لغز مقتل الطفل فادي المحتسب.. 22 يوما مرت والقاتل مجهول
نشر بتاريخ: 21/03/2011 ( آخر تحديث: 21/03/2011 الساعة: 19:59 )
الخليل-معا- كتب محمد العويوي- في يوم الأم الذي يصادف اليوم، وقفت ام جواد كعادتها منذ 22 يوماً تنتظر الخبر اليقين "القت الشرطة القبض على قاتل إبنك فادي واعترف بأنه قتله.."، لكن اليوم الـ22 يكاد يمر، ويمر معه يوم الأم وهي حائرة تسأل ابا جواد وأبنائها: من قتل فادي؟ وكيف قتله؟ ولماذا قتله؟ وعشرات الأسئلة الأخرى...
كان الوقت ليلاً حينما اتصل بي أحد أفراد عائلة المحتسب، ليطلب مني نشر مناشدة للرئيس ولرئيس وزرائه عبر شبكة "معا" يطالبونه فيها بالايعاز لأصحاب الشأن في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بضرورة الاسراع بكشف ملابسات الجريمة التي قتل فيها الطفل فادي محمد نجيب المحتسب (8 سنوات) والذي قتل بتاريخ 2011/2/28.
حينما بدأ بالحديث عن تفاصيل ما حدث مع الطفل في تلك الليلة، تشوقت لمعرفة التفاصيل الدقيقة، فطلبت منهم اصطحابي معهم للمكان الذي عثر فيه على جثة الطفل فادي، ولم يترددوا للحظة واحدة.
|122092|
ركبنا في السيارة وبدأ ابو طاهر المحتسب وهو قريب لعائلة الطفل، بالحديث عن الموضوع، وكنت اسجل بعض الملاحظات، وما ان وصلنا للمكان في منطقة "عين واد البصاص" شمال غرب مدينة الخليل، ونزلنا من السيارة وأخذنا نمشي باتجاه منزل ابو جواد -والد الطفل فادي- سلمنا عليه، وتوجهنا باتجاه المكان الذي عثر فيه على جثة الطفل فادي، في البداية نزلنا ما يزيد عن 20 درجة، ثم مشينا طريقا ترابيا بعرض 5 أمتار، وتوقفنا عند نهاية الطريق لوجود منحدر ترابي، بصعوبة بالغة استطعت نزول المنحدر الترابي، حتى وصلنا لقطعة أرض مستوية بعض الشيء، ومشينا نحو 10 أمتار حتى توقفنا وبدأ ابو جواد يحكي الحكاية.
كانت الساعة حوالي الخامسة مساء، حينما حضر شقيق زوجتي لمنزلي، ففرح به الاولاد وكان فادي أكثرهم فرحاً، وطلب من خاله ان يبقى لدينا، وبعد ساعة من الزمن فقدنا فادي، وأخذ الاولاد يبحثون عليه وبدأت أصواتهم تنادي عليه، داخل المنزل وخارجه، ونزل الاولاد على الجبل للبحث عن فادي، فسمعت ابنتي وزوجة ابني صوت فادي وهو ينادي "أنس..أنس..أنس" وكان صوته كأنه مخنوق.. فاقتربت احدى بناتي من حافة الجبل لتنظر من بين الاشجار فأمسكت بها الأخرى، واخذوا ينادون على فادي..فادي...فادي...فادي...لكن دون جدوى.
|122094|
وأضاف ابو جواد: حاولت بنتي ان تنظر لكن دون جدوى بعد نفاذ بطارية الجوال الذي كانت تستخدمه للرؤية في الليل، وغادرت البنات المنطقة، كنا انا والاولاد ومن هب للمساعدة نبحث عن فادي ونزلنا للوادي وأخذنا نبحث عنه في كل مكان دون جدوى.. وفي هذه الاثناء ونحو الساعة 6:30 كان ابني جواد قد وصل لعين "واد البصاص" ونظر لداخل العين فلم يجد شيئا فيها، وبعد نصف ساعة طلب منه ابني الآخر ضياء بالذهاب مرة أخرى للعين والنظر مرة ثانية، فأخبره جواد بأنه نظر للعين فلم يجد شيئاً لكن أمام الحاح ضياء توجها الى هناك، ليجدى فادي داخل العين...
