وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خلصت الصيفية وما خلصت الحياة الكشفية

نشر بتاريخ: 29/03/2011 ( آخر تحديث: 29/03/2011 الساعة: 14:35 )
زاهر ابو حمدة – لبنان

يقف حسين (12 عاما) امام الخيمة التي هدمها بعد مساهمته بتوتيدها ونام بها سبعة ايام متواصلة، في المخيم الكشفي الصيفي السنوي الذي تقيمه جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية مفوضية لبنان في بلدة داريا في محافظة جبل لبنان بمنتصف شهر آب. يحاول الطفل تأمل كل خيط نُسجت به هذه الخيمة وكل حبة تراب داسها نهاراً وافترشها ليلاً. يصدح صوت القائد منادياً لجمع جميع الاعضاء حول سارية العلم، فاليوم هو اليوم الاخير للمخيم. تلبي جميع الفرق نداء القائد ومنها فرقة الاشبال التي ينتمي اليها حسين، فالجميع قد هدم الخيم ونظف المكان وجهز الامتعة للرحيل بعد اقل من ساعة.

إلتفت الفرق في الساحة حول سارية العلم التي انتصب فيها علمي فلسطين ولبنان بالاضافة الى راية جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية. يهتف الكشافة بالنشيدين الوطنين اللبناني والفلسطيني ونشيد الجمعية. بعدها يلقي القائد المباشر ايهاب ميعاري كلمة يشكر بها كل الفرق وينوه بفرقة الجوالة التي قدمت في ليلة الوداع وسهرة النار اجمل العروض ومن ثم يشرح الخطوات المتبقة ويعطي الكلام لأمين سر المفوضية في لبنان القائد خالد عوض الذي اكد على اهمية المخيمات الكشفية وعلى دور الكشافة في صنع المستقبل. ووجه التحية لشهداء فلسطين ولروح الشهيد اكرم ضاهر امين سر اللجنة الاولمبية الفلسطينية في لبنان الذي سُمي هذه المخيم على اسمه. بعد ذلك تم اختيار افضل عضو متعاون في المخيم والعضو المثالي بالاضافة الى اختيارات اخرى. بعدها يعطي القائد الامر بإلقاء التحية الكشفية والقاء نشيد الوداع (هيا الى اللقاء غداً...) وإنزال الاعلام التي رُفعت في سماء المخيم.

ذكرى وتذكر
ينفض الجميع من حول السارية ويتوجهون لترتيب بعض الاغراض قبل الرحيل. يحاول حسين توديع كل شبر من هذا المكان، تارةً موقدة النار ومكان الحراسة وتارةً اخرى مكان التحطيب ومكان المطبخ. يتكلم مع رفقائه حول هذه الايام الجميلة المتعبة فيستوقفه محمد (13 عام) بكلام استهجاني (انت زعلان لانو راح نرجع ع بيوتنا، شو بدك ايانا نبقى هون). يرد حسين (هون احلى من عين الحلوة)، يدخل اسامة (16 سنة، وينتمي لفرقة الجوالة) على الخط (التخيم حلو بس لو بتساهل معنا القائد شوي).. يضحك حسين ومحمد فقد كان القائد قد عاقبه بالمشي حافيا على البحص وارسله للتحطيب وحيداً لانه خالف آداب المخيم. يرد اسامة غاصباً (انتو اساسا اشبال وانا جوالة وبتشوفوا السنة الجاي). يتابع محمد وحسين الضخك ويقول محمد (انا خايف يصير فيك متل احمد، فأحمد عوقب بتنظيف المخيم كله بالاضافة الى المبيت خارج الخيمة والحراسة لمدة ثلاث ليالي متواصلة). يترك اسامة زملائه ويذهب، ويبقى محمد وحسين يرتبون شنطهم ويسأل الثاني الاول، ماذا ستفعل حين تصل البيت. يجيب محمد (بدي اتحمم بمي سخنة لانو هون المي باردة كتير وتلجتني) وانت ماذا ستفعل؟ يرد حسين (بدي اكل من طبخ امي واروح عمحل الكمبيوتر واروح مع امي عالسوق نجيب غراض كرمال قرب رمضان). حديث محمد وحسين يستمر عن الذكريات الجميلة التي انقضت في المخيم وخصوصا جلسات السمر في الليل حول موقدة النار والرحلات التي كانوا يقوموا بها في النهار والانشطة العديدة الاخرى.

