وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مانديلا: الاسير نمر محمد يعاني من عدة امراض وادارة السجون ترفض علاجه

نشر بتاريخ: 30/03/2011 ( آخر تحديث: 30/03/2011 الساعة: 13:52 )
رام الله -معا- قائمة طويلة من الامراض يعاني منها الاسير نمر الحاج محمد (50 عاما) من بلدة بيت فوريك حرمته من النوم والراحة والاستقرار في سجنه الذي تحولت كل لحظة فيها لرحلة عذاب وجحيم لا ينتهي وسط اهمال ادارة السجون ورفضها علاجه.

وتعرب المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة "مانديلا" عن قلقها الشديد على حياة الاسير نمر اثر زيارته في سجن شطة امس بسبب انعكاس حالته المرضية على شكله وحركته وكل مناحي حياته والتي نجمت عن التحقيق القاسي الذي تعرض له على مدار شهرين متواصلين منذ اعتقاله .

اثار خطيرة:
وتضيف دقماق انها اصيبت بصدمة شديدة لدى مشاهدة الاسير نمر الذي لم تحظى قضيته سواء خلال رحلة التحقيق او عذابات المرض في سجنه والاثار الخطيرة التي نجمت عن الانتهاك الكثيرة التي مورست بحقه ، لم تحظى باي متابعة او اهتمام مما جعله هدفا سهلا لاستمرار العقاب التعسفي بحقه وحرمانه من ابسط حقوقه بما فيها العلاج رغم عشرات الطلبات التي قدمها والاسرى الذين يعتبر اهمال ورفض علاجهم احد السياسات الرسمية التي تمارسها ادارة السجون على نطاق واسع حتى انها رفضت السماح له بالاقامة في المستشفى .

التحقيق القاسي:
وخلال زيارته ، افاد الاسير نمر الذي كان يعمل مديرا لمكتب تأهيل الاسرى في طوباس ، ان سلطات الاحتلال اعتقلته عن جسر اللنبي خلال عودته من الاردن في 17-7-2006 ، ورغم مرور عدة سنوات لم ينسى لحظات التعذيب القاسية التي عايشها لان اثارها لا زالت ترافقه في كل محطة وسجن لتشكل شاهدا حيا على الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الاسرى ، واضاف " رغم انني تعرضت للاعتقال سابقا عام 1989 لمدة عام ، فان تجربة اعتقالي الثاني تعتبر الاقسى والاصعب ، ففور اعتقالي خضعت للتحقيق لمدة 5 ساعات عن الجسر ثم نقلوني الى تحقيق المسكوبية ، حيث بدأت رحلة العذاب " ، وذكر الاسير نمر انه جرى شبحه على كرسي مقيد اليدين والقدمين ومعصوب العينين لمدة 5 أيام ، فكان يتم ازالة العصبة عن عينيه فقط من أجل التحقيق معه .

وروى الاسير للمحامية دقماق ، صنوف التعذيب التي مورست بحقه في مسلخ الموت البطيء ، وقال "تعرضت للتحقيق العسكري الذي تخلله الضرب على وجهي لدرجة انه كان يميل الى اليسار واليمين ،وفي بعض الاحيان فرضوا علي رفع قدميه وانا على كرسي دون ظهر واليدين مكبلتين الى الخلف اضافة لاجراء توازن لمدة 15 دقيقة على مدار اكثر من 5 ايام مما تسبب في وجع شديد في العمود الفقري لا زلت اعاني منه لغاية اليوم، كما حرمت من قضاء الحاجة طول الفترة الاولى من التحقيق كنوع من الضغط علي" .

لحظات الموت البطيء:
وتذكر دقماق ، ان الاسير ورغم الحكم عليه بالسجن ل35 عاما ، وخلاصه من يوميات التعذيب التي استمرت ل60 يوما ، لا زال يتذكر كل ثانية من هول ما مورس بحقه من انواع اخرى من التعذيب ، وذكر ان النوع الثاني من التعذيب ارغامه على الوقوف على رؤوس الاصابع واليدان للخلف مكبلة ومنعه من ملامسة جسده للحائط بالمطلق ،وذلك لفترات متلاحقة بمعدل كل فترة ربع ساعة وهذه كانت ايضا على مدار الخمس ايام الاولى ، وفي بعض الاحيان اكثر من مرة . اما النوع الثالث والحديث للاسير نمر " فهو وضع كلبشات على اليدين ووضع كلبشات ثانية في منتصف اليدين للخلف ومحاولة رفع اليدين من الخلف وهذا كان يمزق الجسد " ، ورغم معاناته وتدهور حالته الصحية استمرت جولات التحقيق وفي احداها كان اثنان من المحققين يمسكان به ويضعوه على البرش وبعد ذلك يتم التحقيق معه .

اثار التعذيب:
لم تنتهي رحلة الالم والمعاناة بعد توقف التحقيق مع نمر ومحاكمته ، فقد ظهرت مضاعفات واثار التعذيب عام 2008 بالام شديدة انتهت باستئصال المرارة واجراء عملية فتاك في نفس السنة ، ولكنه ذكر انه حتى اليوم يصيبه خدران نتيجة ذلك ولا يشعر في المنطقة التي بها فتاك باي احساس لانهم وضعوا سيخ في تلك المنطقة ، وايضا يعاني من صداع دائم و الام شديدة في العمود الفقري وفي الرجلين عند الركبة لا يقدر على حمل نفسه في المرات ،ويوجد قشط في الرجلين . واشتكى من وجود مسامير ليست لحمية مسامير عظم تجعله غير قادر على الوقوف ، كما يعاني من اضطراب وسرعة في دقات القلب ، انزلاق في العمود الفقري نتيجة حركة التوازن اثناء التحقيق . وذكر انه اثناء المحكمة تحدث مع القاضي وقدم شكوى حول ما مارسه المحققون معه في التحقيق واساليب التعذيب لكن ذلك لم يجدي ولم يؤثر ولم تتخذ المحكمة قرار بشان ذلك .

رفض الاقامة في المستشفى :
وتفيد ، انه مع حملة التنقلات من سجن لاخر ، فان الاسير نمر لا يتلقى العلاج المناسب ، وتقدم له الادارة المسكنات وادوية منومه لوجع الرأس، وعلاج للقلب والعظام ، بينما تضاعفت معاناته في معدته بسبب تناول العديد من الادوية الغير مجدية بينما لا زالت الادارة ترفض نقله للمستشفى والاقامة فيه للعلاج . وتناشد دقماق ، كافة المؤسسات الانسانية والدولية التحرك الفوري والسريع لمتابعة قضية الاسير نمر الذي تفتك الامراض بصحته وحياته، وطالبت بمتابعة الشكوى التي قدمها لتكون بمثابة تعزيز للجهد المبذول لالزام اسرائيل بوقف تعذيب الاسرى ، اضافة لادخال فريق طبي متخصص لفحصة وتحديد العلاج المناسب له . واكدت استعدادها لادخال فريق طبي خاص لتفادي الاثار الخطيرة التي اصبحت تهدد حياته.