وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحراك الشبابي.. بين القمع الساخن.. والاحتواء الناعم.. ماذا بعد؟!

نشر بتاريخ: 03/04/2011 ( آخر تحديث: 05/04/2011 الساعة: 16:46 )
بيت لحم- تقرير وكالة معا- لم يعط النفس الشبابي في فلسطين المجال الكامل لتحقيق اهدافه, فبالاضافة للقمع الساخن الذي تعرض له في قطاع غزة والقمع الناعم الذي تعرض له في الضفة, هناك عوامل كثيرة افقدت تلك الحركات الزخم الذي حظيت به في الوطن العربي ابرزها تشتت تركيزها حول شعارين "انهاء الاحتلال وانهاء الانقسام" .

فرغم ان تجربة الحراك الشعبي المستند على شبكات التواصل الاجتماعي هي تجربة حديثة العهد في المجتمع العربي والتجربة تختلف من بلد الى اخر , كما يقول الدكتور صبري صيدم , فعلى الاحزاب ان تفسح المجال لهذه الحركات للعمل بمساحة اوسع واكبر .

كما ان هذه الحركات لا سيما حركة 15 اذار تاهت هل تريد انهاء الانقسام ام الاحتلال ام مجلس وطني جديد , ويضيف مستشار الرئيس لتكنولوجيا المعلومات , لغرفة تحرير وكالة معا ":ان هذه الحركات ارادت ان تخرج من عقدة القيادة فوسمت بطابع الهلامية البعيدة عن تحديد الاوجه القيادية.

واضاف": لا تستطيع اي جهة ان تتعامل مع 50 عنوانا فهذه الحركات تفتقد الى القيادة ومن ينسق عملها ."وعليه فهي تحتاج الى توحيد الرؤية والاتفاق على منسقين.
|121197|
بدوره يرى المحلل السياسي ناصر عليوة ان المجتمع الفلسطيني بكينونته هو مجتمع فصائلي , بالرغم من وجود جموع غير منتمية لكن الحالة الفصائلية هي حالة فاعلة في فلسطين وتختلف عن الحالة في الوطن العربي لذلك الحالة الشبابية في فلسطين تشكلت على ضفاف واطراف الحالة الفصائلية.

وعمليات النمو الشبابي في فلسطين طرا عليها جملة من التشويشات والتي قد تصل الى تشويهات , منها ان العمل السياسي بحد ذاته عمل معقد وبالذات في فلسطين , كما ان العمل السياسي بحاجة لنوع من الخبرة والمعرفة والامكانيات وهذا لا يتوفر للشباب في الزمن القصير , وهذا يهدد بانحراف في وجهة الشباب.

كما ان الشعار الذي رفعه الشباب " الشعب يريد انهاء الانقسام", هو شعار ساقط من بدايته لانه لم يستطع ان يحقق فعلا شعبيا متواصلا حوله".

ويضيف عليوة ": ان الاحزاب ايضا ترى في هذه الحركة الشبابية خصما لها , كما ان الحركة الشبابية في مصر وتونس واليمن وغيرها هي جزء مكون من الحركة الاجتماعية والنضوج فيها عال بعكس الحالة الفلسطينية التي هي اقل نضوجا.

وعندما سالنا الناشط في حركة 15 اذار فادي قرعان عما ينقص الحركة لكي تحقق اهدافها, قال ":نحن منذ البداية كان هدفنا الاساسي حرية فلسطين ولم نكن نعمل ضد انهاء الانقسام ".

|121504|

وهنا في فلسطين كما يقول قرعان, نحن نريد شيئا جديد هنا وهو بشكل اساسي توحيد الشعب على رؤية استراتيجية تعمل ضد الاحتلال وان المصالح الوطنية فوق المصالح الحزبية , وان الوضع داخل فلسطين مختلف عن الوطن العربي لان هناك عدة مشاكل تقف حائلا امام التحرك الشبابي هنا ابرزها الاحتلال والانقسام والشباب المحزبين كلها اسباب اضعفت الحركة الشبابية .

لكن قرعان يوضح انه على تواصل مع حركات الشباب في مصر وتونس وهو يعرف انهم احتاجوا لسنوات حتى وصلوا الى تحقيق مطالبهم , ويضيف": في تونس احتاجوا لسنوات وكذلك في مصر فالحركات الشعبية تحتاج الى وقت .

لكنه استدرك قائلا": ان الحركة الشبابية هنا لا ينقصها القيادة بل ينقصها توحيد الرؤية والهدف والاجماع عليه في وقت واحد كما حصل في مصر كل الاحزاب اتفقوا على الخروج في تاريخ محدد وبهدف محدد في البداية وهو ضد الشرطة وبعدها توسع المطلب ".