وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مختصون يدعون لفضح ممارسات الاحتلال بالثروة المائية بالاغوار

نشر بتاريخ: 20/03/2011 ( آخر تحديث: 20/03/2011 الساعة: 21:53 )
طوباس- معا - دعا مسؤولون ومختصون إلى فضح ممارسات الاحتلال ونهبه للمياه الفلسطينية في الأغوار.

وقال المتحدثون في ورشة نظمتها وزارة الإعلام ومجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين بالتعاون مع محافظة طوباس والأغوار الشمالية إن المشهد الراهن قاتم، في وقت يتزايد فيه العطش الفلسطيني مقابل نهب الاحتلال للثروة المائية.

واستعرض محافظ طوباس والأغوار الشمالية د.مروان طوباسي مخططات الاحتلال التي سعت إلى نهب المياه بموازاة الاستيلاء على الأرض منذ نكسة العام 1967، وقال إن الذريعة التي تستخدمها إسرائيل باسم الأمن تؤدي إلى حرمان المواطنين في الأغوار من أبسط حقوقهم الأساسية، في الوقت الذي تتعرض في الأغوار إلى استهداف سلب منها لقبها كسلة غذاء لفلسطين.

وقال طوباسي في الورشة التي نظمت لمناسبة يوم المياه العالمي، إن سرقة الاحتلال للمياه في الأغوار ذات أهداف سياسية، وتتساوي مع قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات.

وأشار إلى أن المستوطن الإسرائيلي في الأغوار يستهلك خمسة أضعاف ما يستهلكه المواطن الفلسطيني، ويمنع الاحتلال أبناء شعبنا من استخدام الحد الأدنى في حقه الأساسي والإنساني.

واستعرض المحافظ واقع الحال في بلدات الأغوار وتجمعاتها التي تفتقد إلى شبكات للمياه، فيما يضطر المواطنون للعيش في ظروف غير إنسانية، ويفرض الاحتلال حظرًا على حفر الآبار.

وقال ممثل وزارة الإعلام عبد الباسط خلف إن هدف تنظيم الورشة في يوم المياه العالمي، تأتي لتسليط الضوء على الواقع الأسود الذي يعيشه مواطنو الأغوار، فيما يحلم أطفال التجمعات البدوية المعزولة في المنطقة بأن يمتلكوا حنفيات للمياه داخل بيوتهم، وهي أحلام خطرة.

وأضاف إن الوزارة ومجموعة الهيدرولوجيين تطلق حملة في الأغوار لشرح معاناة مواطنيها وظروف حياتهم القاسية، فيما يسرق المستوطنون المياه من تحت أقدام الأهالي.

واستعرض مدير الرقابة على سلطة المياه المهندس عماد الصيفي، تاريخ يوم المياه العالمي، الذي أطلقته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1993، ويحمل كل سنة شعاراً مختلفًا، يؤكد على حق البشر في الحصول على المياه، ويحث كافة الأطراف على صون مصادر المياه ومنع تلوثها.

وقال الصيفي إن الاحتلال يسيطر على 85 % من المياه الفلسطينية، ويتحكم بسر الحياة للمواطنين، في الوقت الذي بدأ شح الأمطار يظهر سنة بعد سنة.

وذكر الصيفي أن الموسم المطري الحالي لم يحمل غير 55 % من معدل الأمطار السنوي في محافظات الوطن، وإن تفاوتت النسبة من منطقة إلى أخرى.

بدوره تطرق مدير إدارة تطوير المصادر في سلطة المياه المهندس ذيب عبد الغفور إلى الاستحواذ الإسرائيلي على كامل المياه الفلسطينية، وقال إننا لسنا أحراراً في النسبة التي نستخدمها، بموازاة عجز كبير تعانيه الأغوار، ومنع إسرائيل من إعادة تأهيل الآبار فيها، وقال إن سلطة المياه تحاول ترميم 144 بئراً 55 منها في الأغوار، لكن الاحتلال يرفض السماح بأي إجراء من سنوات.

