وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

خيمة إنهاء الانقسام توفق رأسين بالحلال!

نشر بتاريخ: 04/04/2011 ( آخر تحديث: 04/04/2011 الساعة: 15:28 )
بيت لحم- معا- كتب كريم عساكرة- تتربع خيمة كبيرة وُضع أمامها مجسمٌ لخارطة فلسطين وحفّتها اليافطات التي تحمل شعارات انهاء الانقسام وسط أهم ساحة في فلسطين، ألا وهي ساحة المهد التي يؤمها يوميا عشرات الزوار الاجانب القادمين الى مدينة بيت لحم سواء للحج الديني أو للسياحة والترفيه.

كثيرون من يمرون يوميا من جانب الخيمة والكل يحدق صوب تلك المجموعة من الشباب الذين يتناوبون بشكل لا يترك الخيمة خاوية من أحد، حتى يحل الليل فيسدلوا استار الخيمة ويغطوا في نومهم لا يوقظهم الا اشراق الصباح.

طارق زبون شاب في بداية العشرينات من بيت لحم، يفيق في ساعات الصباح الباكر ومن ثم ينطلق الى عمله تاركا رفاقه داخل الخيمة، يقول: "انا ملتزم مع الشباب بالاعتصام في الخيمة، ونقرر الفعاليات المختلفة مع بعضنا البعض، وانا اتركهم لاتوجه الى عملي، لانني لا استطيع أن احصل على الاجازات بشكل كبير".
|121934| مجموعة من الشباب تتجول في شوارع مدينة بيت لحم وتوزع دعوات كتبت على ورقة بيضاء لا يصل حجمها الى ربع ورقة الـ "إي فور"، تدعو الجميع للمشاركة في مسيرة تطالب بانهاء الانقسام، وتحدد المكان والزمان، ولكن التجاوب كان قليلا وجرت المسيرة بعد يومين وبالتحديد في ذكرى يوم الارض، وهذا بحد ذاته شكل لفتة غير طيبة للشباب، الذين جلسوا يفكرون في وسيلة جديدة ربما تستقطب الجماهير لدعمهم في جهودهم الرامية لانهاء الانقسام.

واللافت للنظر أن الخيمة تستقطب الأجانب بشكل كبير، فلا تكاد تمر لحظة إلا وتشاهد مجموعة من الأجانب القادمين لزيارة المدينة يجلسون مع الشباب ويتبادلون معهم الحديث، ويلتقطون الصور معهم، وحتى المدونات الصغيرة تخرج من الجيوب لتوثق عناوين الايميلات والهواتف، وكأن الأمر بات شكلا من أشكال الدعاية لا قيمة مغروسة في نفوس جميع الجماهير.
|121932* الشباب يفكرون في اساليب لجلب التضامن مع مطالبهم| ورغم أن الكل يرمق بعينيه الخيمة دون أن يتكلف عناء الحديث مع ساكنيها أو معرفة مطالبهم، إلا أن هناك من فكر في مبادرة قد تلفت الانظار وتبدد وهم البعض بأن الانقسام غدا اصلا من أصول الحالة الفلسطينية، وهو الأمر الذي ايضا لم يتوقعه الشباب داخل خيمتهم، فهذه اسرة حضرت اليهم كي تعقد قران ابنها داخل الخيمة.

"لقد كتبنا كتابنا وقمنا بالمصافحة في خيمة الوحدة الوطنية لكي نشعر أن هذه الخيمة هي فعلاً خيمة الوحدة الوطنية وهي لانهاء الانقسام ولتجميع الناس على خير ومحبة لكل افراد الشعب الفلسطيني"، هذا ما قاله العريس الذي قام بخطوة جريئة ودخل الخيمة مع أهله وعروسته وأهلها والشيخ الذي سيكتب كتابهما، وطلب ان تكون الخيمة هي المكان الذي سيعقد قرانه على عروسه فيه.
|123737| هذا الحدث جلب الفرحة والبهجة الى قلوب الشباب المعتصمين، وغرس فيهم أملا جديدا بأن الشعب يريد انهاء الانقسام، فرحبوا بالعريسين واهاليهم، وأحضروا القهوة السادة، حفاظا على العادات والتقاليد التي جمعت الفلسطينيين دوما، وكتب الكتاب أمام الجميع، ثم وزع العريس الحلوى على من تواجدوا في الخيمة، وبدأ الجميع يبارك له ولعروسه الزواج الميمون.

أجواء البهجة خيمت على خيمة الاعتصام لفترة من الزمن، فقام العروسان والتقطا الصور مع الأهل والمعتصمين من الشباب، كما تحدث الشيخ الى الشباب مباركا لهم جهدهم النبيل وهدفهم السامي الرامي للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام، مؤكدا أن غالبية ابناء الشعب الى جانبهم وإن لم يحضروا جميعا الى خيمة الاعتصام.
|123733|وتخلل مراسم عقد القرآن حضور شخصية اجنبية تحت حراسة خاصة، لم يتبين الحضور هويته على الفور إلا انه بعد حين تبين أنه ممثل للامم المتحدة جاء كزائر لبيت لحم، ورغب بزيارة المعتصمين، وقال لهم "ان الاعتصام حركة رائعة من الشباب الحر الذي يهدف الى تحقيق دولة فلسطينية حرة مستقلة".

خيمة الاعتصام نجحت في أن تحفظ لنفسها مكانا على الارض، ولكنها ما زالت تعاني في حفظ مكان في قلوب الناس والشعب، فهذه الخيمة ما بنيت لكي يزورها الاجانب ويحاولوا فهم تفكير شباب فلسطيني وسبر غور عقولهم، بل شيدت لكي تجمع كلمة الشعب الفلسطيني وتوحد بوصلته نحو الوحدة وانهاء الانقسام.