وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دموع تنهمر وقلوب احرقها الحزن : اسماعيل وشقيقتاه. خرجوا لينقذوا والدهم فكان رصاص القناصة بانتظارهم

نشر بتاريخ: 03/09/2006 ( آخر تحديث: 03/09/2006 الساعة: 21:27 )
غزة -معا- وكأنه من المقدر "لمعا" ان تكتب قصتين عن هذه العائلة المظلومة على حدود القطاع فالمرة الاولى كانت قذيفة دبابة قد نالت من منزلهم فدمرت طابقه العلوي بالكامل ولكن في تلك الحادثة لم يصب احد من هذه الاسرة المكونة من 28 فردا فكانت معجزة الهية قد انقذت حياتهم وابقتهم الى جانب بعضهم .

اما هذه المرة فقد طرق الموت بابهم عبر فوهات البنادق الاسرائيلية فاخذ منهم اعز ما يملكون واغلى من في العيون والدهم "محمد" واخاهم" اسماعيل "ولم يكتف الجنود بذلك بل اصابوا شقيقتيهم"ازهار" و"حنان" بعشر رصاصات.

والاصعب من ذلك دموع للطفل " زكريا" 7 سنوات وهو يقول لاخيه :" راح ابوي يا يوسف" تلك المقولة التي كسرت قلوب سامعيها ولم يستطع اخاه الاجابة الا بالبكاء فهل تغفر تلك الدموع لمن قتل والد هذا الطفل .

بدأ الحدث عندما انتشرت القوات الخاصة لكي تعتقل جارهم وهو احد افراد القسام فحدثت اشتباكات بينهما استيقظت العائلة على ذلك الصوت ومعهم الوالد محمد 54 عاما حيث خرج ليتفقد ابناءه الذين ينامون في المنزل المجاور لمنزلهم وما لبث ابو ايمن ان يضع اقدامه في الشارع حتى نالت منه عدة رصاصات في كتفه ليسقط مدرجا بدمائه .

لم تلاحظ العائلة اصابة الوالد فاتصل ابنه "شادي" على اخوته مستفسرا عما اذا وصل والده اليهم فاجابوه بالنفي عندها خرجت الطفلتان "ازهار" و"حنان" الى باب المنزل لكي تتفقدان والدهما وما ان وصلتاه حتى اخترقت 10 رصاصات اجسادهما لتسقطان فوق ابيهما حيث كانت 7 من الرصاصات من نصيب ازهار والتي اصابتها في الظهر والبطن والامعاء و3 من الرصاصات من نصيب حنان .

لم يستوعب شادي المشهد فخرج مضحيا بحياته لانقاذهم لكنه لم يستطع سحب والده بسبب اطلاق النار فحمل شقيقتيه الى داخل المنزل وهما تصرخان من الالم .

وفي ظل هذا الوضع وعلو صراخ النساء في المنزل حاول الاخوة في المنزل الثاني الخروج ومشاهدة ما حدث لابيهم واخوتهم فكان الابن "اسماعيل" اولهم حيث اطل براسه من باب المنزل فشاهد جثة والده فقال لاخوته :"ما في جنود وابوي مصاب في الشارع" فهم بالخروج من الباب حتى اصابته رصاصة في راسه ليستشهد في مكانه على الفور .

وقع اسماعيل امام اعين اخوته الثلاثة يونس ويوسف ومازن فسحبوه الى جانب الباب واخذوا ينادوه اسماعيل ...اسماعيل ولكن لا اجابة .

لاحظ الاخوة الدم المنهمر من راس اخيهم فحاولوا ايقاف النزيف دون جدوى يقول يوسف احد الاشقاء :" لم اشاهد في حياتي دما كالذي خرج من اسماعيل كان الدم ساخنا ويخرج بقوة فوضعت يدي على مكان الجرح ولكن كان نصيبه ان يستشهد"

طوال ساعات والاسرة تصرخ وتتصل على الاسعاف لنجدتهم لكن كانت الاجابة دائما لا نستطيع ولا يوجد تنسيق وهكذا بقي الوالد ملقى في الشارع والشقيق بين يدي اخوته شهيدا ولا حول ولا قوة لهم الا البكاء.

وبعد اربع ساعات من نزيف الدم استشهد الاب وساءت حالة الفتاتين وجراء التنسيق الذي قام الصليب الاحمر جاء جنود الاحتلال وامروا الاسرة اخراج المصابين فقط فوضعوا الفتاتين داخل احدى الدبابات حتى اوصلوهما الى سيارة اسعاف ومن ثم نقلهما الى المستشفى .

اما الشهيدين فلم يابه الاحتلال لنقلهما بل طلبوا من الاسرة وضعهما على زاوية الشارع رافضة نقلهما بسيارة الاسعاف من ثم اخذت جميع افراد الاسرة واعصبت اعينهم حتى انسحبت الدبابات تاركة 6 منازل ممسوحة بالارض وودموع تنهمر من عيون رات الموت عدة مرات وقلوب احرقها الحزن وعائلات بلا مأوى.

وما ان انتهت العملية الاسرائيلية حتى سارع الشبان لحمل الشهيدين الى المستشفى وتفقد ما اصاب منازلهم واغراضهم وبداوا يعزوا بعضهم ترافقهم الدموع والحزن فالى متـــــــــــــــــــــى؟؟؟؟