وتطرق عبد الغفور إلى المشاريع التي تعكف عليها سلطة المياه في الأغوار، لأجل تثبيت الوجود الفلسطيني فيها، وللحفاظ على المصادر المائية الوطنية والمطالبة بحقوقنا المسلوبة.

وأشار المستشار في سلطة المياه مصطفى نسيبة إلى مساعي الاحتلال التي لجأت منذ السنة الأولى للاحتلال إلى نهب المياه، إذ أقامت عام 1971 مستوطنة ميحولا، ووضعت يدها على آبار مياه بردلة، واستقطعت حصة المواطنين الغائبين في البلدة، وأسقطتها من حساباتها.

وقال نسبية إن واقع المياه في الأغوار صعب للغاية، وأن الاحتلال يرفض منح المواطنين تراخيص لحفر آبار، وينهب في الوقت نفسه مياههم، ويوزع عليهم حقهم بالقطرة. وأشار إلى أن المواطن الفلسطيني لا يحظى سوى بنحو 60 ليتراً في اليوم، وهو معدل اقل كثيراً عن الحد الأدنى.

وتتبع مدير فرع الشمال في مجموعة الهيدرولوجيين المهندس سامي داوود مخططات الاحتلال في الأغوار، الذي سرق المياه والأرض معًا، وقيد استخدام المياه من قبل أصحابها.

وتطرق إلى دور المجموعة في دعم صمود المواطنين، عبر إطلاق مشاريع مائية بإنشاء برك إسمنتية ومعدنية وآبار للجمع ومد شبكات للمياه وتطوير مصادرها. بموازاة فضح سياسات الاحتلال في نهبه للمياه وسرقتها.

وقال داوود إن نحو 200 تجمع سكاني تفتقر إلى شبكات للمياه، وتتفاقم الأوضاع في المناطق الشفا غورية، معتبراُ أن وجود أي دولة مستقبلية مسألة غير ممكنة بدون المياه.

من جانبه، قال رئيس قسم الدراسات في مجموعة الهيدرولوجيين المهندس صايل وشاحي إن عملية احتلال فلسطين التاريخية لم تكن عبثية، إذ سبقتها مسوحات ودراسات علمية، ومما أوصت به الحركة الصهيونية ضرورة احتلال المناطق الشمالية لتحكمها بمصادر المياه، وأهمية الاستيلاء على المناطق الساحلية نظرًا لخصوبتها الزراعية، وحيوية الاستحواذ على المناطق الجنوبية لاحتمالات وجود النفط والغاز، وأهمية السيطرة على مناطق البحر الميت لوجود المعادن، أما المنطقة الوسطى فهي لا تصلح إلا للرعي، ويجب التفكير بها مستقبلاً لإنهاء ترفد المناطق الشمالية بالمياه.

وتساءل وشاحي عن السبب في تجفيف نبع عين المالح، وهو نبع حار لا يتأثر بمياه الأمطار، وكان ينتج 300 متر مكعب في الساعة.

وقال إن الاحتلال يستهدف الأغوار ويعطش أهلها، وينهب كل ثرواتها، مشيراً إلى تواجد طبقات كثيفة من رمل البحر في مناطق عديدة قرب حاجز الحمرا.
واستعرض رؤساء المجالس المحلية والقروية ومزارعون العطش الذي يطاردهم في الصيف، بالرغم من أن المستعمرات تتوسع في زراعاتها.

وتطرقوا إلى حاجتهم للتزود بمياه عبر الصهاريج، التي يصل ثمن الكوب الواحد منها أكثر من 27 شيقلاً. وطالبوا برفع حصة وزارة الزراعة وسلطة المياه من موازنة السلطة، لأن أرض الأغوار في مرمى النار، ولا بد من تعزيز صمود المواطنين فيها.