|122095|
وحول إصرار ضياء على الذهاب للعين مرة ثانية، اوضح ابو جواد" بينما كنا نبحث عن فادي، كان جارنا يقف بباب بيته ولم يشارك معنا في البحث عنه، وطلب من ضياء الذهاب الى عين الماء وتفقدها، فلربما كان فادي هناك، حيث قال جارنا: بالامس وعند المساء رأيت فادي وهو ذاهب باتجاه العين، فأجبرته على العودة للمنزل. وهنا دخل الشك لقلب ضياء...
|122096|
وبعد ان تم اخراج فادي من عين الماء توجهنا به للمستشفى الأهلي، وكل ظني بأنه مات غرقاً، لكن في المستشفى قالت الشرطة بأنها ستقوم بتشريح جثة فادي لمعرفة اسباب الوفاة، حاولت اقناعهم بأنه مات غرقاً لكنهم أصروا على تشريح الجثة، فوافقت بعد الحاح من العائلة.. لتأتيني الصعقة بأن ابني قتل ولم يمت غرقاً بناء على تقرير الطبيب الشرعي..
تنهد كثيراً ابو جواد، ابني قتل! ومن قتله وكيف قتل!
وقال عدت للمنزل وبدأنا باستراجاع كل الاحداث التي حدثت، فادي كان فرحا بقدوم خاله للمنزل، وبعد ساعتين نجده في عين الماء التي تبعد عن المنزل نحو 200 متر، كيف حدث ذلك؟ الشرطة قامت بتوقيف جارنا وابنه، وقامت بالتحقيق في ظروف وملابسات مقتل ابني فحققت معي ومع الاولاد والجيران، لكن دون جدوى..
وتسائل ابو جواد: ابني لا يذهب للعب قرب العين، ولم يذهب الى هناك، فكيف وجدناه بالعين ميتاً، ومن الذي ضربه على رأسه ونقله جثة الى العين..
|122098|
لم نتمكن انا وابو جواد وابو طاهر ومن كان معنا من نزول الجبل للوادي ليلا لأن الطريق خطرة جداً.. وفي اليوم التالي، صباح اليوم الاثنين، توجهت للعين برفقة ابو طاهر وأخذت التقط الصور لمسرح الجريمة، وبدأت بعين "واد البصاص" وأخذت اصعد الجبل باتجاه منزل ابو جواد، صعدت الجبل بصعوبة بالغة وكلما ابتعدت عن العين كنت التقط الصور للعين وللمكان، واتسائل في سريرة نفسي، كيف نزل فادي الجبل في الليل الى العين؟ ثم ما هو الشيء الذي أغراه ليترك خاله في البيت وينزل الجبل؟ فادي لا يعرف الطريق لوحده للعين بحسب شهادة الوالد والوالدة، فمن اصطحب فادي للعين أو أجبره أو حمله بالقوة للذهاب الى العين؟
صعدت الجبل وتوقفت حيث كنا في الليلة السابقة، وبدات التقط الصور لعين الماء من مكاني، واخرى لمنزل ابو جواد.. حقاً كيف نزل فادي الجبل؟
غادرت المكان وذهبت للمستشفى الأهلي والتقيت بالدكتور أحمد ابو شرخ وهو طبيب مقيم أطفال في المستشفى والذي كان احد الأطباء الذين فحصوا الطفل فادي لحظة دخوله للمستشفى.
|122105|
يقول الدكتور ابو شرخ "وصلنا الطفل فادي لقسم الطوارئ وفشلت محاولاتنا الطبية لاعادته للحياة، وقمت بفحص الطفل، ولم أجد أية علامات على جسده تدل على أنه تعرض للعنف، وكتبت تقرير معلالاً سبب الوفاة بالغرق".
الى أن تقرير الطبيب الشرعي والذي حصلت على نسخة منه من ابو جواد جاء فيه "سبب الوفاة عنف خارجي وقع على الرأس أدى لنزيف على الدماغ".
|122093|
وأمام هذه المعطيات توقف محققو الشرطة، أمام لغز مقتل الطفل فادي، فمن تعتقلهم الشرطة -الوالد ونجله- لم يعترفا بارتكابهما للجريمة حتى اللحظة،
وما زال السؤال الذي حيرني وحير ابو جواد وام جواد ومحققي الشرطة، ما هو الشيء الذي أغرى فادي وشد انتباهه لينزل الجبل، ويقتل؟؟
الاذاعات المحلية في الخليل تحدثت هذا اليوم وخلال برامجها المختلفة عن لغز مقتل فادي، وطالبوا المؤسسة الامنية بحل غموض اللغز، وأبدى العديد من المواطنين خلال حديثهم مع الاذاعات خوفهم على أبنائهم وأبدوا تعاطفا كبيرا مع أم جواد خاصة وأن اليوم هو يوم الأم.
