نقابة الصحافيين توقع مذكرة تفاهم مشتركة مع وزارة الصحة

رام الله- معا- وقعت نقابة الصحافيين الفلسطينيين، ووزارة الصحة، اليوم، مذكرة تفاهم مشتركة يلتزم بها كل من الجانبين بالعمل المشترك من اجل تطوير دور الاعلاميين والصحافيين في المجال الصحي بما يخدم زيادة الوعي المجتمعي في هذا المجال.

واكد وزير الصحة، د.فتحي ابو مغلي، استعداد الوزارة للتعاون الكامل مع نقابة الصحافيين من اجل بناء برنامج الاعلام الصحي بما يساهم في تطوير مهارات وقدرات الصحافي والاعلامي في هذا المجال، مؤكدا ان نقابة الصحافيين تمثل بيت السلطة الرابعة التي تعتبر عين الجمهور، في حين شدد نقيب الصحافيين د.عبد الناصر النجار على حرص النقابة دعم وتشجيع الصحافة المتخصصة في مجالات مختلفة خاصة في ظل افتقار الصحافة الفلسطينية للتخصص.

جاء ذلك خلال الحفل الذي جرى اقامته في مقر نقابة الصحافيين بالتعاون مع وزارة الصحة من اجل توقيع مذكرة تفاهم مشتركة بين الجانبين تؤسس الى علاقة مستدامة هدفها بالاساس خدمة الجمهور الفلسطيني من خلال تطوير المهارات والقدرات المهنية للصحافيين في المجال الصحي من جانب، وتسهيل حصول الصحافي على المعلومات والوصول اليها واليات التعامل المهني مع هذه المعلومات ونشرها للجمهور.

واستعرض أبو مغلي جملة التطورات والتقدم الحاصل على مستوى القطاع الصحي الفلسطيني في مختلف المستويات، موضحا ان السلطة الوطنية رصدت نحو خمسة ملايين دولار لبناء وتطوير المستشفيات في كل محافظة الى ما حققته على مستوى تطوير الخدمات الصحية للمواطنين من حيث زيادة الكوادر الفلسطينية المدربة وتطويرها بما يصل الى مستويات متقدمة ومنافسة على المستوى الاقليمي.

واشار الى المؤشرات الصحية الايجابية التي تحققت خلال الاعوام الماضية والتي تدلل بوضوح على تحسن مستوى ادارة هذا القطاع من خلال مجموعة من الخطوات التي ابرزها تطوير مستوى الخدمات العلاجية الحساسة مثل عمليات جراحة القلب وزراعة الكلى ومعالجة موضوع التحويلات الطبية للخارج عبر شراء الخدمات من القطاع غير الحكومي الامر الذي ساهم في زيادة الاعتماد على الكفاءات المحلية.

وقال "هذه الخطة الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة وتسعى لتنفيذها سمحت باستغلال الأموال التي تم توفيرها جراء هذا الإجراء بتطوير واستحداث المرافق الطبية وإدخال خدمات نوعية، موضحا ان الوزارة اتخذت قرارا بمنع التحويلات العلاجية الى دول اوروبا كما وخفضت نسبة التحويلات للعلاج في المستشفيات الاسرائيلية الى ادنى مستوى وحصرت التحويلات العلاجية في الامراض التي لا يمكن علاجها في مستشفياتنا.

ورأى ابو مغلي في توقيع مذكرة التفاهم مع نقابة الصحافيين بانها خطوة بالغة الاهمية يجب دعمها باتجاه تطوير الاعلام الصحي في المجتمع الفلسطيني من جانب، مشددا على اهمية اعتماد الصحافي والاعلامي للمهنية ودعم المؤسسات الوطنية وعدم اقتصار دوره في تسليط الضوء على السلبيات فقط.

وعبر ابو مغلي عن فخره بان ميزانية وزارة الصحة وصلت الى قرابة مليار و250 مليون شيقل بعد ان كانت عام 2007 لا تزيد عن 400 مليون شاقل، مؤكدا ان لدى وزارة الصحة وضمن استراتيجتها توسيع نطاق الخدمات الصحية لتصل لكل مواطن انطلاقا من حق المواطن في الحصول على خدمات صحية نوعية.

وقال ابو مغلي: "توقيع هذه المذكرة من شانه خلق حالة من التواصل مع المؤسسات الإعلامية لإيصال المعلومة الصحيحة التي يحتاجها المواطن عبر وسائل الإعلام المختلفة لتعزيز الثقافة الصحية وثقة المواطن بالمؤسسة الصحية والوطنية".

وتشتمل المذكرة التي وقعها الوزير ابو مغلي ونقيب الصحافيين النجار على مجموعة من البنود التي تحدد التزامات كل جانب من اجل تفعيل دور الإعلام المحلي في الشأن الصحي وتخصيص برامج وفعاليات وأنشطة متخصصة، وتسهيل حصول الصحافي على المعلومات الخاصة بالقطاع الصحي، إضافة إلى تنظيم حملات توعية صحية والمشاركة في المناسبات والمؤتمرات الصحية العربية والدولية في حدود الإمكانيات المتاحة، وتدريب الكوادر من اجل الوصول إلى صحافيين متخصصين في تغطية القطاع الصحي والعمل المشترك بين الطرفين لإنشاء شبكة الإعلام الصحي.

