وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

صناعة المستقبل * بقلم : مؤيد شريم

نشر بتاريخ: 23/03/2011 ( آخر تحديث: 23/03/2011 الساعة: 22:16 )
التخطيط وصنع القرار :

إننا ندرك جميعا دور التخطيط في إيجاد منظومة واعية لإحداث ثورة ايجابية في جميع مناحي الحياة حيث أصبح التخطيط ركنا ً أساسيا ً لتقدم وتطوير وتحديث أي مؤسسة ما , والتخطيط هو الخروج عن سكة الجمود والتقليد والانتقال إلى عملية إصلاح شاملة تتضمن النظر إلى المستقبل في ضوء الإمكانيات المتاحة وضمن سلم اولويات يحلل اتجاهات الماضي والاتجاهات المستقبلية المحتملة مع مواكبة مظاهر التقدم والتحضر ومع مراعاة تشخيص الأوضاع القائمة ورسم سياسة علمية ومهنية واستنفاذ كافة الطاقات القادرة على الولوج بمستقبلنا من النفق المظلم بأقل تكلفة وأقصر وقت .

ما يعنينا في هذا الموضوع هو النهج المؤسساتي الذي يؤسس لمؤسسة أو منظومة مهنية قادرة على أعداد شريحة رياضية مهنية أعدادا يليق بثقل المهمة الملقاة على عاتقها والمرجوة منها .

إن النهج المؤسساتي يتمرد على الفردية ويثور على العشوائية في صنع القرار ويلفظ غبار الدكتاتورية من ثوبها ويعلن الولاء والطاعة لتلك المنظومة من القيم الأخلاقية التي تؤهلنا لممارسة دورنا الطليعي في قيادة النهج المؤسساتي , وان الحديث عن صناعة المستقبل يستوجب منا الحديث عن صنع القرار فهو الحدث الأهم في مؤسساتنا .

لقد عاينت ردحاً من الزمن مؤسسات تسلطن عليها صاحب الفخامة والرئاسة ... الرئيس ... الناطق ... المشرف ... الآمر ... الناهي ... الذي ليس له ثان ... والأخر الذي ليس بعده كائن ... انه لذو حظ عظيم هذا الرجل عندما يصدر القرار غير عابئ بمن حوله من الشخوص التي تساق ألسنتهم سوقا ً كالشاة التي تساق إلى الذبح فلا حول لها ولا قوة .

إن المسؤولية الأخلاقية التي تتمتع بها بعض الإدارات والحس الأدبي الذي يخرج عبر صنع القرار بالتشاور وعدم نكران حق الأخر في تبيان وجهة النظر وعدم احتكار الرأي وعدم الانزلاق في وحل ركام الفردية يبشر بمستقبل واعد نحو انتفاضة رياضية تخدم المصلحة العامة وتضعها في ميزان السلامة وان الانقلاب على الديمقراطية وطرد نفس روح الفريق الواحد يوشك أن يفرمل عملية الدوران نحو المستقبل الواعد .

إن ثقافة الديمقراطية التي تتغنى بها دول الغرب قد تأسس بنيانها منذ قرون من الزمن في ظل إسلامنا الحنيف وان الديكتاتورية التي فارقت الحياة منذ زمن بائد عند الآخرين ما زالت تعشعش خيوطها عند الكثير من مؤسساتنا .

إن إزهاق روح الديمقراطية وتملك الفردية في العمل الإداري في مؤسساتنا لينذر بشر مستطير وان من المضحك المبكي أن نرى أعمالا ً تخر لها الجبال وتتصفد أمامها الأقوال والكل ينطق نحن شركاء في الهم لكن القرار مدموغ عليه " صناعة من إنتاج شخص " .

إن القرارات الفوقية التي تحاصر بعض المؤسسات حتما ستعيدها إلى قعر الجاهلية وان التنطع في قول الشراكة علانية وإصدار قول الفصل خفاء ًليؤسس إلى بنيان بلا عماد له وان التحصن خلف القرار النابع بالتشاور والمحاورة والنقاش المستفيض والجنوح إلى الرجاحة العقلانية دون إثارة زوبعة من الانفعالات العاطفية يدشن إلى قاعدة صلبة نحو المقولة " ما خاب من استشار والمستشار مؤتمن "

إن الحراك الرياضي الذي نشهده وعجلة الدوران السريعة التي نلمحها بحاجة ماسة إلى إدارات وقيادات قادرة على العطاء ... قادرة على صناعة مستقبل واعد لغد مشرق ... تحمل هموم الآخرين وتسكب على نفوسهم الطمأنينة وتخرج هذا الجيل من عتمة الطرقات وتبدد لهم الظلمات .
" فهل يعي أصحاب قول الفصل فصول الحكاية " ؟ !

* عضو الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم