وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مخيم الدهيشة - لا يسار ولا يمين نحن زهر الياسمين

نشر بتاريخ: 25/03/2011 ( آخر تحديث: 25/03/2011 الساعة: 21:56 )
بيت لحم - تقرير معا - أفاق اهالي مخيم الدهيشة منذ السابعة صباحا على مشهد انتخابي ديموقراطي كبير ، الاف التلاميذ يرفعون صور المرشحين لثلاث كتل رشّحت نفسها لانتخابات مركز شباب الدهيشة الاجتماعي . وهو مركز تأسس في 1969 وكان من اقوى واهم مؤسسات الحركة الوطنية في فلسطين الى حين دخول السلطة ، حيث جرى اهماله وازدراء قيمته وهجرته الطاقات تبحث عن سلطة او وظيفة او مقعد في جهاز امني او منظمة غير حكومية ، لكن قيادات الحركة الوطنية في الدهيشة عادت فجأة من مواقعها الراهنة ، لترسم على جدار الزمن كلمة وفاء لهذا المركز الذي طالما كان المصنع الذي تخرّج منه قادة المخيم من أمثال الشهداء اللكبار محمد ابو عكر وجاد عطالله ومحمد ابو شيخة وحسين عبد الفتاح وابراهيم عودة وغيرهم كثر او الاسرى او المسؤولين ، فمن بين جدران هذا المبنى المتهالك تخرّج اسرى محكومون بالمؤبدات مثل عيسى عبد ربه ومحمود سالم واحمد المغربي وحلمي هماش وغيرهم كثر واعضاء برلمان مثل محمد اللحام ومبعدين مثل الصحافي حسن عبد الجواد ومحمد سعيد واياد عدوي وقادة امنيون مثل رئيس المخابرات اللواء ماجد فرج ومسؤول مخابرات الضفة اسماعيل فراج والعقيد ابراهيم رمضان وغيرهم كثيرون ورجال اعمال كبار واعلاميون كبار في مختلف وكالات الانباء .

وعلى ما يبدو ان قريحة شباب الدهيشة قد فتحت على الانتخابات الديموقراطية ، لا سيما بعد ثورات الفيسبوك في العالم العربي ، وان كان شباب الدهيشة اعتادوا الريادية ويخجلون من فكرة انهم يقلّدون احد الا ان الجيل الجديد متحمس جدا للانتخابات وينشر دعاياته على الفيس بوك . وهو احد الاسباب التي منعت القيادات الكبيرة في المخيم من النجاح في تشكيل ادارة متاّلفة من جميع الكتل ... فالرغبة بالانتخابات والتنافس كانت أعلى من اية صفقة .

هذا وتتنافس ثلاث كتل على الادارة ، في مضمونها فتح والجبهة الشعبية وجبهة النضال الشعبي ، واكد كمال هماش من مخيم الدهيشة وهو عضو لجنة مركزية لجبهة النضال الشعبي ان الكتل المتنافسة هي كتلة الوفاء للمقاومة والشهداء ، وكتلة المخيم للجميع وكتلة شباب الوحدة للتغيير .

هذا ويبلغ عدد المنتسبين لعضوية النادي 1891 صوتا وقررت الحركة الوطنية في الدهيشة ان تطلب من التربية والتعليم الاشراف على هذه الانتخابات ، وبالفعل حضر مدير التربية والتعليم عبد الله شكارنة ومعه مجموعة من الاساتذة ومدراء المدارس واشرفوا على 5 صناديق اقتراع ..... علما ان انتخابات لم تجر في المخيم منذ 16 عاما وهناك كثيرون يشاركون لاول مرة بالانتخابات في صندوق الاقتراع .

عضو البرلمان محمد اللحام قال لوكالة معا : هذا عرس ديموقراطي واستحقاق للتجديد ، وراد على سؤالنا اذا كان المخيم تأثر بما يجري في العواصم العربية قال " نحن نؤثر ونتأثر " .

واللافت للانتباه ان 30% من الناخبين كان ادلى بصوته قبل الساعة 12 ظهرا ، ما يدلل على حجم المشاركة فقد ترك الاطباء عيياداتهم وجاؤوا ومثلهم من كل الوظائف ، وقد شاهدنا طبيب الاسنان ماهر الشيخ والطبيب المعروف محمد عودة وهم يدلون باصواته ، بل حضر الناخبون من مختلف الاجيال والاطياف .وفي هذا الاطار قال الصحافي عطا مناع : هذا يوم متميز للمخيم وتغلب عليه الحياة الديموقراطية ولم يكن مفاجئا هذا الحضور الكبير وهذا التعاون بين القوى ، فهو تنافس قوي على من يريد ان يخدم قضية المخيم ووطنيته فالمخيم للجميع ، ونفى عطا مناع ان يكون الامر بتأثير تلفزيوني من ثورات الفيس بوك في العالم العربي .

اما رئيس لجنة الانتخابات عبد الله شكارنة فقد وصف هذه الانتخابات في الدهيشة انها سلسة وسهلة ولم يسجّل فيها اي تجاوز يمس بشفافيتها او بروح الديموقراطية فيها .

من جانبه المرشح محمود رمضان قال انه يوم حافل بالديموقراطية وحراك اجتماعي حر ومنافسة شديدة ، وأكد انه مقتنع ان الطاقة عند الشباب قد تحركت بفعل ما يشاهدونه على شاشات التلفزيون لما يحدث في العواصم العربية .