واشاد النجار بتوقيع هذه المذكرة مع وزارة الصحة التي تعتبر من الوزارات السيادية وبالغة الاهمية بالنسبة للمجتمع الفلسطيني كونها مرتبطة بالخدمات الصحية للمواطنين مقرا في الوقت ذاته بوجود ضعف لدى الصحافيين والاعلاميين المحليين في تناول القضايا المرتبطة بالصحة.

وقال "ان احد اهداف هذه المذكرة هو دعم فكرة التخصص للصحافيين وتشجيعهم في هذا المجال"، مشددا في الوقت ذاته على التطور الحاصل على مستوى القطاع الصحي.

واضاف "ان تغطية القضايا الصحية قد تكون من اصعب القطاعات كونها بحاجة لدقة متناهية في تفسير وتحليل المعلومات والمصطلحات الامر الذي يعزز الحاجة لوجود اعلام صحي متخصص"، مشددا على اهمية توسيع الحيز الإعلامي في مختلف وسائل الإعلام فيما يخص القطاع الصحي.

ودعا النجار الى اهمية تسهيل تدفق المعلومات باتجاه الحصول على المعلومة في وقتها الصحيح والذي من شانه التأكيد على قدرة الإعلام الفلسطيني على التعاطي مع القضايا الصحية التي تشغل بال المجتمع.

وأشاد النجار إلى التطور الكبير الذي يشهده القطاع الصحي من حيث جودة ونوعية الخدمات مقارنة مع الدول المجاورة، مؤكدا ان توقيع هذه الاتفاقية ياتي ضمن توجهات النقابة في تعزيز العلاقة وتوطيدها مع مختلف مؤسسات المجتمع سواء الرسمية او الاهلية او القطاع الخاص بما يخدم المجتمع ويساهم في تطوير دور وتاثير الاعلام المحلي.

وردا على اسئلة الصحافيين بخصوص موضوع التامين الصحين اكد ابو مغلي على حرص الوزارة انجاز مشروع قانون في هذا المجال من اجل ان يكون التامين الصحي متوفر لكل مواطن، موضحا ان الوزارة انجزت مشروع قانون بهذا الخصوص وانه ما زال على طاولة الرئيس محمود عباس من اجل توقيعه واعتماده.

واوضح ان الوزارة على استعداد لمراجعة اية تعديلات او ملاحظات بخصوص تطويره واعتماده من اجل ضمان حق المواطن في تامين صحي وباسعار ملائمة لكل الفئات.

وحسب نص المذكرة فانها تتضمن انه في إطار التعاون المشترك ما بين وزارة الصحة الفلسطينية باعتبارها المسئولة والمنظمة للقطاع الصحي الفلسطيني ونقابة الصحفيين الفلسطينيين باعتبارها المظلة النقابية المسئولة عن تنظيم عمل الصحافيين، وانطلاقا من الإيمان المشترك بين الجانبين بأهمية تكامل الأدوار لخدمة المجتمع فقد اتفق الطرفان على التعاون في عدد من المجالات، حيث تلتزم وزارة الصحة الفلسطينييية بالتنسيق مع نقابة الصحفيين لتفعيل دور الإعلام المحلي في الشأن الصحي من خلال تخصيص برامج وفعاليات وأنشطة متخصصة في هذا المجال، كما تلتزم وزارة الصحة بتسهيل حصول الصحفيين على المعلومات الخاصة بالقطاع الصحي من خلال وحدة العلاقات العامة والإعلام في الوزارة وحق الحصول على المعلومات وتسهيلها وفق الأنظمة والقوانين، والعمل سوياً على تنظيم حملات توعية صحية والمشاركة في المناسبات الصحية، والعمل على إشراك الصحفيين المحليين في المؤتمرات الصحية العربية والدولية وفق الإمكانيات المتاحة، وتنظيم لقاءات متخصصة مع الصحفيين بهدف الوصول إلى صحفيين متخصصين في تغطية القطاع الصحي، العمل المشترك مع نقابة الصحفيين على إنشاء شبكة الإعلام الصحي.

في حين تقوم نقابة الصحافيين، بتزويد وزارة الصحة بقوائم أسماء كل الصحفيين وأعضاء الهيئة العامة المعتمدين لدى النقابة (الاسم، التخصص، الهاتف، الايميل) لإضافتهم لضمان التواصل الفعال مع الصحفيين وخاصة المحلي منها، كما تلتزم النقابة بتزويد وزارة الصحة بأسماء صحفيين وترشحهم للمشاركة في أنشطة وفعاليات وزارة الصحة خاصة في مجال التدريب وتطوير القدرات، وتشجيع الصحفي المعني والراغب بالتخصص في مجال الإعلام الصحي من خلال تنفيذ برامج تدريبية في هذا المجال بمشاركة مختصين من وزارة الصحة، والضغط والحوار مع المسؤولين في وسائل الإعلام المحلي من اجل توسيع الحيز الإعلامي في وسائل إعلامهم فيما يخص الجوانب الصحية المرتبطة بالمجتمع وقضاياه الصحية.