وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مواطنو قرى جنوب قلقيلية بين فكي الاستيطان ومياه مجاري المستوطنات

نشر بتاريخ: 22/03/2011 ( آخر تحديث: 22/03/2011 الساعة: 22:54 )
قلقيلية- معا- حولت المياه العادمة التي تنساب من مستوطنتي "شعاري تكف" و "القناة" حياة الموطنين في قرى جنوب محافظة قلقيلية عزون عتمة، بيت أمين، عزبة سلمان – الى جحيم لا يطاق، فمنذ بناء مستوطنات "شعاري تكفا والقناة" ونهب الأراضي الفلسطينية لم تتوقف المياه العادمة من الجريان في الوادي المحاذي للقرى الثلاث.

المواطنون في المنطقة الغنية بالمياه والآبار الارتوازية، والتي تعج بأصناف متنوعة من الخضار والفواكه اشتكوا من تلويث بيئتهم الطبيعية ومياههم العذبة.

المواطن عبد الكريم أيوب من سكان عزون عتمة نائب رئيس المجلس المحلي في البلدة، والناشط في لجان الدفاع عن الأراضي، يصف الوضع بالكارثي، ويعبر بحرقة عما يتعرض له المواطنون في منطقته، جراء انسياب المياه العادمة من المستوطنات المحاذية لبلدته، في الوادي الذي يمر بقرى عزون عتمة وبيت أمين وعزبة سلمان.
|122316|
المياه العادمة لم تتوقف عند هذا الحد ..

ويتابع أيوب .. هنالك تسرب للمياه العادمة جنوب القرية مصدره مستوطنة القناة، وهذا التسرب أدى إلى نمو الإعشاب البرية الضارة، والتي عندما جفت تسببت في حدوث حريق هائل العام الماضي، وامتدت النيران لتحرق ما يزيد عن ( 500 ) دونم من أشجار الزيتون الرومي جنوب القرية.

ولم تكن الأرض وحدها من تعرضت إلى التدمير، فالحياة البرية التي كانت المنطقة تعتبر نموذجاً فريداً في فلسطين، قد انقرضت منها الحيوانات البرية والأزهار التي كانت تكسو المنطقة في فصل الربيع .
|122314|
كارثة صحية ..

يروي المواطن عبد الكريم أن تلك المياه تنساب منذ أن سكنها المستوطنون، نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، ومنذ تلك الفترة وحتى الآن، يذوق المواطنون مرارة العذاب، فانبعاث الروائح الكريهة خاصة في الليل، تجعل من نومهم مستحيلاً، وعن الحشرات والبعوض حدث ولا حرج، وبتابع المواطن والأمراض التي تفشت في البلدات الثلاث حدث عنها ولا حرج، فقد لوحظ وتحديدا خلال العشر سنوات الماضية تفشي أمراض جلدية وسرطانية.

مديرية الصحة في محافظة قلقيلية وعلى لسان مديرها الدكتور محمد الهاشم الذي عبر عن استيائه من انسياب المياه العادمة في المنطقة، مضيفاً أن المنظقة تكثر فيها الحشرات والبعوض بسبب هذه المياه التي تلوث البيئية الفلسطينية وتشكل خطراً كبيراً على حياة المواطن الفلسطيني، الأمر الذي يكون تربة خصبة للأمراض السارية والمعدية كحمى النيل، إضافة إلى للدغات الموجعة التي يسببها البعوض، إضافة إلى الروائح الكريهة التي تجعلُ من حياة المواطنين جحيماً خاصة في أيام الصيف.

مدير زراعة قلقيلية المهندس احمد عيد أبدى تخوفه من انسياب المياه العادمة للمستوطنات في القرى للجنوبية للمحافظة والتي تتوفر فيها مصادر المياه والتنوع الزراعي، وأضاف بأن خطورة هذه المياه نظراً لتسربها إلى الخزان الجوفي إما بطريقة مباشرة عبر مسامات الصخور أو الطبقات المنفذة للمياه، ما يعمل على عدم صلاحية المياه لاستعمالات المختلفة، وهذا ما يهدد قطاع الزراعة أيضاً الذي تشتهر به المنطقة، ويؤدي إلى إتلاف المحاصيل الزراعية.

المواطنون في المنطقة لا يملكون إلا مناشدة المؤسسات الحقوقية والدولية والإنسانية الراعية لحقوق الإنسان التدخل السريع لانقاظهم وبيئتهم من هذا الخطر المحدق بهم، لأنهم يأملون العيش بسلام كباقي شعوب الأرض.