وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اسير مهدد بفقدان بصره بالكامل

نشر بتاريخ: 23/03/2011 ( آخر تحديث: 24/03/2011 الساعة: 11:15 )
طولكرم- معا- افادت وزارة شؤون الاسرى والمحررين ان الأسير إياد محمود صالح نصار، 31 سنة من سكان طولكرم، والمحكوم 33 عاماً واعتقل بتاريخ 20-8-2002، ويقبع في سجن عسقلان يعاني منذ اعتقاله من آلام في عينه اليسرى بدأت تنتقل إلى العين اليمنى مما هدده بفقدان بصره بالكامل، حيث بدأت الرؤية عنده تضعف وألم عينيه يتصاعد في ظل عدم تقديم العلاج الملائم له.

الدموع الاصطناعية:
أطباء السجون الذين شخصوا الحالة لم يعطوه سوى قطرات هي عباره عن دموع اصطناعية لم يستفد منها شيئاً، وجرى نقله إلى أكثر من عيادة ومستشفى إسرائيلي ولم يتلق أي علاج سوى تبديل نوع القطرات في الوقت الذي بدأ فيه بصره بالتراجع وحالته تزداد صعوبة.

ويقول تقرير صادر عن وزارة شؤون الاسرى والمحررين ان الأسير إياد لا يستطيع أن يفتح عينيه في الضوء ولا يستطيع أن يرى شيئاً، وبدل أن يتم تقديم العلاج له وتوقيف آلامه قال له أحد الأطباء في مستشفى آساف هروفيه الإسرائيلي وباستهزاء: أزل عينك وضع عيناً اصطناعية مكانها.

المماطلة في العلاج:
وأمام المماطلة في العلاج طلب الأسير إياد من أهله إدخال نظارة طبية له تعكس الضوء وكذلك إدخال الأدوية المناسبة بعد تشخيص مرضه على ضوء التقرير الطبي الذي عرض من قبل أهله على أحد الأطباء الفلسطينيين، ولكن إدارة السجون رفضت إدخال الأدوية والنظارة الطبية وكذلك رفضت طلبه إدخال طبيب من الخارج لمعاينته.

على خطى شقيه الشهيد صالح:
الأسير أبو نصار صار في رحلته النضالية على خطى شقيقه الشهيد صالح نصار الذي سقط خلال اجتياحات قوات الاحتلال لمحافظة طولكرم عام 2002، واعتقال شقيقته تهاني التي قضت عامين ونصف في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ويضيف التقرير ان إياد يتذكر تلك المرحلة القاسية التي شهدت خلالها الضفة الغربية عملية الاجتياح العسكري الإسرائيلي وما صاحبها من قتل جماعي واعتقالات واقتحامات، حيث سقط الشهيد ثابت ثابت ورائد الكرمي وغيرهم من الأبطال والرموز المناضلين، وكان لسقوط شقيقه شهيداً أثراً كبيراً على حياته وأسرته وبداية مرحلة جديدة بدأ يخطوها في رحلته الاعتقالية دفاعاً عن حقوق شعبه وحريته وكرامته الإنسانية.

والدته المريضة لم تستطع زيارته منذ مدّة، وقد تدهورت حالتها الصحية في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ ونقلت إلى العلاج في المستشفى التخصصي في عمان، وهي لا تتمنى سوى أن ترى ولدها إياد وتطمئنه على صحتها وخاصة أنه قلق جداً عليها.

وعن واقع السجون يدعو الأسير إياد المؤسسات الحقوقية والإنسانية التركيز في اهتماماتها على الحالات المرضية التي تتعرّض لسياسة ممنهجة من الإهمال الطبي، إذ تتفاقم الأمراض في أجسام الأسرى المرضى وتصل إلى مرحلة حرجة بسبب عدم تقديم العلاج اللازم لها وفي الوقت المناسب.

استهتار الاطباء:
ويقول أن الاسير المريض يستهتر الأطباء بصحته من خلال إعطائه المسكنات فقط التي تعتبر العلاج الدائم والسحري لكل الأمراض. وكذلك تعذيب الأسير المريض نفسياً وجسدياً من خلال نقله أكثر من مرّة إلى هذا المستشفى أو ذاك، وما تحمله رحلة النقل من مشاق وإرهاق وبدون أية نتيجة.

وناشد بضرورة التحرك والعمل لإنقاذ الأسرى المرضى وخاصة المصابين بأمراض خبيثة وإعاقات والذين أصبحت حالتهم خطيرة، وتبنّي حملة إنسانية وقانونية للمطالبة بالإفراج عنهم فوراً.

مستشفى الرملة تحول لعلبة سردين:
وقد وصف مستشفى سجن الرملة، وهو المستشفى الرئيس الذي ينقل إليه المرضى من كافة السجون، بعلبة السردين بسبب اكتظاظه نتيجة الحالات المرضية التي تصل إليه يومياً، وسوء الظروف المعيشية في هذا المستشفى إلى درجة أن العديد من المرضى بدأوا يرفضون الذهاب إلى المستشفى بسبب قناعتهم أنه لا فائدة من ذلك، وتجنباً لاستفزازات قوات نحشون التي تنقل المرضى وتعتدي عليهم في تلك الرحلة الطويلة التي تستغرق حوالي 6 ساعات.

واكدت وزارة الاسرى ان "الأسير إياد نصار لا يريد أن يفقد بصره... يعشق الضوء والنهار... يريد أن يرى أمه وأخوته ووطنه واضحاً، وما زال صامداً في وجه عتمة السجن وعتمة المرض، يستعين بإرادته المشحونة بالشمس والأمل وبإيقاع الحياة والحرية".