، وهدم قبور الموتى في مقبرة مأمن الله، وهي تعمل كذلك على مضايقة المواطنين في جميع أحياء المدينة المقدسة، كما يحصل الآن في حي المصرارة، حيث يهدد مخطط التهويد العقارات الإسلامية والعربية فيه بالإخلاء لصالح ما يسمى بحارس أملاك الغائبين، ومما لا شك فيه أن سلطات الاحتلال تمعن بهذه الغطرسة، مستغلة حالة الانشغال العربي والإسلامي، والصمت الدولي، والشرخ الفلسطيني لتحقيق مآربها، وهي بهذه الاعتداءات تنتهك القوانين الدولية التي تفرض عليها احترام حقوق الملكية، وأصحابها.

ومن جانب آخر أدان المفتي استمرار سلطات الاحتلال في منع المواطنين من دخول المسجد الأقصى، فالممنوعون في تزايد، ومن ضمنهم عدد من موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، كما حصل قبل أيام مع الدكتور ناجح بكيرات/ رئيس قسم المخطوطات والتراث، الذي منعته سلطات الاحتلال من الوصول إلى مكان عمله داخل ساحات المسجد الأقصى.

وحمل المفتي سلطات الاحتلال المسؤولية عن عواقب هذه الأفعال، وناشد العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته - وعلى رأسها اليونسكو - التي تعنى بالسلام والإنسان والمقدسات العمل على ثني إسرائيل عما تخطط له من طمس لهوية مدينة القدس وتشريد أبنائها، وضرورة التحرك العاجل لدرء الأخطار عن مدينة القدس ومقدساتها التي تتعرض لأشرس حملة تهويد.