آلالام وكلام
يجتمع الجميع حول الباصات التي ستقلهم الى منازلهم، الطابور طويل فأكثر من مئة طفل وشاب في هذا المخيم، يسأل احدهم قائدهم، (ايمتا عنا اجتماع؟) يجيب القائد ( بعد بكرا بالمركز لانو بدنا نحضر لرمضان وعنا اشيا كتير واهمها في تدريب للفرقة الموسيقية). يعاود عريف الجوالة عد جميع العناصر وبعده يعد القائد كل الاشخاص وينادي على الاسماء ويأمرهم بالصعود الى الباص. في الباص الجميع يصمت في بادئ الامر الا ان صوت اتى من حسين يطلب من زملائه الحديث الى القائد بشأن اقامة الاجتماع الاتي غداً وليس بعد غد. يتفاوض مع الجميع ويتفقون على ابرام اتفاق ليطرحوا هذه الفكرة مع القائد والسبب انهم سيشتاقون لبعض فقد قضوا اسبوعاُ كاملاُ مع بعضهم وتأقلموا جدا. تصل الباصات الى مخيم عين الحلوة ويصتف الجميع في الطابور الاعتيادي، ويحاول حسين ابلاغ القائد بفكرته فيسبقه القائد ويقول (الاجتماع بكرا مش بعد بكرا وهذا بناءً على طلب 4 باصات من اصل 5 ورأي الاغلبية بيمشي). يستغرب حسين القول فالباص الخامس هو الباص الذي كان به.

نشاط مستمر
كان اليوم التالي حافلاً بالتساؤلات والاقتراحات، الجميع مجتمع في مركز الجمعية. كل الحاضرين يسألون عن النشاط الاتي ويقدمون اقتراحات مهمة. خلصت الحلسة الى عدة نشاطات ابرزها التهنئة بشهر رمضان وعيد الفطر واقامة الاحتفالات والمسيرات الكشفية الليلية بالاضافة الى تنظيق مقبرة درب السيم التي ابتلعتها الاعشاب والحشرات.

يقول القائد ايهاب ، ان نشاط الجمعية في كل ايام السنة لكننا نراعي الحياة المدرسية. اذ كل الاطفال والشباب في المدارس والجامعات ونحاول ان نساعدعم قدر الامكان في اقساطهم والقرطاسية وما شابه. ان النسيج المجتمعي بحاجة الى الكشافة واغلب الناس تعرف قيمة الجمعية ودورها على الرغم من وجود محرضين ومشكيكين. ان الجمعية تنمي قدرات الفتية والشباب الروحية، العقلية، الجسدية والاجتماعية، ليكونوا مواطنين ايجابين في مجتمعاتهم يجسدون الارتباط الاخوي بالمجيمع المحلي الوطني والقومي والعالمي الانساني. وتقع المسؤولية على عاتقنا بتوعية الفتية والشباب من النواحي الوطنية الفلسطينية وتعريفهم على قيمة فلسطين ومدى اهمية تحريرها، يؤكدايهاب .

يشرح امين سر جمعية الكشافة والمرشدات في لبنان خالد مبادئ الجمعية التي تقوم على الواجب نحو الله والوطن والاخرين والذات، وذلك بترسيخ الايمان والتمسك بمبادئ الدين والحرص على القيام بالواجب الديني والالتزام بما يدعو اليه من قيم وفضائل. والولاء للوطن وحب الاخرين والدعوة للآخاء والتفاهم المستمرين، من تقديم العون والمساعدة للمجتمع من خلال العمل التطوعي والارتباط بالمجتمع المحلي، العربي والانساني. بالاضافة الى الاهتمام بتنمية الذات لتكون قادرة على اداء ايجابي وفعال. وتنمية الذات مسؤولية فردية لا بد منها لتتكامل مع قدرات المعنين لها.