|122097|
كان الوقت ليلاً حينما اتصل بي أحد أفراد عائلة المحتسب، ليطلب مني نشر مناشدة للرئيس ولرئيس وزرائه عبر شبكة "معا" يطالبونه فيها بالايعاز لأصحاب الشأن في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بضرورة الاسراع بكشف ملابسات الجريمة التي قتل فيها الطفل فادي محمد نجيب المحتسب (8 سنوات) والذي قتل بتاريخ 2011/2/28.
حينما بدأ بالحديث عن تفاصيل ما حدث مع الطفل في تلك الليلة، تشوقت لمعرفة التفاصيل الدقيقة، فطلبت منهم اصطحابي معهم للمكان الذي عثر فيه على جثة الطفل فادي، ولم يترددوا للحظة واحدة.
|122092|
ركبنا في السيارة وبدأ ابو طاهر المحتسب وهو قريب لعائلة الطفل، بالحديث عن الموضوع، وكنت اسجل بعض الملاحظات، وما ان وصلنا للمكان في منطقة "عين واد البصاص" شمال غرب مدينة الخليل، ونزلنا من السيارة وأخذنا نمشي باتجاه منزل ابو جواد -والد الطفل فادي- سلمنا عليه، وتوجهنا باتجاه المكان الذي عثر فيه على جثة الطفل فادي، في البداية نزلنا ما يزيد عن 20 درجة، ثم مشينا طريقا ترابيا بعرض 5 أمتار، وتوقفنا عند نهاية الطريق لوجود منحدر ترابي، بصعوبة بالغة استطعت نزول المنحدر الترابي، حتى وصلنا لقطعة أرض مستوية بعض الشيء، ومشينا نحو 10 أمتار حتى توقفنا وبدأ ابو جواد يحكي الحكاية.
كانت الساعة حوالي الخامسة مساء، حينما حضر شقيق زوجتي لمنزلي، ففرح به الاولاد وكان فادي أكثرهم فرحاً، وطلب من خاله ان يبقى لدينا، وبعد ساعة من الزمن فقدنا فادي، وأخذ الاولاد يبحثون عليه وبدأت أصواتهم تنادي عليه، داخل المنزل وخارجه، ونزل الاولاد على الجبل للبحث عن فادي، فسمعت ابنتي وزوجة ابني صوت فادي وهو ينادي "أنس..أنس..أنس" وكان صوته كأنه مخنوق.. فاقتربت احدى بناتي من حافة الجبل لتنظر من بين الاشجار فأمسكت بها الأخرى، واخذوا ينادون على فادي..فادي...فادي...فادي...لكن دون جدوى.
|122094|
وأضاف ابو جواد: حاولت بنتي ان تنظر لكن دون جدوى بعد نفاذ بطارية الجوال الذي كانت تستخدمه للرؤية في الليل، وغادرت البنات المنطقة، كنا انا والاولاد ومن هب للمساعدة نبحث عن فادي ونزلنا للوادي وأخذنا نبحث عنه في كل مكان دون جدوى.. وفي هذه الاثناء ونحو الساعة 6:30 كان ابني جواد قد وصل لعين "واد البصاص" ونظر لداخل العين فلم يجد شيئا فيها، وبعد نصف ساعة طلب منه ابني الآخر ضياء بالذهاب مرة أخرى للعين والنظر مرة ثانية، فأخبره جواد بأنه نظر للعين فلم يجد شيئاً لكن أمام الحاح ضياء توجها الى هناك، ليجدى فادي داخل العين...
|122095|
وحول إصرار ضياء على الذهاب للعين مرة ثانية، اوضح ابو جواد" بينما كنا نبحث عن فادي، كان جارنا يقف بباب بيته ولم يشارك معنا في البحث عنه، وطلب من ضياء الذهاب الى عين الماء وتفقدها، فلربما كان فادي هناك، حيث قال جارنا: بالامس وعند المساء رأيت فادي وهو ذاهب باتجاه العين، فأجبرته على العودة للمنزل. وهنا دخل الشك لقلب ضياء...
|122096|
وبعد ان تم اخراج فادي من عين الماء توجهنا به للمستشفى الأهلي، وكل ظني بأنه مات غرقاً، لكن في المستشفى قالت الشرطة بأنها ستقوم بتشريح جثة فادي لمعرفة اسباب الوفاة، حاولت اقناعهم بأنه مات غرقاً لكنهم أصروا على تشريح الجثة، فوافقت بعد الحاح من العائلة.. لتأتيني الصعقة بأن ابني قتل ولم يمت غرقاً بناء على تقرير الطبيب الشرعي..
