وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية تنظم ندوة بذكرى يوم الارض

نشر بتاريخ: 02/04/2011 ( آخر تحديث: 02/04/2011 الساعة: 19:47 )
غزة- معا- أكد قادة فصائل وأكاديميون فلسطينيون اليوم السبت، على أهمية الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام والحفاظ على الثوابت الوطنية لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه المتواصل على شعبنا الفلسطيني.

جاء ذلك خلال ندوة سياسية في الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم الأرض الخالد، بعنوان "الدلالات السياسية والإعلامية ليوم الأرض"، والتي نظمتها كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية ومركز الحرية للإعلام في قاعة المؤتمرات بالكلية، بمشاركة طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وخالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، ود.أحمد حماد رئيس مركز الحرية للإعلام وأستاذ الإعلام المساعد بجامعة الأقصى بغزة ود.خالد صافي الأكاديمي والكاتب الفلسطيني، بحضور نخبة من الأكاديميين وممثلي العمل الوطني والقوى والفصائل الفلسطينية والأكاديميين والإداريين العاملين في الكلية وحشد جماهيري وطلابي واسع.

ووجه القيادي في الجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة التحية لشهداء الحركة الوطنية الفلسطينية والثورة الفلسطينية المعاصرة وخصوصاً شهداء يوم الأرض الخالد.

وأشار أبو ظريفة إلى الهبة الجماهيرية بيوم الأرض الخالد والتي أعطت بعداً سياسياً للأرض والإنسان إلى أن اندمجت معها كافة فئات شعبنا بكافة تلاوينه وأشكاله لتمتد إلى كافة المناطق في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة والشتات لتصبح هبة جماهيرية عارمة تحيي هذه الذكرى سنوياً تعبيراً على الصمود ورفض قرارات الاحتلال العنصرية التي تستهدف الإنسان والأرض الفلسطينية.

وشدد على ان مجابهة مصادرة الأراضي المتواصلة يكون باعتماد موازنة للاماكن المجاورة للجدار والاستيطان واعتبارها أماكن تطويرية لإفشال مخططات الاحتلال والاستيطان، داعياً لتفعيل وتعزيز المقاومة الشعبية عبر الوحدة الوطنية وتحويلها الى انتفاضة عارمة بكافة فئات شعبنا الفلسطيني ليصبح وجوده على الأرض مكلفا جداً ما يدعوه الى استرجاع الحقوق الفلسطينية لأصحابها.

ودعا لتوسيع نطاق الحملة الوطنية لمقاطعة منتجات المستوطنات وصولاً الى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية التي يتوفر البديل لها، والعمل على مقاطعة البناء والعمل في المستوطنات عبر طرح السلطة الفلسطينية لخطة اقتصادية جديدة لاستيعاب الأيدي العاملة في المستوطنات خلال أشهر محددة بسلسلة من القروض والمشاريع الصغيرة وبناء المساكن الشعبية للحيلولة دون إلقاء العمال في حضن البطالة مجدداً.

وأكد أبو ظريفة مجدداً ان الشعب الفلسطيني ومقاومته هما الخاسران الأكبر من استمرار الانقسام، منوهاً ان ردود الأفعال والأقوال التي تلت كلا من مبادرتي إسماعيل هنية والرئيس محمود عباس تؤكدان ان المصالحة الوطنية بعيدة المنال، داعياً الى ضرورة إبعاد ورقة المصالحة عن التدخلات الخارجية والمصالح الفئوية وكافة مستفيدي الانقسام وجعلها ورقة داخلية فلسطينية بالاستفادة من وثائق الإجماع الوطني وصولاً لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام لمواجهة مخططات الاحتلال وعدوانه واستيطانه.

من ناحيته تطرق د.خالد صافي أستاذ التاريخ المشارك في جامعة الأقصى بغزة، الى جوهر المشروع الصهيوني في استهدافه للأرض الفلسطينية وتفريغها من السكان، مديناً بالتنكر الدولي لحقوق الأكثرية الفلسطينية على حساب الأقلية اليهودية التي كانت تمثل عند صدور وعد بلفور 3% لليهود مقابل 97% للمواطنين العرب والذي تبنى ان فلسطين هي أرض إسرائيلية وكان جوهر المشروع الصهيوني لم يتغير حينها بالاستيلاء على الأرض وطرد سكانها والعمل على تحقيق المقولة "أرض بلا شعب، لشعب بلا وطن" واستبدالهم بالشعب اليهودي.

