وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دوري المحترفين شمعة منوره تضيء سماء الكرة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 31/03/2011 ( آخر تحديث: 31/03/2011 الساعة: 21:55 )
كتب :ماجد ابوعرب

عادت ماكينة المحترفين الفلسطينيين إلى الدوران مجددا بعد انقطاع قسري دام 44 يوما بسبب الاستحقاقات العربية والدولية للمنتخب الفلسطيني ,ومع هذه العودة عادت الحياة لتدب من جديد في ملاعبنا الكروية ,وعادت معه المناكفات الرياضية تجد صداها بين اللاعبين من جهة وبين الجماهير التي تعشق المستديرة من جهة أخرى .

جمهورنا اثبت قوة انتمائه وتحيزه للكرة الفلسطينية ,التي بدأت أولى خطواتها نحو الاحتراف, ففي الأجواء الماطرة شديدة البرودة زحفت هذه الجماهير إلى ملاعبنا ,ولم تلتفت هذه الجماهير إلى برودة الطقس ,وانخفاض درجات الحرارة ,حاملة على أكتافها وبين أضلاعها راية الوطن بألوانها الأربعة وتجسد ذلك عمليا في مباراة تايلاند على ملعب الشهيد فيصل الحسيني ,وتكرر ذات المشهد في غالبية ملاعبنا ,ولم أجد أجمل من منظر جماهير بلاطة والظاهرية الذين زحفوا بالمئات إلى إستاد نابلس في بداية إياب المحترفين, وهم يحملون المظلات بأيديهم حتى تقيهم من زخات المطر ,الأمر الذي يدعو الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بالتعاون مع البلديات الفلسطينية إلى ضرورة تغطية مدرجاتنا وتأهيل هذه المدرجات بشكل لائق ومقبول احتراما لانتماء هذه الجماهير التي تزحف من ملعب إلى آخر لمتابعة دوري المحترفين , ونأمل في العام القادم أن لايتكرر منظر الجماهير المؤلم الذين كانوا يهربون من زاوية إلى أخرى لحماية رؤوسهم من مطر الشتاء ,ومع ذلك يصرون على متابعة فعاليات المحترفين حتى لو اضطروا لتغطية رؤوسهم بكرسي بلاستيكي مقلوب أو مظلة أوحتى سترة سبحت في بحر من مياه الأمطار ,هذه الجماهير التي تتكبد مصاريف السفريات تستحق مدرجات مغطاة تقيهم برد الشتاء وتحميهم من حرارة الصيف.

فالقطريون اجتازوا مرحلة المظلات وباتوا يخططون إلى ابعد من ذلك وهو إيجاد مدرجات مكيفة وشاشات عرض تلفزيونية أمام مقاعد المتفرجين الذين سيحلون ضيوفا على قطر في ماراثون كأس العالم الذي تستضيفهم قطر العربية عام 2022 ,بل أنهم (أي القطريون ) سيتحدون الطبيعة لتوفير أجواء مناسبة من خلال أمطار صناعية تخفف من وطأة حرارة الجو لديهم .

نحن في فلسطين منحنا الرب جو مثالي وطقس معتدل ولا نحتاج إلى طائرات تبث رذاذ ملبد ينعش فؤاد الجماهير ويبعث النشاط في أجساد اللاعبين ,بل نحتاج إلى مدرجات مغطاه ’ومقاعد محترمة تحمي ملابس الضيوف من بقايا قهوة جافة سكبها مراهق في لحظة غضب أو لحظة فرح ,نحتاج إلى مقاعد تحمي أجساد بعض الجماهير من شبح الباصور اللعين , البعض ربما يقول احمدوا الله على ما وصلت إليه ملاعبنا ؟؟؟ من تطور ورقي ,نقول نحمد الله ونشكر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على ما يبذله من جهد لتطوير البنية التحتية في ملاعبنا ,كما نشكر بلدياتنا التي واكبت هذه النهضة في ملاعبنا من خلال التخطيط والتنفيذ الذي تشهده ملاعبنا .

لكن في الوقت ذاته ندعو جماهيرنا إلى حماية هذه الانجازات بحدقات عيونهم ,وعدم السماح لمراهق ومتعصب أن يحطم مقعد كما جرى في إستاد فيصل أكثر من مرة ,أو سرقة بعض الأدوات الصحية في حمامات إستاد نابلس ,آملين أن نرى ملاعبنا في أبهى صورها ,وهذا الأمل يحتاج إلى تضافر الجهود من قبل المواطن وحتى المسئول والى عين ساهرة تحمي الانجازات وتحارب ضعاف النفوس , فالانتماء ليس شعارا نردده بل عادة يومية نمارسها.

|112490|