|
يوم خاص للنساء في حمام الشفاء التركي تنظمه عاملات برنامج التأهيل
نشر بتاريخ: 01/04/2011 ( آخر تحديث: 01/04/2011 الساعة: 09:42 )
نابلس - معا - نظمت عاملات برنامج التأهيل المجتمعي التابع لجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، والهلال الأحمر الفلسطيني، يوماً نسائياً خاصاً، لعدد من الأمهات والنسوة والفتيات، قارب عددهن الأربعين بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، ويوم الأم في آن واحد.
واجتمع الحضور صباح أمس في حمام الشفاء التركي في البلدة القديمة بمدينة نابلس قرابة الثلاث ساعات، حيث رحب مسؤلو الحمام بنشاط عاملات برنامج التأهيل، معتبرين أن الاهتمام في المعالم التاريخية لمدينة نابلس لفتة مميزة وذكية من البرنامج خاصة في ظل ما تتعرض له هذه المعالم من إهمال ونسيان في ذاكرة الجيل الجديد، ويعد يوم الثلاثاء في حمامات مدينة نابلس التركية يوماً مقتصراً على النساء، يجتمعن فيه لمواصلة لقاءاتهن الاجتماعية وثرثرتهن المحببة، والترفيه عن أنفسهن وتجديد النشاط في حياتهن. وضم جمع السيدات، أمهات لأشخاص ذوي إعاقة، وسيدات يعانين من إعاقة، ومتطوعات من برنامج التأهيل المجتمعي، وعدد من خريجات الدورة الأخيرة لتدريب عاملات جدد في البرنامج. ووسط أجواء تراثية دافئة، رحبت جيهان الشولي، ونبيلة أحمد، وسناء النجار، بالمدعوات للمشاركة في نشاطات اليوم الترفيهي الذي يهدف إلى تعميق أصر التواصل بين السيدات، ورفع مستوى الدعم المجتمعي المعنوي الذي تتلقاه كل سيدة من قريناتها، وانتحت السيدات زوايا المكان المليء بالزخارف والتحف التراثية، فيما استهلت النشاطات بحديث إحدى السيدات عن تجربتها مع الإعاقة، تلاها سيدة أخرى تحدثت عن تجربتها مع ابنها. من جهة أخرى عبرت ردينة أبو جراد إحدى المدعوات عن فرحتها بهذا النشاط الذي أعاد للسيدات ذكريات اللقاءات الاجتماعية والأحاديث الطيبة، وعن تجربتها مع الإعاقة قالت السيدة أبو جراد، "بعد ولادتي بفترة قصيرة أصبت بحمى شديدة، نتج عنها عدم قدرتي على المشي والحركة ، أو ما يسمى شلل الأطفال، لكن هذا لم يمنعني أن أكون فرداً مميزاً في عائلتي، أن أحارب لأثبت وجودي، وأكمل تعليمي، وأعمل في المجال الذي أحب، وكما حاربت لأثبت وجودي حاربت في المجتمع لأثبت حقي في الزواج وقدرتي عليه، الإعاقة لم تكن يوماً سداً يمنع الإنسان من تحقيق طموحاته إلا إذا أراد الإنسان ذلك، تزوجت وأنجبت أربعة أطفال، وأنا سعيدة بما حققته في حياتي، وسعيدة أكثر اليوم هنا، عندما أرى فرحة السيدات بالاجتماع مع بعضهن وتبادل همومهن، والإصغاء لبعضهن، بالنسبة لي اكتشفت أن هناك من حاربت بشكل أفضل مني بكثير وهذا الأمر أسعدني لأنه يعني أني لم أكن أحارب وحدي. وفي الجهة المقابلة، برزت أم رامي عيسى، التي تحدثت عن تجربتها مع طفلها فادي بعد إصابته في عينه، وقالت السيدة أم رامي: "كانت تجربة مؤلمة لنا ولا شك، لكنه كان الفرد الأقوى فيما بيننا جميعاً، الصدمة والتجربة والمشفى والألم كله كان يعذبنا ويعذبني بشكل كبير، لكني حاولت جاهدة إخفاء ذلك عنه". وعن الكيفية التي تتعامل بها السيدة عيسى مع ولدها تقول: " كنت واثقة من قدرته على تجاوز الألم، لم يتركه أحد فالجميع كان بجانبه دائماً، لأنه كان دائما بجانب الجميع، لم يختلف ابني البتة بعد إصابته بقي حنوناً وعطوفاً علي كما كان، يساعدني في أعمال البيت، ويحمل عني كثيراً من الهموم والمشاكل، وأنا بدوري لم أسأله يوماً هل تقبلك الآخرون وكيف، لأني أثق بقدرته على التكيف وفرض شخصيته الهادئة وكبرياءه الرفيع على من حوله، وخير دليل على ذلك تفوقه المذهل في الجامعة"، حيث يدرس فادي تخصص شبكات الحاسوب، وتضيف، "كان فادي أجمل أطفالي وبقي كذلك وأكثر". وشكرت السيدة أم رامي عاملات التأهيل على هذا اليوم الذي أتاح لها التخفف قليلاً من ضغوط الحياة، والاستمتاع بالوقت مع غيرها من السيدات، مؤكدة أن هذه النشاطات مهمة لأي امرأة تحمل مسؤوليات جسام على كاهلها، لمساعدتها في تخطي هذه المسؤوليات والقيام بها بشكل قوي. بدوره أثنى المدير الإقليمي لبرنامج التأهيل المبني على المجتمع المحلي الدكتور علام جرار بهذا النشاط وبموقعه، مؤكداً حرص البرنامج على دعم النساء في الجوانب كافة، وضخ الثقة والشراكة النسوية في قلوبهن في مناسبات مختلفة، لإشعارهن بمكانتهن المميزة في المجتمع، ودورهن الذي لا يرقى إليه أي دور في تحقيق التنمية البشرية والمجتمعية بين الشباب والجيل الصاعد، شاكراً كلا من الأمهات اللواتي حضرن وعاملات البرنامج الذي توجن عملهن بنشاط مميز واستثنائي من هذا النوع. |