|
أنت لا ترى ولا تحس ولا تنظر"/ جندي إسرائيلي مقاتل يكسر الصمت/.. دانيال ستورم
نشر بتاريخ: 06/09/2006 ( آخر تحديث: 06/09/2006 الساعة: 22:11 )
أظهرت اخبار منتصف النهار الدبابات الاسرائيلية وهي تقصف قطاع غزة أخبرني الجندي الاسرائيلي " يهود أشاؤول" أنه قرر ان تكون رسالته انتقادا للجيش الاسرائيلي عندما تكون أفعاله غير أخلاقية .. قال المحارب الكندي : الأمريكو إسرائيلي أن أسرته المحافظة إختارته لان يكون جندياً في الجيش الاسرائيلي ولكن بعد ثلاث سنوات من الخدمة شهد الرقيب الشاب منظراً من القتل والنهب أثناء مهمة في الخليل، وقد أزعجه ذلك لدرجة أنه قرر أن يترك عمله في الجيش وفي حزيران من عام 2004 أسس " كسر الصمت" والذي يضم حوالي 350 عضواً جميعهم من المحاربين القدامى في إسرائيل الذين أتوا ليروا ما شهدوه في الجيش كقاسم مشترك بينهم .
تقوم مؤسسة " كسر الصمت" بإعداد جولة محاضرات ومعرض صور تقدم من خلالها نظرة ناقدة على الاحتلال العسكري الاسرائيلي الفلسطيني .. يا دانيال ستورم : أنت تنتقد الجيش الاسرائيلي رغم أنك خدمت في جيش الدفاع أليس هذا نفاقاً ؟ .. يهودا شاؤول : أظن أنني وكل عضو من منظمة " كسر الصمت" نستحق إنتباه الجمهور منذ طفولتي المبكرة كان واضحاً أنني سأكون ضابطاً أنا لم أستيقظ يوما في سن الثامنة عشرة لأقول هيا لنذهب للهو في الاراضي المحتلة ، نحن جميعاً جنود سابقون، عندما كنت في الاراضي المحتلة كان يمكن القول أنني جندي أمريكي، فقد كنت أمتلك M16 ليست اسرائيلية الصنع، أطلقت قذائف لم تنتج بأموال اسرائيلية وإنما اسرائيلية ، كل إنسان والامريكي بشكل خاص يجب أن يعلم ما الذي يجري في العالم ، وبما إنني هنا فلا بد أن أتحدث عن هنا . دانيال ستورم: منذ متى أدركت ان الاحتلال فاسد ، كما تقول ؟ يهودا شاؤول : لقد تربيت في أحضان عائلة يمينية جداً في القدس، ثم درست الثانوية في مستوطنة قرب رام الله، عندما بلغت 18 لم يكن هناك شك حول إنني سأنضم لجيش الدفاع الاسرائيلي، كان السؤال الوحيد يدور حول الدرجة التي سأرقى اليها، هل سأكون في وحدة النخبة أو مقاتلاً عادياً في المشاة، الاّ أن ما شاهدته في الاراضي المحتلة فتح عيني . دانيال ستورم : هلاَّ وضَّحت ؟ يهودا شاؤول : في الخليل علق المستوطنون لافتة تدعو الى عدم اخلاء المستوطنات ( كما اتفق عليه في المعاهدة) كتب على اللافتة شيئ كهذا : " أيها الجندي .. أيها القائد .. يجب أن تميز بين الخير والشر وبين العدو والحبيب" .. لقد تعلمنا في الجيش الاسرائيلي انه يجب طرد الاعداء " يقصد الفلسطينيين" وليس الاحبة " المستوطنين" ، عندما إلتحقت بالجيش كانت عندي رؤيا واضحة للصح والخطأ إما أبيض أو أسود ولكن فيما بعد علمت أن كل شيء رمادي . دانيال ستورم : ما الذي حصل في الخليل ؟ يهودا شاؤول : الخليل هي ثاني كبرى المدن الفلسطينية في الضفة الغربية بواقع 150 الف فلسطيني، ويسكن في وسطهم حوالي 600 مستوطن يهودي يحرسهم 450 جنديا . إتفاقية أوسلو قسمت الخليل الى قسمين بحيث يخضع 120 الف فلسطيني للسيطرة على الفلسطينية، 30.000 الف يخضعوا للسيطرة الاسرائيلية. منذ بداية الانتفاضة 2000-2002، بدأ الفلسطينيون بإطلاق النار ليلاً من الجبال على المستوطنات الاسرائيلية، أخبرني رفيقي الضابط أننا يجب أن نرد على النيران، وقد مكن لنا ثلاث مواقع جيدة داخل الأحياء الفلسطينية، قمنا بنشر القناصة وقاذفات القنابل وكان موقعي في مدرسة فلسطينية في الخليل، وكانت مهمتنا إستهداف بيوت الفلسطينيين، أذكر الدهشة عندما سمعنا ذلك ..دانيال: تقصد أن تطلق النار داخل الأحياء السكنية ؟؟ .. حينها تذكرت قواعد السلامة أثناء التدريبات والتي تتضمن على أن لا يكون أحد في محيط يل من الهدف عند الحديث عن ذخيرة حية ، أما الان فيجب أن أطلق داخل المنازل التي يسكنها الناس، القنبلة تقتل كل من يتواجد في محيط 8 أمتار وتجرح كل من يتواجد في محيط 16 متر، في الليل طلب منا سحب الزناد بعد أن أطلق الفلسطينيون النار، في اليوم الاول وقبل أن تضرب القنبلة الهدف بثوان كنا نصلي أن لا يصاب أحد الأبرياء ، وفي الايام التالية بدأ التوتر ينخفض تدريجياً الى أن أصبح الأمر كاللعبة بعد أسبوع . دانيال ستورم : هل في تلك الأثناء أصبحت ناقداً لمهمة الجيش ؟ يهودا شاؤول : ليس تماماً فقد بدأت أفهم الفساد تماماً بعد أن تركت الجيش الا أنك عندما تكون جندياً في الجيش لا تستطيع أن ترى الفلسطينيين على أنهم بشر مثلنا وإلا لما إستطعت أن تقفز من على أحد السطوح ليلاً لتوقظ إحدى العائلات وتجمع النساء في زاوية والرجال في أخرى وتعبث في المكان فساداً .. على حاجز عسكري يمكن أن ترى شكل الانسان المكون من رأس ويدين ورجلين، ولكن عندما تطلق القنابل داخل الأحياء السكنية فإنها مثل ألعاب الحاسوب . دانيال ستورم : ألم تكن أفعالك مبررة بإعتبار العنف الفلسطيني ؟ يهودا شاؤول : لا يمكن تجاهل إستخدام الفلسطينيين للعنف، ولكن ما هي حدودنا الأخلاقية كمجتمع وأمة ؟ هل يمكن أن نعتبر القنابل داخل الأحياء السكنية ردا على النيران ؟ عندما أيقنا ان الفلسطينيين لن يتوقفوا عن إطلاق النار علينا إتباع استراتيجية جديدة هي " أبرز وجودك " أصبحنا نسير دوريات صامتة في الشوارع نطلق النار على البيوت ونلقي القنابل في الساحات . دانيال ستورم : في أي مرحلة بدأت تتعاطف مع الضحية في هذه المعركة ؟ يهودا شاؤول : إن كلمة ضحية غائبة عندما تكون في الميدان ففي أثناء القتال أنت لا ترى ولا تحس ولا تنظر.. وبالتالي فـ" كسر الصمت" يشير الى مستويين من الصمت أولهما شخصي حيث تدرك ما الذي يدور حولك، والثاني يشير الى صمت المجتمع .. عندما كنت أطلق النار والقنابل في الخليل كان والديَّ في القدس يسمعون الجملة الشهيرة عبر الإذاعة " إن الجنود الإسرائيليين يردون بالمثل على مصادر النيران " نحن كنا نطلق دون أن نحدد مصادر مطلقاً، ولكن هكذا يتلقى المجتمع الإسرائيلي والبشر المعلومات . دانيال ستورم : كيف إستجاب الناس لانتقاداتك ؟ |