وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فاروق شوشة يتألق في مؤتمر الفجيرة- البحر الاحمر لم يكن موجودا من قبل

نشر بتاريخ: 29/03/2011 ( آخر تحديث: 29/04/2011 الساعة: 15:26 )
الامارات- الفجيرة- كتب خالد قاسم لوكالة معا- في اطار ملتقى الفجيرة الاعلامي الثاني وتحت عنوان "الترجمة واللغة العربية في وسائل الاعلام وتحديات المستقبل"، بدأ كبار اساتذه وحماة اللغة العربية مؤتمرهم في شرح اوجه الترجمة وابعاد علاقتها باللغة العربية.

وبرعاية سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة ينطلق المؤتمر لمدة يومين وبمشاركة عشرات من المختصين ونخبة من الرموز، وعلى راسهم د. الشاعر المعروف فاروق شوشة الرئيس الاسبق للاذاعة المصرية ورئيس مجمع اللغة العربية ومقدم برنامج لغتنا الجميلة وهو ايضا مسؤول بيت الشعر واداري مجلس الثقافة والذي اغنى بحضوره هذا المؤتمر واذهل الحضور بمرونته وتعاطيه مع اللغة العربية، ككائن حي وليس ديناصورا محنطا كما يحلو للبعض ان يقدمها، بل ان شوشة ذهب ابعد من ذلك ونسب فضل احياء اللغة العربية الى الاعلاميين العرب ووسائل الاعلام ولم يهاجمهم كغيره من علماء اللغة.

ويشار ان تفاصيل المؤتمر ستكون على موقع فجيرة نيوز، الا ان الجلسة الاولى وبحضور الفنان السوري اسعد فضة كضيف شرف، كانت جلسة عاصفة بالمعلومات القيّمة، فامام الفيس بوك والتويتر والانترنت كيف يمكن ان ندافع عن اللغة العربية في الوقت الذي صار شبابنا يكتبون رقم 3 في اشارة الى حرف العين ورقم 7 للدلالة على حرف الحا وbrb بمعنى ساعود في اقرب فرصة ؟؟

وقال فاروق شوشة إن اللغة العربية صارت في كفة والاعلام العربي في كفة، ورغم ان هناك كثيرين ينتقدون الاعلام العربي لما وصل اليه حال اللغة العربية الا ان الحق يقال انه لولا الاعلام العربي والاستخدام الحي للغة لما اصبحت اللغة العربية هي اللغة السادسة في الامم المتحدة، مضيفا ان اللغة العربية الموجودة في المكتبات هي لغة بلا صوت ولا صورة اما اللغة المنطوقة فهي اللغة العربية في وسائل الاعلام، هي منطوقة ومؤداة ومتفاعلة مع عناصر اخرى.

واضاف شوشة اننا نستخدم لغتي فصحى، فصحى جاهلية ومنها شعر النقائض وتاريخ المعري والمتبني والجاحظ وابي حيان التوحيدي، وفصحى عصرية بدأتها وسائل الاعلام العربية في لبنان وسوريا ومصر قبل نحو عشرين عاما، ووصف اللغة الفصحى في الاعلام انها لغة جميلة وعصرية وهي لغة الجملة الاسمية بدل الفعلية في كل مواجيز الاخبار وانها اضافت عشرات الاف الكلمات والمصطلحات للغة العربية فزادتها غناء، مثل الخصخصة والاستنساخ والقتل الرحيم والنشطاء واغراق السوق والعوربة والعولمة والكونية واللوبي وتعذيب مياه البحر وبلورة وعشرات الاالاف من مثيل هذه الكلمات والمصطلحات التي لم تكن موجودة قبل عشرين عاما في الغلة العربية.

وقال شوشة إن الاعلاميين العرب ابدعوا في تعريب المصطلحات وليس ترجمتها فقط واعطى امثلة ومقارنة بين الاعلام والازهر والمجمع اللغوي ومنها مثلا كلمة فقير معدم حيث جرى اشتقاق كلمة اعدام منها في الاخبار !!!

اما الدكتور محمد عوض البارودي وهو وزير الثقافة السوداني فاعطى امثلة حسية عن المذيعين وكيفية عملهم وفي كلمة مركزة انفرد بالحديث عن اللغة العربية وعلاقتها باللغات الافريقية، وان التاريخ قبل 135 الف سنة كان واحدا لان البحر الاحمر لم يكن موجودا بل كان مجرد اخدودا صغيرا وكانت اسيا ملتصقة بافريقيا.

اما الدكتور صالح هويدي فتحد عن جدل الاستلاب والمثاقفة ودخل الى الترجمة ودافعها سواء كان فضول معرفي او نقل واستنساخ ام خلخلة وتثوير، وكيفية الانتقال من المونولوجي الى الديولوجي.

من جانبه الدكتور سليمان عبد المجيد وهو عراقي الجنسية ويعمل مترجما مباشرا في قناة الجزيرة ، فتحدث باسهاب ومتعة عن الترجمة الفورية وانواعها ، الوفري والتعاقبي وشرح كيفية المسؤولية والضغط الكبير على المترجمين الفوريين وكيفية عملهم من دون قاموس وانهم يستخدمون تركيزا عاليا جدا للقيام بالمهمة .

في اليوم الثاني للمؤتمر من المفترض ان يلقي د. ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا مداخلته حول سوء الفهم المتعمد وغير المتعمد في الترجمة كما سيقدم الدكتور الماحي عبد الله من جامعة عجمان مداخلته حول التطبيقات المعاصرة للترجمة التتابعية ومحاذير الانفلات اللغوي الى جانب العديد من الاخصائيين وصولا الى المقترحات للمترجمين ووسائل الاعلام ..