وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مدرسة كيسان نموذجاً للتحدي والإرادة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 04/04/2011 ( آخر تحديث: 04/04/2011 الساعة: 16:45 )
كتب جمال العاروري- لا يصدق العقل أنه في القرن الحادي والعشرين أن هنالك طلبةً لا زالو ينهلون العلم في مسجد، هذا الواقع يمكن أن تعايشه وتراه في قرية كيسان إلى الجنوب الشرقي من بيت لحم.

في كيسان يعيش قرابة الخمسمائة نسمه في حالة خوف وقلق دائم بسبب الإعتداءات المستمره والمتصاعده من قبل مستوطني مستوطنتي معالي عاموس وكيدار والتي يمر شارعها من أمام مدرسة القريه. كما يعيش سكان القريه الذين يعملون في رعي المواشي هاجس ترحيلهم من أرضهم التي ورثوها أباً عن جد بشكل شبه يومي.

ومن صور الصمود التي يبديها فلسطينيوا كيسان رغم ضيق العيش الذي يعانونه بسبب منعهم من البناء بأوامر عسكريه اسرائيليه مع هذا آثر المواطنون البقاء في بيوت من صفيح على الرحيل.

أما مدرسة القريه فهي قصه أخرى، عدد طلاب المدرسه والبالغ مائه وعشرن طالبا وطالبه يتلقون تعليمهم في مدرسه تتوزع على أربع مواقع.
الموقع الأول يدرس فيه طلبة الصفين الأول والتاني الأساسي وهما عباره عن غرفتين جرى اقتطاعهما بألواح خشبيه من مسجد القريه المبني من حجارة الأرض والمسقوف بالصفيح.

ويقول الأستاذ يوسف ذويب مدير المدرسه: لقد اضطررنا لاقتطاع هذه المساحه من المسجد بسبب منع الاحتلال بناء غرف صفيه للمدرسه، ويضيف: يعاني هؤلاء الطلاب حر الصيف وبرد الشتاء القارس ومن إزعاج قطرات المطر وهي تطرق سقف الصفيح.

وعن سير العمليه التعليميه بالصفيين يتحدث الأستاذ حسن زواهره: نضطر لوقف التعليم عند إقامة الصلاه حتى نعطي المصلين فرصةً لأداء عبادتهم، كذلك نجبر على وقف التعليم إذا ما كان الصف الآخر وطلبته يقومون بعملية تسميع المحفوظات أو الآيات القرآنيه.

أما المدرسه إبتسام شعبان فتؤكد أنه وبالرغم من الظروف المجافيه والتي لا تتناغم مع أبسط قواعد التعليم المدرسيه إلا أن طلبة المدرسه يصرون على نهل العلم رغم غياب البيئه المدرسيه الصحيه، فلا يوجد مرافق صحيه ولا ملاعب رياضيه للمدرسه حيث أن الطالب يحتاج لقطع مسافة أكثر من 200 متر لقضاء حاجته.

وعلى بعد 200 متر يوجد الصفين التاسع والعاشر الأساسيين، وفي مخازن مستأجره وغرف متنقله يوجد طلبة الصفوف من الثالث الأساسي وحتى الثامن الأساسي.

وبحسب إدارة المدرسه فإن حاله من الخوف تسيطر على الطلبه وذويهم عندما يقوم المستوطنون بمحاولات إعتداء وتجمهر أمام المدرسه.

وعندمات ينهي الطلبه دراستهم في ااصف العاشر فإن إكمالهم للدراسه يتطلب منهم السير يومياً 3 كيلو مترات ذهاباً وإياباً حتى مدرسة تقوع أقرب البلدات المجاوره لهم.

ويهيب أهالي القريه بالسلطه الوطنيه الفلسطينيه وكل المنظمات الأهليه والدولية العمل على دعم صمودهم، حيث وجهوا شكرهم للإغاثه الإسلاميه في الضفه الغربيه التي أحضرت للقريه غرفتين متنقلتين خففتا من ضغط عدد الطلاب في الصفوف.

الأستاذ عبدالله شكارنه مدير مديرية تربية وتعليم محافظة بيت لحم بدوره وجه مناشده للمنظمات الحقوقيه والدوليه واليونسكو والاسيسكو التي تعنى بحق الأطفال في التعليم أن تنظر لهذا الموقع بنظرة إنسانيه والضغط على حكومة الاحتلال للسماح للفلسطينيين بناء مدرسه عصريه.

ويقول أن وجود طلبة يتلقون تعليمهم في المسجد أمر صعب ومرير حيث يجبر المعلمون لوقف حصصهم التدريسيه في أوقات الصلاه أو تأجيل الصلاه حتى تنتهي الحصص التدريسيه وهو أمر لايمكن أن تجده أو تراه في أي مكان من العالم، فليس من المعقول أن يكون بيت العباده مدرسةً فإما أن يكون مدرسةً وإما أن يكون مسجداً.

وبحسب شكارنه فإن كيسان تجمع سكاني فلسطيني لا يعترف الاحتلال به ويمنع البناء فيه، وأضاف نأمل أن يوفر المجلس المحلي في كيسان وثائق أراض حتى نتمكن من تقديمها لوزارة الماليه الفلسطينيه لشرائها وتكون مخصصه لبناء مدرسة حديثه.

من جهتهم أكد ذوو الطلبه أن الحياة الخشنه والصعبه التي يعيشونها لن تدفعهم للرحيل عن أرض الأباء والأجداد وهو أمر ينقلونه لابنائهم بالوراثه.