تنهد كثيراً ابو جواد، ابني قتل! ومن قتله وكيف قتل!
وقال عدت للمنزل وبدأنا باستراجاع كل الاحداث التي حدثت، فادي كان فرحا بقدوم خاله للمنزل، وبعد ساعتين نجده في عين الماء التي تبعد عن المنزل نحو 200 متر، كيف حدث ذلك؟ الشرطة قامت بتوقيف جارنا وابنه، وقامت بالتحقيق في ظروف وملابسات مقتل ابني فحققت معي ومع الاولاد والجيران، لكن دون جدوى..
وتسائل ابو جواد: ابني لا يذهب للعب قرب العين، ولم يذهب الى هناك، فكيف وجدناه بالعين ميتاً، ومن الذي ضربه على رأسه ونقله جثة الى العين..
|122098|
لم نتمكن انا وابو جواد وابو طاهر ومن كان معنا من نزول الجبل للوادي ليلا لأن الطريق خطرة جداً.. وفي اليوم التالي، صباح اليوم الاثنين، توجهت للعين برفقة ابو طاهر وأخذت التقط الصور لمسرح الجريمة، وبدأت بعين "واد البصاص" وأخذت اصعد الجبل باتجاه منزل ابو جواد، صعدت الجبل بصعوبة بالغة وكلما ابتعدت عن العين كنت التقط الصور للعين وللمكان، واتسائل في سريرة نفسي، كيف نزل فادي الجبل في الليل الى العين؟ ثم ما هو الشيء الذي أغراه ليترك خاله في البيت وينزل الجبل؟ فادي لا يعرف الطريق لوحده للعين بحسب شهادة الوالد والوالدة، فمن اصطحب فادي للعين أو أجبره أو حمله بالقوة للذهاب الى العين؟
صعدت الجبل وتوقفت حيث كنا في الليلة السابقة، وبدات التقط الصور لعين الماء من مكاني، واخرى لمنزل ابو جواد.. حقاً كيف نزل فادي الجبل؟
غادرت المكان وذهبت للمستشفى الأهلي والتقيت بالدكتور أحمد ابو شرخ وهو طبيب مقيم أطفال في المستشفى والذي كان احد الأطباء الذين فحصوا الطفل فادي لحظة دخوله للمستشفى.
|122105|
يقول الدكتور ابو شرخ "وصلنا الطفل فادي لقسم الطوارئ وفشلت محاولاتنا الطبية لاعادته للحياة، وقمت بفحص الطفل، ولم أجد أية علامات على جسده تدل على أنه تعرض للعنف، وكتبت تقرير معلالاً سبب الوفاة بالغرق".
الى أن تقرير الطبيب الشرعي والذي حصلت على نسخة منه من ابو جواد جاء فيه "سبب الوفاة عنف خارجي وقع على الرأس أدى لنزيف على الدماغ".
|122093|
وأمام هذه المعطيات توقف محققو الشرطة، أمام لغز مقتل الطفل فادي، فمن تعتقلهم الشرطة -الوالد ونجله- لم يعترفا بارتكابهما للجريمة حتى اللحظة،
وما زال السؤال الذي حيرني وحير ابو جواد وام جواد ومحققي الشرطة، ما هو الشيء الذي أغرى فادي وشد انتباهه لينزل الجبل، ويقتل؟؟
الاذاعات المحلية في الخليل تحدثت هذا اليوم وخلال برامجها المختلفة عن لغز مقتل فادي، وطالبوا المؤسسة الامنية بحل غموض اللغز، وأبدى العديد من المواطنين خلال حديثهم مع الاذاعات خوفهم على أبنائهم وأبدوا تعاطفا كبيرا مع أم جواد خاصة وأن اليوم هو يوم الأم.
|122097|