|
تركيز إسرائيل بشكل كلي على الأمن نتج عنه تماديها لعشرات السنين في تطبيق سياسة استعمارية
نشر بتاريخ: 08/09/2006 ( آخر تحديث: 08/09/2006 الساعة: 17:09 )
بيت لحم- معا- نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن قائد كبير في الجيش الإسرائيلي قوله بشأن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان "لا شك أنه كان علينا أن نقوم بالأمور بشكل مختلف".
وذكرت الصحيفة أن هذه هي المرة الأولى التي يعترف فيها مسؤول عسكري بهذا الحجم بأن الجيش الإسرائيلي اقترف أخطاء على نطاق واسع خلال التحضير لهذه الحرب وأثناء خوض غمارها. وكشف هذا المسؤول عن تحقيقات تتم الآن داخل كل فروع الجيش الإسرائيلي التي شاركت في هذه الحرب وعلى كل مستوياتها. وتحت عنوان "ضمان أمن حدود معترف بها" كتب جيرولد كيسل وبيير كلوتشلاندر تعليقا في صحيفة هآرتس مقالا قالا فيه إن إسرائيل لم تحتفل كما دأبت في الماضي على تحقيق نصر في حربها الأخيرة, بل إن هناك من يرى أنها خسرت هذه الحرب. وأضافا أن النتائج الدبلوماسية لهذه الحرب تتكشف شيئا فشيئا, لكن ما يمكن تأكيده الآن هو أن هناك ثلاث منتصرين: لبنان وإسرائيل وفلسطين. وقالا إن نشر لبنان جيشه على كل بلاده للمرة الأولى منذ 31 عاما, حسب قرار مجلس الأمن 1701, يمثل نصرا حقيقيا له. لكن ما النصر الذي حققته إسرائيل وفلسطين؟ وأشارا إلى أن ذلك النصر يكمن في تطبيق روح قرار أممي آخر هو القرار 242 الذي أقره مجلس الأمن على أثر حرب الأيام الستة عام 1967, والذي يؤكد بأن لإسرائيل الحق في العيش داخل "حدود آمنة معترف بها". ومنذ ذلك الحين ظلت إسرائيل تركز على الجزء الأول فقط من هذا القرار وهو ما يتعلق بشقه الأمني, متجاهلة الشق الثاني "حدود معترف بها". وأكد المعلقان أن تركيز إسرائيل بشكل كلي على "الأمن" نتج عنه تماديها لعشرات السنين في تطبيق سياسة "استعمارية". ولاحظا أن هذه الحرب غيرت لأول مرة منذ 1967 طريقة تفكير صانعي السياسية الإسرائيليين, فلم يعودوا ينظرون إلى الاحتلال كوسيلة لضمان الأمن, وأدركوا من خلال التجربة أن الانسحاب الأحادي الجانب لا يضمن بشكل أكيد العيش في أمان, وأن الضمان الحقيقي للأمن هو العيش داخل حدود "شرعية", معترف بها دوليا. وحث الصحفيان الحكومة الإسرائيلية على العمل على رسم حدود آمنة ومعترف بها دوليا لإسرائيل مع غزة والضفة الغربية, مما سيعتبر انتصارا للفلسطينيين كذلك. |