وأكد على رمزية يوم الأرض ودلالاته الواضحة بممارسات "إسرائيل" لسياسة الاقتلاع والتهويد والاستيطان والقتل، داعياً لاعتبار كافة الأيام هي يوم دفاع عن الأرض، فيجب ألا يكون يوم الأرض يوم بكاء على الأطلال فعلى الجميع محاسبة ذاته في تضييع الوطن وأسباب فشل استرداده.

وشدد د.صافي على فشل المقاومة وضياع الوطن في ظل الانقسام، مؤكداً أن الانتصار يتحقق بالوحدة الوطنية والإرادة الصلبة وهما مسلوبتان منا.

من جهته، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، أن ذكرى يوم الأرض تعيد لنا ذكرى الوحدة الوطنية والالتفاف الجماهيري الواسع في ساحات النضال والمقاومة بالوحدة الجماهيرية في سخنين وعرابة والمثلث والجليل وأكدت فشل المشروع الصهيوني في نكبته للشعب الفلسطيني عامي 1948 و1967 مما يستدعي الإسراع بتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام.

وأشار البطش إلى الدلالات السياسية ليوم الأرض باعتبار الأرض الفلسطينية هي عنوان الصراع مع الاحتلال، فالصراع بين مشروع غربي يدعم الاحتلال، ومشروع شرقي إسلامي يتصدى للاحتلال بالتحركات الشعبية الفلسطينية والعربية والتمسك بخيار المواجهة والالتفاف حول الوحدة باعتبار أساس الانتصار، وهبة يوم الأرض تؤكد فشل أسرلة المجتمع العربي في داخل فلسطين المحتلة عام 1948.

وقال: "ليس عيباً التعلم من الاحتلال الإسرائيلية بكيفية تمسكه بالأرض والهوية"، مضيفاً: "أن الأرض لا تموت وعلينا التمسك بالحق طالما اننا ضعفاء ويجب علينا التمسك بأرضنا وهويتنا الفلسطينية".

وأكد البطش ان المصالحة الوطنية ليست مزاجاً وحكراً على فتح وحماس داعياً الى ضرورة عدم وجودها رهينة بيد فلان وفلان، بالعمل على إنجاح مبادرتي هنية وعباس لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي على أسس سليمة وصحيحة.

وفي ذات السياق أكد د.أحمد حماد مدير مركز الحرية للإعلام على دور وسائل الإعلام في فضح الممارسات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وأرضنا، مبيناً الدلالات الإعلامية ليوم الأرض في كشف الانتهاكات الإسرائيلية وهي غياب الإعلام العربي والإسلامي، وغياب الإعلام الفلسطيني الفاعل، إضافة لاستخدام المصطلحات الإسرائيلية في الإعلام الفلسطيني والعربي.

وشدد ان بعض وسائل الإعلام العربية والإسلامية تغيب قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني والانتهاكات وممارسات الاحتلال عن شاشاتها، منوهاً أن القضية الفلسطينية بحاجة الى تسليط الإعلام عليها والقيام بخطط ممنهجة ومبرمجة وإبعاد النظرة السوداوية للقضية الفلسطينية ووصف النضال والمقاومة الفلسطينية بأعمال شغب وعنف. كما أشار إلى دور الإعلام الفلسطيني والحزبي منه وتسجيله أهدافاً محددة في دعم الانقسام وتمويله، مطالباً بتصويب الإعلام الفلسطيني نحو الوحدة الوطنية ومصالح الشعب الفلسطيني العليا.

وعبر د.حماد عن خيبة أمله لاستمرار الإعلام الفلسطيني والعربي باسرلة المصطلحات الإعلامية داعياً إلى وقف تلك الإجراءات والعمل على مقاطعة مجرمي الحرب الإسرائيليين وعدم استضافتهم على قنواتها ووسائله الإعلامية المختلفة.

وفي ختام الندوة جرت مداخلات أثرت الندوة وسط دعوات لتوحيد الهدف والوجهة الفلسطينية ودعم المواطن الفلسطيني وصموده في وجه آلة الحرب الإسرائيلية والعمل على تصويب الإعلام لصالح القضية الفلسطينية وإبرازها، والتأكيد على ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية باعتبارها طريق الشعب الفلسطيني نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واسترجاع كافة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.