وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

كان يحلم بالنجوم- ياسران قضيا شهيدين وثالث ينتظر

نشر بتاريخ: 23/03/2011 ( آخر تحديث: 24/03/2011 الساعة: 14:50 )
غزة- معا- خضرة حمدان- "هنا، تحت هذه النجوم، كان يطير، كان يسبح بالفضاء، يا ترى ماذا تخبئ النجوم وماذا تخبئ السماء؟".

بقي سريره مستوياً، لم يمسه منذ أمس، غادره وبقيت دفاتره وحقيبة المدرسة، ما أشد ترتيبها، سأل تامر عن شقيقه ياسر قال للجميع، أين ياسر؟ تلفتوا يمنة ويسرة يحاولون إخفاء الدمع عن تامر المصاب بجانبه الأيمن: ياسر استشهد.

ياسران قضيا شهداء الجد ياسر طلال الحلو (50 عاماً) وحفيده ياسر عاهد ياسر الحلو قارب السادسة عشر ربيعاً، كان يستعد لاستصدار بطاقة الهوية الشخصية فنال غيرها.
|122383|
يوم أمس الثلاثاء كان يلاعب أشقاءه بالكرة أمام ساحة البيت، قذيفة انتهكت حرمة سكون الظهيرة، تقاذف الأطفال الكرة وجلس ياسر الأكبر يستريح، كان جده يهم عائداً من المسجد القريب بعد أدائه صلاة العصر جامعة، تأهب الطفل محمود جلال الحلو" 11" عاماً لممازحة الجد بقذف الكرة فكان ما قذف شيئاً آخراً كانت قذيفة إسرائيلية سقطت في منتصف " اللعيبة" الأطفال والجد، بترت قدما ياسر الحفيد، قطع رأس الجد، وطار محمود جلال الحلو إلى مكان آخر ليجدوا أمعاءه خارج بطنه استشهد الثلاثة، أما ياسر عامر الحلو الحفيد الآخر لياسر الجد ويبلغ من العمر ثلاثة سنوات فقط فقد التقطت إحدى شظايا القذيفة المدفعية رأسه وحطت رحالها بها، لا نعلم كيف يحتمل الألم هو في العناية المكثفة في اليوم الثاني للجريمة.
|122378|
تامر (12 عاماً) الأخ الثاني للشهيد ياسر استيقظ بعد وقت قصير في المشفى تساءل عمن كانوا معه يلعبون فكان الجواب اخيك وجدك وقريبك استشهدوا جميعاً.

في غرفته بالطابق العلوي للمنزل الكائن بشارع النزاز شرقي حي الشجاعية، كانت حقيبته قد اكتملت ألوانها، تم ترتيب الدفتر بجانب الكتاب، جميعها حملت اسم ياسر عاهد الحلو، أما والدته سنية الحلو فلم تستطع الوقوف ولم تنم ولم تجلس ولم تقف ولم تأكل ولم تبك ولم ولم ولم، بقيت على حالها ألبسوها ملابسها بسهولة فهي في عالم آخر، لقد خرجت فور سماعها القصف الإسرائيلي إلى باب البيت حيث يلعب الأطفال فرأت ما رأت.
|122381|
كل شيء تغير وتكسر في بيتها، ابنها الأكبر ياسر، كان شعلة البيت غاب عنه وبقيت خزانته وسريره ودفاتره شاهدة على من سلبها إياه.
|122379|
عايدة ابنة الجد وعمة الشهيد، كادت تقع مرات ومرات أرضاً، فهي تبكي من كان والداً ومربياً لأطفالها الأيتام الأربعة منذ سنوات وسنوات.

"نرجوكم أن تخرجوا لا تصوروا ولا تكتبوا حرفاً عما نحن به، فكثير سبقونا بالألم والحزن، فماذا فعل لهم العالم" كان هذا رجاءهم لوقف التصوير وأخذ الإفادات التي ستمتلئ بها النشرات الإخبارية الفضائية وصحف اليوم والغد.
|122383|
في ظهيرة اليوم الأربعاء شيعت جماهير غفيرة جثامين الشهداء الثمانية الذين سقطوا بقصف إسرائيلي عصر يوم الثلاثاء، فقد شيعت جثامين الأطفال ياسر عاهد الحلو، وقريبه محمود جلال الحلو وجدهم ياسر طلال الحلو إلى مثواهم الأخير في المقبرة الشرقية بغزة إضافة إلى الشهيد محمد صابر حرارة" 20" عاماً الذي يبعد منزله عن منزل آل الحلو قرابة 500 متر فقط.

كما شيعت الجماهير في يوم حداد أعلنته حكومة غزة جثامين أربعة مقاومين تابعين لسرايا القدس، أدت الجماهير صلاة الجنازة على الشهداء في مسجد العمري الكبير بغزة ورافق التشييع إطلاق نيران بالسماء تحية للشهداء الثمانية وسط مطالبة بالانتقام ممن يذيق غزة حزناً بعد حزن.

|122346|
|122345|
|122344|
|122343|
|122342|
|122341|
|122340|
|122339|